لغز بحيرة الرفات.. تحليل التسلسل الجيني يزيده غموضا
لغز بحيرة الرفات.. تحليل التسلسل الجيني يزيده غموضا

الإثنين | 26/08/2019 - 08:16 صباحاً

تعرف بحيرة روبوكوند في الهند باسم "بحيرة الهياكل العظمية، بحيرة الرفات" وتقع على ارتفاع نحو خمسة آلاف متر وسط القمم المغطاة بالثلوج في أعالي جبال الهيمالايا، حيث تمتلئ بآلاف العظام البشرية لمئات الأفراد.

وتقول إحدى الفرضيات إن كارثة طبيعية (مثل عاصفة قوية) قد حلت فجأة بمجموعة كبيرة من الناس فقتلتهم جميعا، لكن تحليل الحمض النووي لـ 38 من الهياكل العظمية قلب تلك الفكرة رأسا على عقب.

حيث ذكر الباحثون في دراستهم -التي نشرت مؤخرا (يوم 20 أغسطس/آب) في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز"- أن العظام الموجودة في "بحيرة الرفات" ذات أعمار مختلفة وتعود لبشر من أصول عرقية متنوعة.

قصة مثيرة
بدأت القصة تتكشف منذ عقد مضى، بعد أن قام عالم الوراثة كوماراسامي ثانغراج (من مركز البيولوجيا الخلوية والجزيئية التابع لمجلس البحوث العلمية والصناعية الهندي) بفك تتابعات الحمض النووي الخاص بالميتوكوندريا لـ 72 من الهياكل العظمية، وقد جاءت متباينة.

هذا ما برر إجراء مزيد من البحوث عن طريق الغوص العميق في تحليل التسلسل الجيني، وفك تتابعات كامل الجينوم الخاص بهذه الهياكل العظمية. ولهذا، أتم العلماء دراسات الارتباط على نطاق الجينوم لـ 38 شخصا بنجاح.

يقول عالم الوراثة ديفيد رايخ (من كلية الطب بجامعة هارفارد في بيان صحفي لمعهد ماكس بلانك لعلوم تاريخ البشرية) إنه من خلال استخدام التحليلات الجزيئية الحيوية، مثل الحمض النووي القديم، وإعادة بناء النظام الغذائي بالنظائر المشعة المستقرة والتأريخ باستخدام الكربون المشع "اكتشفنا أن تاريخ بحيرة روبكوند أكثر تعقيدا مما توقعنا".

وعند مقارنة النتائج بجينومات 1521 فردا من القدماء و7985 من الأفراد الحاليين من جميع أنحاء العالم، بات واضحا أن الرفات تأتي من ثلاث مجموعات بشرية متمايزة، وكان أكبرها يتألف من 23 فردا يحملون حمضا نوويا مماثلا للحمض النووي لأشخاص من الهند في الوقت الحاضر.

وشكلت ثاني أكبر مجموعة تضم 14 فردا مفاجأة كبيرة. كانت أحماضهم النووية شبيهة إلى حد كبير بأشخاص من سكان جزيرة كريت واليونان حاليا. وكان لدى الشخص المتبقي حمض نووي يشير إلى أصل من جنوب شرق آسيا.

يقول عالم الأحياء التطوري إيداوين هارني من جامعة هارفارد "لقد فوجئنا للغاية بالتنوع الوراثي للهياكل العظمية لروبكوند" مستطردا "وجود أفراد من أجداد مرتبطين عادة بشرق البحر المتوسط يشير إلى أن بحيرة روبكوند لم تكن مجرد موقع محل اهتمام محلي، لكنها جذبت الزوار من جميع أنحاء العالم".


مجموعة من العظام البشرية في بحيرة روبكوند (ويكيبيديا)
مجموعة من العظام البشرية في بحيرة روبكوند (ويكيبيديا)

حميات متباينة
وقد دعم تحليل النظائر المشعة المستخرجة من العظام هذه النتائج، حيث يمكن أن تستبدل النظائر الموجودة في الطعام بعض الكالسيوم بالأسنان والعظام، ويمكن مطابقة هذه النظائر للمواقع الجغرافية بعد ذلك.

قال أيوشي ناياك عالم الآثار من معهد ماكس بلانك لعلوم تاريخ البشرية "كان لدى الأفراد الذين ينتمون للمجموعة ذات الصلة بالهند حميات غذائية شديدة التباين، مما يدل على الاعتماد على مصادر الغذاء المستمدة من نباتات "سى3، سي4". وتتفق هذه النتائج مع الأدلة الجينية التي تشير إلى أنهم ينتمون لمجموعة متنوعة من المجموعات الاجتماعية والاقتصادية في جنوب آسيا".

ومن المعروف أن نباتات "سى3" تشكل ما يزيد على 95% من أنواع النباتات على الأرض، وتزدهر بالمناطق الباردة والرطبة، في حين أن نباتات "سي4" تعيش بالمناطق الحارة والجافة لكن استقلابها غير فعال بالمناطق الباردة أو المظلمة.

وكان الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو الأوقات المتداخلة لوصول المجموعات. وقد وضع تاريخ الكربون المشع العظام ذات الصلة الهندية بين القرنين السابع والعاشر الميلادي.

لكن المجموعتين الأخريين، من البحر المتوسط ومن جنوب شرق آسيا، كانتا مؤرختين بين القرنين 17 والعشرين الميلاديين.

ومن المحتمل أن تشمل البقايا التي لم يتم اختبارها مجموعات أخرى، من أوقات أخرى أو من مناطق أخرى، وقد تقدم الأبحاث المستقبلية إجابات لذلك.

وقال عالم الوراثة نيراج راي من معهد بيربال ساهني لعلوم الحفريات "ما زال من غير الواضح ما الذي أوصل هؤلاء الأفراد إلى بحيرة روبكوند أو كيف ماتوا؟".

وأستطرد "نأمل أن تمثل هذه الدراسة أول تحليل للعديد من التحليلات لهذا الموقع الغامض".

المصدر : الجزيرة



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:31
الظهر 12:37
العصر 04:17
المغرب 07:16
العشاء 08:44