لن أموت وحيدا.. كيف لبى مئات البشر دعوات الانتحار الجماعي؟
لن أموت وحيدا.. كيف لبى مئات البشر دعوات الانتحار الجماعي؟

الإثنين | 07/10/2019 - 08:44 صباحاً

كل أربعين ثانية ينهي شخص ما في مكان ما في العالم حياته، كما جاء في تقرير منظمة الصحة العالمية، وبهذا المعدل يتفوق الانتحار على الحروب من حيث مسببات القتل.

تأخذ المشكلة بعدا آخر عندما يقرر أحدهم أنه لن ينهي حياته وحيدا، بل سيأخذ معه أرواح العشرات، وربما المئات، بكامل رغبتهم في عملية انتحار جماعي.

نستعرض هنا عددا من حوادث الانتحار الجماعي التي شهدها العالم، لأسباب تتنوع بين دينية وسياسية ونفسية.

"المسيح" يأمر بانتحار ثوري
في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 1978، مات أكثر من تسعمئة شخص، بينهم 276 طفلا، من أتباع الكنيسة الشعبية لـ"معبد الناس" في مدينة "جونز تاون" بأميركا الجنوبية، بعد تناولهم عصير فاكهة ممزوجا بالسيانيد.

بدأت أحداث القصة عندما أنشأ الأب "جيم جونز" طائفة دينية تنبذ الرأسمالية، وتبشر بالمساواة والمبادئ الاشتراكية، وأسس معبده ودعا أنصاره إلى الهجرة من سان فرانسيسكو إلى غيانا لإقامة مجتمع خال من الشرور والعنصرية.

ولد جونز لعائلة فقيرة في ولاية إنديانا، ورغم أنه كان طفلا ذكيا متحمسا للمساواة العرقية، فإنه كان غريب الأطوار، طبقا لصحيفة الغارديان.

اجتذب مزيج المسيحية الإنجيلية والعدالة الاجتماعية المئات من الناس ليتبعوه، وأثرت على سلوكه الشعبية التي حظي بها، فوصف نفسه بعبارات مسيحية، وادعى أنه كان تجسيدا لشخصيات مثل المسيح وبوذا.

كان يعتقد أن "الأتباع" في منتجع "جونز تاون" أو "معبد الناس" يعيشون في سعادة ورضا، ولكن بعد فترة تناقلت أخبار عن وقائع تعذيب واحتجاز وحوادث ضرب وحشي وخطط انتحار، وبعد تداول الأمر في الصحافة الأميركية زار عضو الكونغرس "ليو رايان" مع صحفيين ومصورين "جونز تاون" بغرض نقل الصورة الحقيقية عن المعبد.

أمضى "رايان" ثلاثة أيام في استجواب النزلاء، واكتشف أن "جونز" يستعين بأتباع مخلصين مدججين بالسلاح لحراسة المعبد، وإجبار المقيمين على تنفيذ ما يأمر به.

غادر عضو الكونغرس مع نحو عشرين من أعضاء "معبد الناس" الذين يرغبون في المغادرة، وأخبر أعضاء الوفد الشرطة أنهم في مهبط الطائرات، وقبل صعودهم على متن الطائرة وصلت شاحنة تقل عددا من حراس "جيم جونز" وبدؤوا إطلاق النار، حسب بي بي سي.

لقي خمسة أشخاص حتفهم، من بينهم عضو الكونغرس ريان ومراسل ومصور من شبكة إن بي سي، ومصور صحيفة أخرى، وأحد أتباع المعبد.


دعا "جونز" أتباعه للانتحار بطريقة ثورية حتى ينجو من شرور العالم الخارجي (مواقع التواصل الاجتماعي)
دعا "جونز" أتباعه للانتحار بطريقة ثورية حتى ينجو من شرور العالم الخارجي (مواقع التواصل الاجتماعي)

بعد الحادث، دعا "جونز" أتباعه للانتحار بطريقة ثورية حتى ينجو من شرور العالم الخارجي، وبالفعل تم حقن الأطفال بالسم، واستجاب الجميع لشرب العصير المسموم دون مقاومة، في حين انتحر "جونز" برصاصة اخترقت رأسه، ويعثر على أكثر من تسعمئة جثة ملقاة في الوحل على وجوهها، كما جاء في تقرير بي بي سي.

انتحار "النازية"
في نهاية الحرب العالمية الثانية، فضل كثير من الألمان إنهاء حياتهم بعد الاجتياح السوفياتي للبلاد.

وفي عام 1945، اجتاحت المدن الألمانية موجات انتحار متتالية بدوافع سياسية، وتشير بعض التقديرات إلى أنها أودت بحياة أكثر من سبعة آلاف شخص، بينهم قادة عسكريون قرروا الانتحار في ساحة المعركة بعدما أدركوا هزيمتهم، طبقا لمقال منشور على موقع  "سيان مانجر" (Seanmunger).


في نهاية الحرب العالمية الثانية فضل كثير من الألمان إنهاء حياتهم بعد الاجتياح السوفياتي (مواقع التواصل)
في نهاية الحرب العالمية الثانية فضل كثير من الألمان إنهاء حياتهم بعد الاجتياح السوفياتي (مواقع التواصل)

وامتد فعل الانتحار الجماعي إلى الأشخاص العاديين، حين قتل ما يقرب من تسعمئة شخص من بلدة "دمين" الألمانية أنفسهم، بالسم والطعن والشنق والأسلحة النارية، وأغرقت الأمهات أنفسهن وأطفالهن في قاع نهري "بيني" و"تولنز" خوفا من الاغتصاب والتعذيب، حسب دويتشه فيله.

وعندما دخل السوفيات البلدة أحرقوا معظم الجثث، ولم يتم حصر أكثر من خمسمئة منتحرا، لكن بعض التقديرات أكدت أن عددهم اقترب من الألف.

 


انتحار جماعي لمجموعة من الألمانيات خوفا من الاغتصاب بعد الاجتياح السوفيتي (مواقع التواصل)
انتحار جماعي لمجموعة من الألمانيات خوفا من الاغتصاب بعد الاجتياح السوفيتي (مواقع التواصل)

 

الوثنية تواجه الحروب الصليبية
في عام 1936، شهد العالم أكبر حادثة انتحار جماعي، فقد أشارت التقديرات إلى أن ما يقرب من أربعة آلاف شخص حرقوا حصنهم وقتلوا أنفسهم، كما جاء في موقع "Ancient-Origins" المهتم بالتاريخ.

 

وبدأت أحداث القصة عندما تقدمت قوة عسكرية من طائفة تيوتوني المسيحية، في ما يعرف بالحروب الصليبية الشمالية (الحروب الصليبية في البلطيق) باتجاه قلعة بيليناي "الوثنية" وسط ليتوانيا لاحتلالها عام 1336، وعندما أيقن سكان المدينة أنه ليس باستطاعتهم الدفاع عن بيوتهم، اتخذوا قرارا بحرق ممتلكاتهم والقلعة، وقتل أنفسهم بدل الاستسلام وإعطاء النصر للغزاة.

 


عندما أيقن سكان قلعة بيليناي "الوثنية" وسط ليتوانيا أنه ليس باستطاعتهم الدفاع عن بيوتهم، اتخذوا قرارا بحرق ممتلكاتهم والقلعة (مواقع التواصل)
عندما أيقن سكان قلعة بيليناي "الوثنية" وسط ليتوانيا أنه ليس باستطاعتهم الدفاع عن بيوتهم، اتخذوا قرارا بحرق ممتلكاتهم والقلعة (مواقع التواصل)

الموت "أشرف" من الاستسلام
في عام 1944، كانت الولايات المتحدة تخوض معارك شرسة ضد قوات الجيش الياباني، بهدف السيطرة على جزيرة سايبان الإستراتيجية، وفي تلك المعارك فقد خمسون ألف جندي من الطرفين حياتهم، على مدار ثلاثة أسابيع طبقا لـموقع "War History Online" المهتم بشأن تاريخ الحروب. 

وعندما أيقنت القيادة العامة في الإمبراطورية اليابانية أنها على وشك الخسارة، جاءت التعليمات لجميع السكان في الجزيرة بعدم الاستسلام، وبدل ذلك الانتحار بشكل جماعي بقتل أنفسهم، حسب موقع "Historynet". وعندما انتهت المعركة كان 22 ألفا من المدنيين قد قتلوا، وفاق عدد المنتحرين خمسة آلاف شخص.



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:43
الظهر 12:39
العصر 04:16
المغرب 07:09
العشاء 08:35