ماذا لو أن الكون كله كان حلقة مغلقة؟
ماذا لو أن الكون كله كان حلقة مغلقة؟

الخميس | 14/11/2019 - 09:10 صباحاً

أعلن فريق بحثي بقيادة علماء من جامعة مانشستر البريطانية، أن الكون الذي نعرفه ربما هو أشبه ما يكون بحلقة مغلقة، بحيث أنك إذا قررت السفر مسافة طويلة جدا فيه فربما ستصل مرة أخرى إلى نقطة البداية التي انطلقت منها!

وبحسب النظرية السائدة التي كانت تصف شكل الكون واعتمدت على نظرية النسبية العامة لألبرت آينشتاين، فإنها افترضت أن بداية الكون كانت قبل 13.8 مليار سنة، من نقطة واحدة لا نعرف عنها أي شيء بعد، ثم تضخم مع الزمن ليصبح ما هو عليه الآن، لكنه في أثناء ذلك كله كان مسطحا وليس منحنيا.

مسطح أم منحني؟
أما الورقة البحثية الجديدة التي نشرت في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني بدورية "نيتشر أسترونومي"، فتوصلت إلى أن البيانات الصادرة من تلسكوب بلانك التابع لوكالة الفضاء الأوروبية قبل حوالي عام تشير إلى حالة شذوذ واضحة في إشعاع الخلفية الكونية الميكروي، يمكن تفسيرها بأن الافتراض القائل إن الكون "مسطح" ربما يحتاج لتعديل.

إشعاع الخلفية الكونية الميكروي هو الوهج التالي للانفجار العظيم، فخلال الأربعمئة سنة الأولى من تاريخه، كان الكون معتما لا يمرر الضوء، لكن ما إن تكونت الذرات الأولى حتى أصبح شفافا وانطلقت أشعة الضوء الأولى ناحيتنا، وتتمكن التلسكوبات الراديوية من التقاط تلك الأشعة وفحصها للتعلم عن تلك الفترة المبكرة جدا من تاريخ الكون.


إشعاع الخلفية الكونية، وهج الانفجار العظيم (ناسا) 
إشعاع الخلفية الكونية، وهج الانفجار العظيم (ناسا) 

ولفهم الفكرة الخاصة بتلك الدراسة الجديدة، تخيل أن هناك نملة لا يمكنها أن ترى لأعلى أو لأسفل لكنها فقط يمكن أن ترى حولها، ووظيفة هذه النملة هي السير من السطر الأخير إلى العنوان في الأعلى على صفحة إحدى الجرائد، ثم التوجه للسطر الأخير مرة أخرى.

الآن ستقوم أنت بلف تلك الصفحة بحيث تصبح على شكل أسطوانة، هنا سيصبح السطر الأخير قريبا من العنوان بالأعلى. وبالنسبة للنملة فإنها إذا استمرت في السير للأمام فستصل إلى نقطة البداية مرة أخرى لأن الصفحة ملفوفة، حينما يحدث ذلك فإن النملة ستظن أن ما حدث هو معجزة، لأنها لا تتمكن من إدراك أنك لففت ورقة الجريدة.

كارثة في علم الكونيات
الكون كذلك كسطح ورقة الجريدة بالنسبة لنا نحن البشر، إلا أننا لا نتمكن من إدراكه بهذا الشكل لأنه ينحني في أبعاد أعلى، بينما تتكون خلايانا -وبالتالي إدراكنا- في إطار البعد الثالث فقط، وبالتالي فإننا في كل الأحوال سنراه ممتدا أمامنا.

وتشير الدراسة الجديدة إلى أن منطقة من إشعاع الخلفية الكونية الميكروي تدعى "التعدس الجذبوي أ"، تشير إلى انحناء شديد بفعل الجاذبية في تلك الفترة من بداية الكون، وهو شيء يمكن تفسيره بأن الكون ليس مسطحا كورقة الجريدة الممتدة وإنما هو مغلق كورقة جريدة ملفوفة.

وبحسب الدراسة، فإن تلك الافتراضات التي بنيت على بيانات التلسكوب بلانك ليست حصرية، بمعنى أنه قد تكون هناك تفسيرات أخرى للأمر، خاصة أن هناك دلائل أخرى تقول إن الكون مسطح، لكن هذا النطاق يحتاج إلى المزيد من الفحص للتأكد من صحة أي من الافتراضين.

في كل الأحوال، فإن علم الكونيات يواجه حاليا عدة مشكلات بحثية مؤرّقة. ومن الأسرار المحيرة -على سبيل المثال- أن معدل تمدد الكون يتغير كلما استخدم العلماء طريقة مختلفة لقياسه، ولا يعرف أحد بعد أي شيء عن طبيعة المادة والطاقة المظلمتين، ومع وجود مشكلة أخرى تتعلق بهندسة الكون -منحنٍ أو مسطح- فإننا كمن يبدو أمام كارثة تحتاج إلى نظرية جديدة تماما للتخلص منها!

المصدر : الجزيرة



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:31
الظهر 12:37
العصر 04:17
المغرب 07:16
العشاء 08:44