لمن أغرقه ألم السرطان ليالِ وأيام التمس الأمل بالله والفطر الهندي
لمن أغرقه ألم السرطان ليالِ وأيام التمس الأمل بالله والفطر الهندي

الأربعاء | 15/05/2013 - 02:10 مساءً

 

تقريرخاص

أعداد: نور سلاطنة

في أروقة مستشفى المطلع بالقدس، تتشابه الحكايات وإن اختلفت في بعض التفاصيل، قد تتفوق بعض الإبتسامات على  ملامح الخيبة والأمل في وجه أناس نهش السرطان من أجسادهم بصيص الحياة والأمل، فمسلسل المعاناة سيناريو مُكرر عند النساء اللواتي اعترين هذا الكردور الضيق، ينتظرن بصمت الدخول إلى تلك الغرفة المكسوة بالخيبة واليأس، تحمل بطياتها أكياس مُسكن الألم الكيماوي، معلقة أبصارهن بسقف غرفة استوحشت لصخب الحياة وأهازيجها. 

 

يلزمك بعض الشجاعة لتطرق باب صمتهن كي تبحث عن أي خيط تستهل به الحديث معهن، فليس سهلاَ أبداَ أن تبوح المريضات بقصصهن لأي عابر سبيل، ففي رواق الانتظار عشرات الأصوات واللهجات والملامح تؤكد أن السرطان يوحد الجميع في هذا المكان فلا فضل لأحدِ على اَخر، حاول أن تسترق السمع قليلاً إلى الحكايات التي تُخيم أعماقهن، سيأخذك ذاك العالم الخفي ليحلق بك إلى حمد الله على ما أنت عليه .

 

وأثناء جلوسي على ذلك المقعد الخشبي الصلب الخالي من نبض حياة من يجلس فوقه، استمعت للمرأة الجالسة بقربي، يبدو أنها سيدة تجاوزت الأربعين من عمرها، بدأت تتسامر أطراف الحديث مع المرافقات الأخريات، ويتحدثن عن الفطر الهندي، استهلت حديثها" بأنهم أخيراَ تمكنوا من القضاء على هذا المرض اللعين، فمنذ ولادة الفطر الهندي للمعرفة البشرية، بدأ بصيص الشفاء يقترب منا".

يعلو صوتها بانفعالِ موضحةَ لهن ما تقصد بالفطر الهندي" إنه علاج ناجع للسرطان، ذاع سيطه بين الناس في الاَونة الأخيرة لكن في ظل غياب تام للرقابة الطبية، فأنا سمعت عنه عن طريق جارة لنا تسكن في منطقة جنين".

 لندخل قليلاً إلى عوالم ما بعد الأبواب الخشبية، ببسمة حانية ولطف يستقبلك المريض وبجسده شيء يسير يحاول أن يُميت الألم والحزن، تتفاجئ بأن ليس الكثير من سمع بهذا الفطر، سعاد حلايقة من الخليل، تعقب" سمعت الكلام الذي يدور بالخارج حول الفطر الهندي، وكونه علاج فعال لمرضي، فمجرد سماعي عنه بهذه المعلومات البسيطة  تولد داخلي حافز كبير بأن أنهي جلسات علاج الكيماوي، لأبدأ المواظبة على شرب الفطر والتعامل معه، وكلي أمل وتفاؤل، ففي الحياة ما قد ما يمنحنا البقاء لبُرهة من الزمن".

 ويأخذنا الحديث لينتهى بنا المطاف إلى منطقة جنين وعلى وجه الخصوص، قرية الجديدة فبعد سؤالي لتلك المرأة عن المنطقة أشارت باسم شخص يُدعي محمد حسن جبر يقطن هناك، ما تتوقعه هو مكان عتيق بروائح البهارات والعطورات التي اعتدنا أن نستنشقها عند العطارين، ورجل بلحية طويلة، لكن عندما ترى جبر ستضمحل تلك التخيلات التي نسجها خيالك، إنه رجل بسيط أحاك بسمة على شفتاه تحمل لغزاً عندما علم سبب مجيئنا، وأجلى ما وقعنا به من حيرة بتعقيب بسيط عن الفطر الهندي" أن لا أبيعه ولا أتاجر به، الفطر الهندي مادة تتناقل من شخص لاَخر حتى دون مقابل مادي، ومن أرشدكم الطريق  إلي لقد ضل بوصفه للأمور، فواجب أي شخص أن يقوم بنشر ما هو شفاء للناس".

ويستكمل الحديث لنا عن الفطر، محاولاً أن يمتص بعضاَ من الفضول الذي اعترى وجوهنا من لحظة سماعنا بهذا الفطر العجيب، " بشكل مألوف وليس مثيراً للإشمئزاز، إنه مادة هلامية متماكسة بعض الشيء لونها أبيض ناصع، حتى لونه يُشعرك بالأمل، وكما قلت يتداوله الناس، ويحفظ بطريقة تسمح له أن يتكاثر ويبقى لفترة طويلة".

وعن طريقة حفظه، تفاصيل تُروى،  فبحكم أن جبر شخص تعمق بالقراءة عن هذا الفطر العجيب، لخص طريقة تحضيره بالاَتي"  يُحبذ وضع كمية الفطر داخل إناء من الفخار أو الزجاج لكي لا يفقد الفطر طاقته، و يُضاف إليه الحليب المعقم الخالي من الشوائب، وبعدها يُوضع داخل زجاجة، ويغطى سطحه بقطعة قماش أبيض مُعقم حتى تسمح بتجدد الهواء، ليترك بعدها لمدة 24 ساعة في حرارة معتدلة نوعاَ ما".

وتقوم زوجة جبر بالشرح لبعض التفاصيل المهمة على الرغم من بساطتها، مبررةَ ذلك بأن الفطر مادة حساسة للغاية، فتضيف على كلام زوجها" بعد انقضاء المدة الزمنية في حفظه، يوضع سائل الفطر داخل مصفاة، ليتسنى تجميع الحليب المستخلص من الفطر، ويصبح صالحاً للشرب" .

" فبعد البسملة، يشربه المريض لمدة عشرين يوماً متواصلة دون انقطاع، من ثم التوقف عنه لعشرة أيام، وهكذا يستمرالمريض حتى يقضي فترة لا يُستهان بها بتناول الفطر، وبعد الانتهاء من كمية الفطر التي استخلصنا منها سائله، من الضروري غسل قطع الفطر جيداً ووضعها داخل مصفاة دون لمسه، لنعيده إلى الحليب كي يتكون لبن جديد يُسقى للمريض أو لأي مريض اَخر، وبهذا يتداوله الناس بين بعضهم".

ومع تزايد حالات السرطان في فلسطين، وفي ظل وجود شح بالمواد العلاجية اللازمة بالمستشفيات الحكومية على وجه الخصوص، سواء كانت كيماوية أو إشعاعية، فالجو النفسي هذا يُولد عند المريض حالة اكتئاب ترافقه طيلة علاجه، لذا الفطر الهندي بلونه الأبيض وبنقاء ملمسه يحمل خلاصاً بإذن الله لمن أغرقه ألم السرطان ليالِ وأيام، فالله لم يخلق داءاَ إلا وله الدواء حتى لو كان في اَخر بقاع الأرض.

 



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:38
الظهر 12:38
العصر 04:17
المغرب 07:12
العشاء 08:39