جثامين المتوفين بكورونا.. هل هي معدية؟
جثامين المتوفين بكورونا.. هل هي معدية؟

الأربعاء | 18/03/2020 - 04:21 مساءً

يرتفع عدد وفيات فيروس كورونا بشكل متسارع، وفي كل دولة وأسرة بات الاستعداد على أشده لاحتمال فقدان المزيد من الناس بسبب هذا الفيروس الغامض.

في كل دولة هناك طقوس للتعامل مع المتوفى قبل دفنه. فمثلا في الدول العربية يودع الأقارب المتوفى ويلقون عليه النظرة الأخيرة، ومنهم من يقبله أو يلامسه.

في حالة كورونا، هل هناك إجراءات معينة للتعامل مع المتوفى بالفيروس؟ وهل الجثامين الحاملة للفيروس معدية؟

في معرض رده على السؤال، يشير دكتور عماد بوظو الباحث في أمراض الرئة بالولايات المتحدة أولا إلى حقيقة علمية مهمة وهي أن الفيروس يعتمد على الخلايا الحية لكي يعيش.

وأضاف "بعد موت الإنسان بكورونا، يستمر الفيروس بالحياة لفترة قد تمتد لساعات ولكن هذا الفيروس لا يملك طريقة للخروج من الجسد الميت لأنه عند الكائن الحي يخرج بالسعال وينتشر ويعدي بينما لا يستطيع الخروج من رئة المتوفى".

ويضيف بوظو  "لذلك لا توجد حاجة لإجراءات دفن استثنائية من ناحية عمق القبر أو إجراء إضافي آخر، سوى ارتداء قفازات طبية وكمامات عازلة أثناء عملية نقل الجثة والدفن".

وحتى الآن حصد وباء كورونا أكثر من 7000 شخص في مختلف أنحاء العالم، بينما أصاب نحو 180 ألفا، ولا تزال الأرقام في ارتفاع يوميا، فيما اتخذت عدة دول إجراءات استنثائية لمكافحة الفيروس.

ويؤكد دكتور نصر الدين أحمد أن "الفيروسات كائنات شبه غير حية ولا مجال لها للتكاثر دون استعارة مكونات الخلية الحية من إنزيمات وغيرها. وفيروس كورونا الحالي فيروس جديد، لكن لا أعتقد أن الجثث المصابة به تشكل مصدر خطر إضافي، استنادا لهذه الحقيقة العلمية".

وهذا ما أيدته منظمة الصحة العالمية التي تقول إنه، وخلافا للاعتقاد الشائع، لا يوجد دليل على أن الجثث تشكل خطرا بعد الإصابة بأمراض وبائية بعد كارثة طبيعية، وذلك لأن، معظم الجراثيم المسببة للأمراض لا تبقى على قيد الحياة لفترة طويلة في جسم الإنسان، بعد الموت.

وحسب المبادئ التوجيهية للمنظمة الدولية، فإن الرفات البشرية لا تشكل خطر كبيرا على الصحة، إلا في حالات خاصة قليلة، مثل الوفيات الناجمة عن الكوليرا أو الجمرة الخبيثة (الأنثراكس) أو الحمى النزفية.

ومع ذلك، تقول منظمة الصحة العالمية أن أولئك الذين يتعاملون بشكل دائم مع الجثامين، قد يتعرضون لخطر الإصابة بعدوى السل والفيروسات المنقولة بالدم "مثل التهاب الكبد B و C و HIV" والالتهابات المعدية المعوية.

وتأتي هذه التوجيهات في الوقت الذي تسود فيه مخاوف بمجتمعات عدة، من التعامل مع جثث المتوفين بفيروس كورونا.

في العراق انتشرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل توضح طرق دفن استثنائية للموتى الذين لقوا حتفهم جراء الإصابة بفيروس كورونا:

فيديو مُضمّن

 

 

فيديو مُضمّن

 

وفي مصر، أفادت تقارير باتخاذ احتياطات استثنائية لتكفين ودفن امرأة توفيت بمرض "كوفيد-19"، ومن بين تلك الاحتياطات عزل الجثمان ولفه في "ثلاث طبقات من الكفن و طبقتين من القطن وطبقة خارجية من الجلد" خشية انتقال العدوى.

وزعمت أسرة امرأة توفيت بفيروس كورونا في منطقة نيقامبود قرب مدينة نيودلهي الهندية أن السلطات رفضت حرق جثتها.

ومع ذلك، أفادت وسائل إعلام محلية بعد ساعات بأن السلطات قامت بإحراق الجثمان، في وجود خبراء صحة وتحت إجراءات صارمة.

عرض الصورة على تويتر

 

ويشدد دكتور عماد بوظو على أن إجراءات الوقاية من الفيروس "أفضل وأسلم ومنها عدم لمس جثامين المتوفين أو تقبيلهم".

وانسجاما مع تعليمات تجنب التجمعات الكبيرة "يفضل عدم المصافحة، واقتصار إجراءات العزاء على أعداد محدودة وترك مسافة بين الأشخاص ضمن التي ينصح بها طبيا وهي ستة أقدام"، حسب بوظو.

يشار إلى أن البحوث لا تزال مستمرة للتعرف على المزيد عن خبايا الفيروس المستجد.

ودعت منظمة الصحة العالمية إلى مشاركة مبادئها مع كل العاملين في مجال الصحة والطوارئ وعامة الناس، لتهدئة المخاوف وتجنب سوء الفهم، وضمان اتخاذ الاحتياطات المناسبة عند التعامل مع جثث الأشخاص الذين توفوا جراء فيروس كورونا، استنادا لمبادئها التوجيهية.

وتقول دراسات حديثة إن فيروس كورنا المستجد یسطيع العیش على الأسطح البلاستيكية والحديدية بين 24-72 ساعة.

ويوضح دكتور عبد الله محمد خير  أن "الجثث يمكن أن تكون مصدر عدوى إذا ما اعتبرت كسطح لامسه الفيروس من الخارج".

ومع ذلك نصحت منظمة الصحة العالمية خصوصا أولئك الذين يتعاملون بشكل روتيني مع الجثث، بممارسة الاحتياطات العالمية المتخذة عند التعامل مع الدم وسوائل الجسم، واستخدام القفازات مرة واحدة فقط والتخلص منها بشكل صحيح. إضافة إلى استخدام حقائب الجسم (الكفن)، وغسل اليدين بالصابون بعد تداول الجثث مع تطهير المركبات والمعدات المستخدمة خلال عملية التكفين.

ووجهت منظمة الصحة العالمية الذين يتعاملون مع الجثث أيضا بالتطعيم ضد "التهاب الكبد الوبائي بي"، وأكدت أنه لا حاجة لتطهير الأجسام قبل دفنها، إلا في حالة الوفاة بمرض الكوليرا.



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:10
الظهر 11:44
العصر 03:15
المغرب 05:56
العشاء 07:19