عند تفشي الوباء يحيق خطر أكبر بالنساء الحوامل.. فلنعتنِ بهن
عند تفشي الوباء يحيق خطر أكبر بالنساء الحوامل.. فلنعتنِ بهن

الثلاثاء | 31/03/2020 - 01:42 مساءً

لؤي شبانة..  المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية

 

تعيش مريم، 35 سنة، أيام حملها في فترة من عدم اليقين. كل يوم، تمضي ساعات على وسائل التواصل الاجتماعي في محاولة للحصول على إجابات حول كيفية حماية نفسها وطفلها الذي لم يولد بعد.

تشعر مريم بالقلق من أنها قد تصاب بفيروس كوفيد-19 في حال توجهت إلى عيادة للرعاية الصحية أو السوق أو حتى وهي في المنزل. تشعر بالارتباك من كثرة المعلومات حول انتشار الوباء، ومعظمها من مصادر غير موثوقة تزدحم بشائعات تثير الخوف وتعاظم القلق. لأن مريم حامل، فهي تشعر بالقلق بشأن إمكانية تأثير الفيروس على الحمل في ظل التغيرات الهرمونية والجسدية التي تحدث لجسم المرأة أثناء هذه الفترة، بما في ذلك على الجهازين التنفسي والمناعي. إنها تدرك أن التباعد الاجتماعي والعزل الذاتي أمران حاسمان لمنع انتشار المرض، لكن هذا الوضع يمثل كابوسًا بالنسبة لها. وتشعر بالإرهاق الشديد بسبب ضرورة التزام أبنائها الثلاثة وزوجها المنزل بسبب المخاوف من انتشار الوباء، وهو ضغط إضافي فوق أعمالها المعتادة.

قلق مريم شرعي، حيث تعتبر الصحة الجنسية والإنجابية ضمن أهم مشاكل الصحة العامة أثناء الأوبئة، وتواجه المرأة تحديات إضافية تجعلها عرضة للإصابة بالمرض. في العديد من المجتمعات، لا يُتوقع من النساء أن يوفرن الخدمة للعائلة المباشرة والممتدة فحسب؛ بل يتولين مهام النظافة والطهي للجميع مما يجعلهن أكثر عرضة للإصابة. وفي حين لا يوجد دليل حاليا على الآثار الضارة على النساء الحوامل من كوفيد-19 لكن الحمل بحد ذاته يشكل عامل خطر، لكونه يؤثر على جهاز المناعة.

وما يزيد الطين بلة تداعيات إغلاق المزيد من البلدان حدودها لاحتواء انتشار كوفيد-19، وأن يفقد المزيد من المعيلين وظائفهم بسبب الإجراءات الاحترازية المتخدة. ويمكن أن يؤدي العزل المنزلي الممتد واليأس بشأن المستقبل إلى تزايد حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي. وفي هذا الوقت من عدم اليقين، نحتاج إلى حماية النساء والفتيات. لا يمكن تركهن، بغض النظر عن مدى كآبة الوضع، ومن المحتمل أن يؤدي الوباء إلى تفاقم عدم المساواة بين الجنسين على مستوى العالم وليست منطقة الدول العربية استثناء.

وهناك أدلة كثيرة على أن الأزمات تزيد من خطر العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستغلال الجنسي، ولمواجهة هذا التهديد، يجب أن تكون النساء والفتيات في صميم الاستجابة الوطنية والعالمية لمواجهة وباء كوفيد-19.

يعتمد الحمل والولادة الآمنان على أنظمة صحية فعالة، مع إمكانية الوصول إليها على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع وإلى رعاية التوليد في حالات الطوارئ والالتزام الصارم بتدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها. تحتاج بروتوكولات المراقبة والاستجابة إلى تضمين بيانات مصنفة عن الجنس والعمر وحالة الحمل. لحماية النساء الحوامل، يجب أن تضمن المرافق الصحية بقاء النساء في مأمن من العدوى عند الحصول على رعاية ما قبل الولادة، ورعاية الولادة، وخدمات ما بعد الولادة وتنظيم الأسرة.

قد تكون خدمات رعاية التوليد في حالات الطوارئ على وجه الخصوص الأكثر تضرراً، مع محدودية المرافق لعزل النساء خلال المخاض وحديثي الولادة. لا يمكننا التقليل من أهمية فصل الأماكن التي تتلقى فيها الحوامل العناية عن الأماكن التي يتم فيها علاج أمراض الجهاز التنفسي. ومن المهم ألا نغفل محوربة تقديم خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي للنساء اللاتي يكافحن من أجل مواجهة مشاق حظر التجول والحجر الصحي.

يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان، كوكالة الأمم المتحدة للصحة الإنجابية، إلى جانب منظمة الصحة العالمية والمنظمات الشقيقة الأخرى التابعة للأمم المتحدة، على مدار الساعة مع جميع شركائه للاستجابة للوباء. تتضمن استجابتنا المتزايدة للوقاية من العدوى والعلاج والدعم وكذا التأكد من أن الرسائل الصحيحة فقط المبنية على الحقائق تصل إلى السكان، والوقوف ضد التمييز والوصم. كلاهما حاسم للدفاع عن سلامة الناس وكرامتهم وحقوق الإنسان. كما يساور صندوق الأمم المتحدة للسكان القلق بشأن التزويد المتواصل لمعلومات وخدمات تنظيم الأسرة مثل موانع الحمل حيث تتعطل سلاسل الإمداد العالمية بسبب COVID-19.

يشيد صندوق الأمم المتحدة للسكان بجميع العاملين الصحيين في هذه الظروف العصيبة ، بما في ذلك القابلات وأطباء النساء والتوليد.

وتعتبر النساء، اللاتي يمثلن 70 في المئة من القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية العالمية بطلات في الصفوف الأولى. بينما يستعد العالم للنتائج الاقتصادية الوخيمة لتفشي فيروس كورونا، لا يمكننا تجاهل تأثيره الحالي والمستقبلي على رفاهية النساء والفتيات. ويجب أن يأخذ أي برنامج تحفيز هذه التأثيرات في الاعتبار.

يدرك صندوق الأمم المتحدة للسكان أن العالم يقف عند مفترق طرق حاسم في تاريخ البشرية، وهو طريق السبيل الوحيد للتمكن من السير فيه قدما هو تعزيز التضامن الجماعي والتعاون العالمي. دعونا نعمل معًا للتأكد من أن النساء والفتيات لسن فكرة متأخرة في معركتنا ضد هذا العدو غير المرئي.



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:10
الظهر 11:44
العصر 03:15
المغرب 05:56
العشاء 07:19