الجفاف يصل مستويات قياسية خطيرة للغاية في شمال الصين
الجفاف يصل مستويات قياسية خطيرة للغاية في شمال الصين

الثلاثاء | 08/02/2011 - 10:47 مساءً

 يشهد شمال الصين خلال فصل الشتاء هذا الجفاف الأكثر حدة منذ 60 عاما، وإن كانت آثاره لا تزال محسورة. لكنه قد يؤدي إلى نتائج اقتصادية خطيرة إذا لم تنهمر الأمطار بحلول شهر مارس. بعد مرور 120 يوما من دون هطول أمطار مهمة في بعض المناطق، يعاني أكثر من خمسة ملايين هكتار من الأراضي الزراعية من نقص في المياه، بحسب المكتب الوطني للوقاية من الفيضانات والجفاف. ويولد هذا الوضع شحا في المياه يطال أكثر من 2,5 ملايين نسمة، خصوصا في ولايتي شاندونغ (شرقا) وهينان (وسط) اللتين يأهل كل واحدة منهما نحو 95 مليون نسمة. وبحسب مصلحة الأرصاد الجوية، قليلة هي الأمطار المتوقعة خلال شباط/فبراير وآذار/مارس في المنطقة التي تحيط ببكين (هوابيي) بالإضافة إلى حوضي النهر الأصفر أو هوانغ هيه ونهر هواي هيه. ويفصل هذا النهر بين زراعة الأرز في الجنوب وزراعة القمح في الشمال. في مدينة ريزهاو (شاندونغ) التي يعني اسمها "نور الشمس"، يعتبر الجفاف الذي يسيطر عليها منذ 11 أيلول/سبتمبر الأطول منذ 300 عام، بحسب ما أفادت صحيفة "ريزهاو ريباو" المحلية. أما في بكين فلم تتساقط الأمطار منذ 99 يوما في حين أن الثلوج لم تبلغها بعد... وهذا وضع غير معهود منذ العام 1951. لغاية اليوم، ما زالت التبعات الاقتصادية محدودة إذ إن "الصين تحتفظ بمؤن ومخازين مهمة من القمح والأرز"، بحسب ما يشرح لوكالة فرانس برس ما وينفينغ محلل في مكتب الاستشارات المتخصصة "بيجينغ أوريينت أغريبيزنس". وهذه المخازين ترتبط بارتفاع الأسعار خلال السنوات الأخيرة، في الصين كما في الأسواق العالمية، الأمر الذي دفع بالمزارعين للتوجه إلى زراعة الحبوب. لكن "الأثر النفسي كبير جدا بما أن التضخم مرتفع" بحسب رين شيانفانغ عالمة اقتصادية تعمل في بكين لصالح شركة "آي أتش أس غلوبال إنسايت" العالمية. وقد سجل ارتفاع الأسعار في تشرين الثاني/نوفمبر زيادة بنسبة 5,1% على سنة، لكن أسعار الحبوب ارتفعت خلال الفترة الزمنية نفسها بنسبة 14,7%. تضيف "لكنه ما زال من المبكر جدا" القول إذا ما كان الجفاف سوف يؤثر سلبا بشكل كبير على المحاصيل. وبحسب المحلل ما وينفينغ "من المتوقع أن يؤدي الجفاف إلى انخفاض يبلغ 1,7 مليون طن من قمح الشتاء، أي ما يوازي بالكاد 3% من إنتاج الصين العام". يضيف "لكن إذا ما استمر الجفاف لغاية آذار/مارس أو نيسان/أبريل فإن إنتاج القمح قد يتأثر سلبا بشكل كبير، وقد تتخطى الخسائر 10 ملايين طن". من هنا قد تضطر الصين إلى زيادة حجم وارداتها. في بعض المناطق بدأت الأرض تتشقق بفعل الجفاف. وإذا لم تنهمر الأمطار خلال الأسابيع المقبلة، فإن قمح الشتاء المبذر في الخريف لن ينبت عندما ترتفع الحرارة في نهاية فصل الشتاء. وعلى صعيد الأسواق العالمية تتابع الدول المستوردة للقمح مثل الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا توقعات الأرصاد الجوية الخاصة بالصين بشكل دقيق. كذلك تتابع تلك الدول التوقعات الخاصة بالهند حيث تعتبر "المساحات التي طالها الجفاف أكبر بكثير" من تلك الصينية، بحسب ما يلفت ما وينفينغ. وهذان البلدان هما المنتجان الأولان للقمح في العالم واكبر مستهلكين له أيضا. ويحذر من أن "انخفاض الإنتاج في البلدين في الوقت نفسه سوف يكون له أثره السلبي الكبير على الأسعار". وكان وزير الموارد المائية الصيني شين ليي قد أعلن الأحد أن ثلثي المدن الصينية تفتقر إلى المياه، في حين أن موارد البلاد المائية لا تساوي إلا 28% من المعدل العالمي للفرد الواحد. وقد خصصت الحكومة 2,2 مليار يوان (243 مليون يورو) من المساعدات الفورية وقررت استثمار أربعة آلاف مليار يوان (442 مليار يورو) حتى العام 2020 لتحسين تخزين المياه وتوزيعها. وتتوقع رين شيانفانغ أنه "مع التوسع المديني المتوقع في السنوات الخمس المقبلة سيتفاقم شح المياه".

منقول حرفيا عن France 24



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:10
الظهر 11:44
العصر 03:15
المغرب 05:56
العشاء 07:19