في ظل جائحة كورونا...انهيار وهم "التضامن الدولي" وإماطة اللثام عن الوجه الإجرامي للرأسمال
في ظل جائحة كورونا...انهيار وهم "التضامن الدولي" وإماطة اللثام عن الوجه الإجرامي للرأسمال

السبت | 09/05/2020 - 04:54 مساءً

جورج كرزم

خاص بآفاق البيئة والتنمية

في ظل عدم اليقين المرعب الذي أشاعته جائحة كورونا التي شلت البشرية وفرضت عليها اعتقالا منزليا إجباريا، وحولتها قسرا إلى حقل تجارب لقرارات الحكومات والخبراء، تآكل "التضامن الدولي" أو ما تبقى منه؛ فانطوت كل دولة على ذاتها وتصرفت بأنانية واضعة مصلحتها الخاصة دون أي اعتبار تقريبًا للآخرين، سواء كانوا حلفاء أو أصدقاء تقليديين.  رؤية "التعاون الدولي" من على منصة الأمم المتحدة ووكالاتها آخذة في الذوبان. الأمم المتحدة تأسست في مؤتمر خاص بسان فرانسيسكو في نيسان 1945، وقد أنشأت على أنقاض عصبة الأمم التي فشلت في منع اندلاع الحرب العالمية الثانية، رغم أنها استلهمت ولادتها من الفلاسفة والحقوقيين الذين حلموا وابتكروا، منذ القرن السادس عشر، أفكار سامية حول الأخوة والتعاون بين الدول والشعوب لتعزيز السلام والعدالة.

ينص ميثاق منظمة الأمم المتحدة على أن هدف الأخيرة المعلن هو إنقاذ "الأجيال القادمة" من الحروب، مثل تلك التي أصابت البشرية بالكوارث (في إشارة إلى الحربين العالميتين). ويتحدث عن الحاجة إلى ترسيخ الإيمان بحقوق الإنسان الأساسية والحقوق المتساوية للأمم، كبيرها وصغيرها.

ولتحقيق أهدافها، تدعو الأمم المتحدة إلى "التسامح والتعايش مع بعضنا البعض كجيران طيبين، وتوحيد قوانا للحفاظ على السلام والأمن الدوليين". ولهذه الغاية، أَنْشَأَت المنظمة وكالات مساعدة للترويج لهذه الأفكار، ولتشجيع إنشاء تحالفات ومنظمات إقليمية؛ مثل الاتحاد الأوروبي، على أساس القواسم المشتركة بين مكونات تلك التحالفات والمنظمات.

صحيح أن منظمة الصحة العالمية تواصل مراقبتها للجائحة وترصد عدد الضحايا، ويتبادل خبراؤها المعلومات؛  إلاّ أن سائر تعبيرات التضامن الدولي آخذة بالتلاشي.

مع تفشي جائحة كورونا، لاحظنا أن الأفكار "النبيلة" التي أقيمت على أساسها الأمم المتحدة ومنظماتها أخذت تتلاشى أمام أعيننا؛ وبدلاً من "التعاون" نجد الإجراءات الأحادية من جانب واحد.  معظم دول العالم منعت دخول الأجانب إليها، وأغلقت مطاراتها ومعابرها الحدودية. ويتضح هذا الأمر بشكل خاص بين دول الاتحاد الأوروبي الذي أُبرم منذ سنوات قليلة معاهدة شنغن التي تسمح بحرية حركة الأشخاص والبضائع بين جميع أعضاء الاتحاد.  وفي ظل خلفية أزمة كورونا وفشل الدول الأوروبية المتقدمة في مواجهتها بالكفاءة الطبية المطلوبة، صودر هذا الحق دون أي نقاش أو تشاور في مؤسسات الاتحاد؛ فقررت كل دولة إغلاق حدودها، وبالتالي، كأمر واقع، تم إلغاء معاهدة شنغن بقرارات ذاتية.  بل إن إيطاليا واسبانيا الأكثر معاناة من الجائحة في منطقة الاتحاد الأوروبي، تركتا وحدهما تغرقان في مئات آلاف الإصابات وعشرات آلاف الوفيات، وبرزت الصين وكوبا وروسيا من أوائل الدول التي هبت لنصرتهما، وبخاصة إيطاليا التي قدمت لها الصين الخبراء والمعدات الطبية والأدوية.  

"للمزيد من التفاصيل"



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:32
الظهر 12:38
العصر 04:17
المغرب 07:15
العشاء 08:43