"الخميس الاسود " لعائلة جبارين والظاهرية وجامعة النجاح !!
"الخميس الاسود " لعائلة جبارين والظاهرية وجامعة النجاح !!

الأحد | 02/06/2013 - 03:27 مساءً

تقرير الصحفي مهند العدم :-

لم تكن تدرك عائلة الطالب محمد جبارين من بلدة الظاهرية جنوب الخليل، أن مشاركته في رحلة للتخفف من ضغط الامتحانات الجامعية إلى البحر ستنتهي بـ"خميس أسود"، عاد فيه محمد إلى المنزل ملفعا بـ "بياض الكفن"...

جنازة التشيع
جنازة التشيع

محمد جبارين، الطالب سنة أولى في كلية التمريض بجامعة النجاح في نابلس، كان إلى ما قبل يوم واحد من "رحلة العمر" إلى بحر يافا – هكذا قال لزملائه - يتوعد يافا و البحر بيوم طويل من المتعة؛ غير أن الأمواج التي ما لبثت أن ابتلعته و متعة رفاقه الثلاثة في "رحلة الخميس الأسود"، لم تمهله سوى 20 دقيقة فقط، ليعود بعدها في قارب للإنقاذ و هو يشارف على الموت، حيث لم تنفع في إنقاذه منه كل الإسعافات الأولية التي قدمت له على الشاطىء، ثم في وقت لاحق في "مستشفى يخيلوف" الإسرائيلي حيث فارق الحياة .

محمد برفقة زملائه بالكلية
محمد برفقة زملائه بالكلية

قال صديقه وأحد رفاقه الثلاثة في الرحلة/المأساة، فراس جبارين – قال أن أربعتهم انطلقوا في سيارة أحدهم ( يحمل بطاقة شخصية زرقاء – إسرائيلية ) صباح الخميس نحو يافا، ثم بعد طواف استكشافي طويل في المدينة، توجه الأربعة عند السادسة مساء إلى الشاطىء بغرض التمتع بالسباحة، حيث ابتعد محمد الذي لم يجد السباحة يوما مسافة قصيرة، لكنها كانت كافية لتضعه في متناول الموجة التي اختطفته على حين غرّة إلى مسافة أبعد تعذر معها إنقاذه من قبل صديقه أو المحيطين به .

والد الطاب محمد الجبارين-عدسة سميح شاهين
والد الطاب محمد الجبارين-عدسة سميح شاهين

" كان يستغيث بالجميع لكي ينقذوه..إلّا أن الموجة كانت أقوى من الجميع.."، قال فراس جبارين و هو يحاول كبح جماح البكاء وهو يصف المشهد الأخير من حياة صديقه الغريق، مشيرا إلى أن المنقذ الإسرائيلي الذي كان متواجدا في المكان، زعم انه لا يستطيع  النزول إلى الماء طالما أن الموجة هائجة، فيما قارب الإنقاذ الذي وصله بعد 20 دقيقة من نداءات الاستغاثة، لم يقم سوى بانتشاله عن سطح المياه حيث كان يطفو دون أي قدرة على المقاومة .

مساء الخميس الماضي، عندما وصل الخبر الفاجعة إلى عائلة محمد الغريق في "الظاهرية" ( 22 كم جنوب الخليل ) هرع العشرات من أهالي البلدة ممن كانوا يستطيعون الوصول إلى يافا؛ ليعودوا بالطالب سنة أولى تمريض" في جامعة النجاح جثة مشبعة بملوحة البحر و الدموع، معا ! "

والده المكلوم حتى جدار القلب، قال وهو يحمل صورة "أجمل غريق في العالم" ( بالاعتذار من الروائي الكولومبي "غابرييل ماركيز" / المحرر ) قال أن نجله البكر الذي ابتلعه البحر "كان متفوقا، و كان حصل على منحة دراسية من الجامعة لأنه كذلك".. وكان، أيضا، يزرع حدائق من الأحلام في حياة العائلة ...

" كان يعدنا بحياة أجمل... " – قال والده، قبل أن يغيب صوته في النشيج !!.


 المصدر: القدس



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:31
الظهر 12:37
العصر 04:17
المغرب 07:16
العشاء 08:44