اضطر عبد السلام لشراء حذائه المسروق، من بسطة لبيع الاحذيه القديمة بعد سرقته أثناء أدائه الصلاة في مسجد "البيرة الكبير" برام الله، ويبدو أن سارقه باعه في إحدى بسطات "البالة" القريبة من المسجد. 

ويشعر عبد السلام، الذي اعتاد على أداء الصلوات في هذا المسجد، بالاستياء الشديد لسرقة حذائه، ويقول بأن كثيرا من المصلين يتعرضون لسرقة الأحذية او الأمتعة بشكل شبه يومي. 

وخلال متابعتنا للموضوع في المسجد المذكور، لوحظ أن معظم المصلين، يتخذون إجراءات عدة في محاولة للحيلولة دون التعرض للسرقة، مثل حمل الحذاء في كيس إلى مكان الصلاة، أو من خلال وضع كل "زوج" حذاء في جهة من جهات المسجد، الأمر الذي يعرقل إمكانية تعرض الحذاء للسرقة. 

ولجأت إدارة مسجد البيرة الكبير إلى زرع كاميرات في أنحاء المسجد، للحد من ظاهرة السرقة، التي بدت متفشية ومقلقة للمصلين. 

ويقول هاني معطان الذي يعمل مؤذنا وخادما في المسجد، إنه تم تشغيل الكاميرات بداية آذار من هذا العام 2013، وأنها ساعدت بشكل كبير في تقليص السرقات، وردع اللصوص. 

ويبين معطان أن "كل وسائل التوعية والإرشاد لردع السارقين باءت بالفشل، بخاصة أنه تم تخصيص دروس وخطب حول الموضوع، وتم توزيع نشرات عدة للتحذير من "الظاهرة"، ولذا، تم الاستعانة بالكاميرات كخيار أنجع في هذه الحالة". 

ويقول معطان "الظاهرة مقلقة، وموجودة في كثير من المساجد في رام الله وغيرها، وتعرض الكثيرون لسرقة الأحذية والنقود والأمتعة وغيرها". 

ويشير بعض المصلين أن سرقة الأحذية بشكل خاص، "تفوّت عليهم نعمة الأمن، نظرا لما يمثله المسجد كفضاء للطاعة والشعور بالأمان، وتشوش على المصلين خشوعهم وانصراف قلوبهم إلى ربهم". 

وتؤم مسجد البيرة الكبير أعداد غفيرة من المصلين، حيث تقدَّر الأعداد يوم الجمعة بنحو 3000 مصلًّ، وفقا لمؤذن المسجد هاني معطان. 

وبحسب معطان، لم تؤثر السرقات على مرتادي المسجد، ولم تقلل من الأعداد، غير أنها دفعت إلى مزيد من الحيطة والحذر.             المصدر: تلفزيون وطن