نفقات العيد والمدارس .. ضربتان تطيحان بذوي الدخل المحدود
نفقات العيد والمدارس .. ضربتان تطيحان بذوي الدخل المحدود

الأربعاء | 21/08/2013 - 11:30 مساءً

  تقرير الزميل الصحفي عماد سعادة:

تبحث أم عصام (47 عاما)، في سوق البالة بمدينة نابلس، علّها تعثر على حقائب مدرسية مستعملة، تناسب اطفالها الخمسة، الذين سيلتحقون بمدارسهم، مطلع الاسبوع المقبل.

 

وتقول (أم عصام) بأن وضعنهم المادي صعب، وزوجها عاطل عن العمل، وبالتالي لا تستطيع شراء حقائب جديدة لابنائها.

 

وتضيف قبل ان تتوارى بين عشرات المتسوقين: "حقيبة المدرسة الجديدة ثمنها 50 شيكلا على الاقل، بينما هنا في سوق البالة يمكن الحصول على الحقيبة المستعملة بـ 10 - 15 شيكل، وما عليّ سوى غسلها، ورتق بعض الثقوب بها".

 

و(أم عصام) ليست سوى واحدة من عشرات النسوة اللواتي سبقنها، او جئن بعدها الى سوق البالة لشراء حقائب وملابس مستعملة لأبنائهن في ظل ظروف اقتصادية صعبة، وارتفاع حاد في الاسعار، وعدم قدرة على شراء البضائع الجديدة.

 

ويشكل موسم افتتاح المدارس عبئا ماديا على المواطنين الفقراء والموظفين محدودي الدخل، خاصة عندما تسبقه مناسبة اخرى كعيد الفطر الذي يتطلب مصاريف باهظة تستنزف الميزانية وتقضي على الراتب بالضربة القاضية.

 

لقد اضطر المواطن حسام حبرون، والد سبعة اطفال، (ستة منهم في المدارس) لاستدانة مبلغ من المال من صديق، لشراء حقائب مدرسية وقرطاسية لابنائه، وهو يعلم انه لن يكون بمقدوره اعادة المبلغ في وقت قريب.

 

يعمل حبرون (41 عاما) في قسم الحراسات في بلدية نابلس براتب 1700 شيكل، ولا مفر امامه من تأمين احتياجات ابنائه المدرسية، حتى وان كان ذلك بالدَيْن.

 

ويقول حبرون بان مشكلة موسم المدارس بالنسبة له، انه جاء بعد عدة مناسبات من بينها رمضان، وعيد الفطر، وزواج اخته، وسيتبعها بعد ايام زواج اخيه.

 

واضاف: "انها اشبه بعدة ضربات في الرأس تفقدك توازنك".

 

اصحاب المحلات المتعلقة ببيع لوزام المدارس، يجهدون هذه الايام بترتيب بضائعهم وتعليق الحقائب بطريقة تجذب الزبائن.

 

ويقول صاحب محل "العزيزي" وسط مدينة نابلس، بأن "الفقر بادٍ على وجوه الناس، وتراهم يفاصلون كثيرا ويحاولون الحصول على المستلزمات بأقل الاسعار، وفي المقابل هناك قلة اغنياء، يطلبون اجود البضائع، ويدفعون الثمن ويذهبون من غير مفاصلة".

 

ويرى فراس البكري، صاحب احد محلات بيع الملابس في المدينة، بان رب الاسرة يحتاج في المتوسط ما بين 1000- 1500 شيكل لتأمين احياجات ابنائه المدرسية، وهذا يشكل عبئا كبيرا خاصة بعد مصاريف شهر رمضان والعيد.

 

ويضيف البكري ان الكثير من الامهات لجأن الى صرف النقود التي جمعنها في العيد (العيدية) لشراء لوازم ابنائهن المدرسية، مشيرا الى ان الغالبية هذه الايام يشترون الضروري جدا، ويكتفون بالملابس التي اشتروها لابنائهم خلال العيد.

 

ويرى البكري ان الارتفاع الكبير في اسعار البضائع، والدخل المحدود للموظفين، يفاقم من حجم المشكلة.

 

ويطالب البكري المؤسسات والجمعيات الخيرية التي توزع الحقائب والقرطاسية والملابس على الطلبة المعوزين، ان لا تنتظر الى ما بعد بدء الدوام المدرسي لتوزيعها عليهم، فالوقت المناسب للتوزيع هو قبل بدء الدوام.

 

ولجلب الزبائن، يعمل بعض اصحاب المحلات الى اقامة المعارض والاعلان عن بعض التخفيضات على الاسعار. وفي المجمع التجاري الجديد وسط مدينة نابلس، لجأ احد اصحاب المحلات الى تنظيم معرض قرطاسية وادوات مدرسية تحت شعار "اشتري في شهر 8 وادفع في شهر 10".

 

وقال مهند الجلاد، احد القائمين على المعرض بأن "هذا العرض للموظفين فقط وبهدف التسهيل عليهم، ونتقاضى بدل المبلغ شيكات او كمبيالات".

 

ورأى الموظف علاء ابو سليم، ان فكرة المعرض جيدة، وانه سيأخذ لابنائه مستلزماتهم المدرسية، وسيسددها بعد نزول الراتب.

 

ورغم ما يسببه موسم افتتاح المدارس من ضيق مادي للأسر، فانه يعتبر مصدر رزق لمواطنين آخرين، حيث تكتظ اسواق المدينة بالبسطات التي يبيع اصحابها القرطاسية واللوازم المدرسية.

 

وقال ابو طه (32 عاما) وهو صاحب بسطة قرطاسية، بانه يسترزق من بسطته في هذا الموسم، رغم ان ظروف الناس صعبة. واضاف ان الكثيرين يأتون لبسطته ويسألون عن الاسعار ويذهبون من دون ان يشتروا شيئا.

 

 

المصدر: القدس دوت كوم



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:43
الظهر 12:39
العصر 04:16
المغرب 07:09
العشاء 08:35