انفجارات، حرائق، اختناق، إصابات، وربما خسائر مادية وبشرية.. هي أخطار ناجمة عن الاهمال في التعامل مع اسطوانات الغاز المنزلي والتجاري، التي قد تكون قابلة للاشتعال والإنفجار تحت درجات الحرارة العادية حال توفر نسبة من الاكسجين والشعلة النارية وعدم صلاحية الاسطوانات في حالات عديدة، ما يتطلب أخذ الحيطة والحذر في التعامل معها.

عدد كبير من المواطنين ابدو تخوفهم من أسطوانات الغاز الموجودة في منازلهم وخاصة المهترئة أو الصدئة منها، إذ تشكل خطراً حقيقياً بات يهدد حياتهم، في الوقت الذي يجهل فيه المواطنون طبيعة وشكل الاسطوانة التالفة أو الخطيرة ويعتمدون بالتالي على ضمير التاجر والبائع وإن غاب هذا.. فمصير العديد من العائلات حتما سيكون في خطر.

وقال الموزعون لاسطوانات الغاز في حديث لوكالة معا إن تغيير أو اتلاف الاسطوانات المهترئة يشكل عبئا مادياً ثقيلا ملقى على كاهلهم، فيما طالب جهاز الدفاع المدني بضرورة التقيد بالمواصفات الفلسطينية للاسطوانات والعمل على التخلص من غير المطابقة منها.

أكثر من 90% من اسطوانات الغاز "تالفة"!

وفي هذا الشأن، أكد نقيب موزعي اسطوانات الغاز في بيت لحم أحمد السجدي لـ معا أن أكثر من 90% من اسطوانات الغاز في السوق والمنازل تالفة "تجاوزت عمرها الافتراضي" حيث أن عمرها الافتراضي لا يتجاوز 12 عاماً، في حين أنه يتم استخدمها منذ نحو 30 عاماً، وهي مهترئة ومتآكلة بفعل الصدأ.

وأضاف أن النقابة بصدد البدء بحملة جديدة على غرار حملة سابقة لتغير وتبديل الاسطوانات التالفة بجديدة، موضحا أن الحملة ستعمل على تجديد 1000 اسطوانة غاز في محافظة بيت لحم على وجه الخصوص.

وبين أن الحملة تستند على جباية شيكل واحد من قبل كل وكيل للغاز مقابل كل اسطوانة غاز يبيعها؛ وذلك للتمكن من شراء 1000 اسطوانة جديدة للسوق.

ولفت السجدي إلى أن النقابة اقترحت على الهيئة العامة للبترول لاستيراد اسطوانات غاز باسم النقابة وبسعر التكلفة دون ضريبة جمركية، للتقليل من سعر الاسطوانة على المواطن بنسبة 50% من ثمنها، ومن خلال اطار رسمي، لكن لم تبدي أي جهة استعدادها لتنفيذ وقبول ذلك.

تبديل الاسطوانة المهترئة بالجديدة مكلف:

من جهته قال وكيل توزيع اسطوانات الغاز في بيت لحم إبراهيم بداونة إن عدم وعي المواطن بخطورة هذه الاسطوانات الغازية كان سببا رئيسيا لعدد من حوادث الاحتراق أو الانفجار المنزلي التي ذهب ضحيتها عدد من الأرواح وأتت على ممتلكاتهم.

والعديد من ربات البيوت يعانين من تلف اسطوانات الغاز حيث تصل معظمها الى البيوت وهي في حالة تلف سواء من ناحية تلف مسننات الاسطوانة او من ناحية تلف جسم الاسطوانة نفسها، وفي كلا الحالتين هناك خطر يداهم هذه المنازل.

وطالب بداونة المواطنين بالتعاون من اجل درء مخاطر هذه الاسطوانات من خلال العمل على تبديل الاسطوانات التالفة والمهترئة باسطوانات جديدة مطابقة لمواصفات السلامة.

وتابع قوله لوكالة معا "إن التخلص من الاسطوانات التالفة في السوق يحتاج الى تكاليف مادية باهضة ويتطلب قرارا وزاريا لدعم ذلك".

وأشار إلى أنه تم في نهاية العام الماضي الشروع بحملة لإتلاف الاسطوانات المهترئة، تم خلالها اتلاف 700 اسطوانة في محافظة بيت لحم.

وناشد بداونة أن يتم تخفيض الضرائب المفروضة على استيراد الاسطوانات الجديدة من تركيا حتى يتسنى للموزعين والمواطنين تغيير الاسطوانات التالفة في السوق، دون أن تكبدهم تكاليف وصفها بـ "الباهضة".

الدفاع المدني بين الرقابة والضبط والانقاذ:

وهنا تؤكد المديرية العامة للدفاع المدني على ضرورة التعامل السليم مع اسطوانة الغاز بدءا من لحظة تصنيعها وحتى وصولها الى المستهلك، حيث إنها تمر بالعديد من المراحل التي يتم خلالها تصنيعها وتعبئتها.

وقال مدير العلاقات العامة والإعلام في الدفاع المدني الرائد لؤي بني عودة لـ معا إن ادارته تتولى عملية الاشراف والمراقبة على السلامة العامة للاسطوانات وفق المواصفات والمقاييس التي لا تشكل خطرا على حياة المواطن.

وأكد أن الدفاع المدني يقوم بعدة جولات ميدانية تفتيشية ورقابية على الموزعين ومحالات بيع اسطوانات الغاز لفحصها من حيث الوزن، والصدأ، والاهتراء، وفي حال وجودة اسطوانات غير مطابقة للمواصفات يتم مصادرتها وإتلافها وفق اجراءات محددة لذلك.

وكانت طواقم الوقاية والسلامة في مديرية الدفاع المدني بمحافظة رام الله والبيرة قد تحفظت على عدد من إسطوانات الغاز المنزلي المخالفة للمواصفات وغير الآمنة بعد أن هرعت الطواقم ليلة أمس، لحادث تسرب غاز منزلي في أحد البنايات السكنية بحي البالوع في مدينة البيرة.

وناشد موزعو الغاز ومحطات التعبئة لضرورة التقيد بالمواصفات الفلسطينية لاسطوانات الغاز والعمل على التخلص من جميع الاسطوانات غير المطابقة ضمن لجنة الاختصاص.

المصدر: معا