تواجه حاليا شركة صناعة التكنولوجيا الأمريكية الشهيرة "آبل" وكذلك شركة صناعة السيارات اليابانية الكبرى "تويوتا موتورز" أسوأ موجة اضطراب في الإمدادات منذ زلزال الحادي عشر من مارس/آذار الذي ضرب شمال شرقي اليابان، بسبب الفيضانات التي اجتاحت تايلاند وأثرت بشكل بالغ على العديد من الشركات العالمية.

وكان الرئيس التنفيذي لـ"آبل" "تيم كوك" قد نوه في وقت سابق من الأسبوع الجاري إلى ان الفيضانات المدمرة التي تعد الأسوأ منذ نصف قرن أثرت على الإمدادات الخاصة بصناعة اجهزة كمبيوتر "ماك".

يأتي هذا في الوقت الذي علقت فيه شركة "تويوتا" انتاج طرازيها "كامري" و "بريوس" في المملكة المتحدة لنفس السبب، في حين حذرت شركة "ويسترن ديجتال" التي تعد أكبر مصنعي العالم لأقراص الكمبيوتر الصلبة من امكانية تحقيقها خسارة خلال الربع الحالي، بالتزامن مع عدم عودة الإنتاج لحالتة العادية لعدة أشهر بسبب تلك الفيضانات.

وقد شهدت 61 مقاطعة من أصل 77 في تايلاند موجة من الفيضانات بدأت في يوليو/تموز، في الوقت الذي باتت تهدد فيه حاليا بعض أجزاء من العاصمة "بانكوك"، حيث ناشد رئيس وزراء البلاد سكان المدينة اليوم بضرورة نقل أمتعهتم إلى الأدوار العليا بسبب ارتفاع مستويات المياه المتوقعة جراء الفيضانات.

وتعد صناعة السيارات الأكثر تضررا جراء فيضانات من المتوقع أن تضرب العديد من المناطق حول العالم في المدى القصير، في الوقت الذي نوه فيه اتحاد مصنعي السيارات اليابانية يوم أمس إلى خسارة تصنيع حوالي ستة آلاف سيارة يوميا بعد توقف وحدات الشركات اليابانية في جنوب شرق آسيا منذ أوائل الشهر الحالي.

وطبقا لتقديرات بنك "جي بي مورجان" فإن خسارة شركات "تويوتا" و "هوندا" و "نيسان" الشهرية نتيجة هذا التوقف قد تبلغ 500 مليون دولار.

وقد تضررت أيضا شركات الألكترونيات، حيث اعلنت "سوني" يوم أمس الخميس عن تأجيل اطلاق بعض منتجاتها الجديدة بما فيها الكاميرات بسبب تعطل الإنتاج في وحدتين تابعتين لها.

كما تضررت شركة "كانون" اليابانية التي تعد أكبر مصنع عالمي للكاميرات، وكذلك "هيتاشي"، و"توشيبا" التي تعد أكبر مصنع ياباني لرقائق ذاكرة الكمبيوتر والتي أوقفت العمل في تسع مصانع تابعة لها.

ومن المعلوم ان تايلاند تعد المنتج الأكبر عالميا لمحركات أقراص الكمبيوتر الصلبة، وأكبر مصدر عالمي للأرز، والمطاط ، والمزود الهام للعديد من الصناعات الألكترونية التكنولوجية والصناعية.