قام علماء ألمانيّون باستخدام الاستراتيجيّة التي يعمل بوفقها محرّك البحث "غوغل" في تطوير فحص          يساعد على تشخيص سرطان البنكرياس، حيث أنّهم استخدموا نسخة معدّلة من الخوازميّة الخاصّة بمحرّك    البحث الشهير في تحديد وترتيب عشرين ألف بروتين مختلف يحتمل ارتباطهم في تطوّر سرطان البنكرياس.

وفي الدراسة التي نشرت في مجلّة "علم الاحياء الحسابي"، قام الباحثون باستخدام نسختهم الخاصّة من خوارزميّات "غوغل" لتحديد المؤشّرات الحيويّة الخاصّة بتطوّر سرطان البنكرياس، أيّ إيجاد المركّبات البروتيّنيّة التي تنتجها الخلايا السرطانيّة والتي -في حال النجاح في تحديدها - يمكن تطوير فحوصات "للدم" مثلاً أو للخزعات الجراحيّة تساعد في التشخيص المبكّر للسرطان.

ويحاول العلماء منذ زمن طويل تطوير فحوصات تساعد في تشخيص سرطان البنكرياس، لكنّ إيجاد "المؤشّرات الحيويّة" الصحيحة يبدو وكأنه مهمة صعبة للغاية حتّى أنّ الدراسات المختلفة تعطي نتائج مبدئيّة متفاوتة لا تتقاطع أبداً تقريباً، إلا أنّ استخدام تقنّيات "غوغل" ساعد العلماء أخيراً من تحديد مؤشّرات تتقاطع مع تلك التي وجدتها دراسة سابقة لجامعة "شمال كارولينا"، مما يعني أنّ هذه النتائج مدعّمة بشكل جيّد وتحتاج إلى دراسات قادمة لتساهم في تطوير أداة تشخيصيّة غير مسبوقة.

وتمّ خلال هذه الدراسة الاستفادة من استراتيجيّة محرّك البحث "غوغل" والتي تأخذ بعين الاعتبار مضامين الصفحات على شبكة الانترنت كما ارتباط هذه الصفحات ببعضها البعض من خلال وصلات وروابط، وهو ما رآه العلماء شبيها بمكوّنات الخلايا من البروتينات والتي ترتبط بشبكة من التفاعلات مما دفعهم لتطوير دراستهم على أساس ذلك، فالـ"فيسبوك" هو بروتين مثلاً، والـ"ياهو" بروتين آخر ويمكن بالتالي تطبيق الخوارزميات التي يستخدمها محرّك البحث على تفاعلات هذين المركّبين ومكوّناتهما.

روغم النتائج المبهرة التي خلصت بها هذه الدراسة، إلا أنّها تحتاج إلى دراسات مستقبليّة تتابع وتؤكّد هذه النتائج قبل التمكّن من استخدامها في تطوير أدوات تشخيصيّة متاحة للاستخدام، إضافة لذلك فإنّ المعلومات التي خرجت بها هذه النتائج قد تساعد في تطوير عقاقير تحدّ من تطوّر السرطان في المستقبل.

منقول عن الشرق الأوسط اون لاين