العجول الأسترالية في مصر تعيش مأساة حقيقية!!
العجول الأسترالية في مصر تعيش مأساة حقيقية!!

الجمعة | 14/09/2012 - 10:26 صباحاً

  تدهورت الحالة النفسية لـ 33 ألف عجل أسترالي في مصر حسب ـ رأي الحكومة الأسترالية ـ بعدما حجزت العجول فور وصولها فى الشهر الفائت في محجري العين السخنة والسويس بتهمة أنها محقونة بهرمونات مخلقة لها تأثيرها القاتل على صحة الإنسان، ورفض الأطباء في المجازر ذبحها، فقامت أستراليا بإرسال وزير الزراعة الأسترالي لمصر والتهديد باللجوء للمنظمات الدولية المعنية بالحيوان فشكل رئيس الوزراء المصري لجنة عليا للبت في أمر العجول التي تعتبر الشحنة الأولي بعد توقف أستراليا عن تصدير العجول لمصر في العام 2007.


تعتبر أستراليا واحدة من أكثر دول العالم غنى بالثروة الحيوانية حيث تملك ما يقرب من 147 مليون رأس من الأغنام وحوالي 24 مليون رأس من الأبقار، وتشكل الثروة الحيوانية بالنسبة لأستراليا مع الصناعات المرتبطة بها ما يقرب من نصف صادراتها، غير أن مسؤولية أستراليا لا تقف عند حد تربية العجول والأغنام وتصديرها، ولكنها تهتم بالعجول والأغنام من يوم ولادتها وحتى يوم ذبحها في أي مكان حول العالم، فالعجل الأسترالي ـ وليس المواطن الأسترالي وحده ـ يحظى باحترام واسع أينما حل ورحل، غير أن أستراليا في العام 2007 اتخذت قرارا بوقف تصدير العجول إلى مصر والقرار وراءه قصة طريفة رواها لي الجزار سعيد عبود تتلخص في أن مصر كانت تستورد كميات كبيرة من العجول الأسترالية، وكانت هذه العجول من نوع أطلق عليه الجزارون المصريون مسمى " العجول الغزلانية " لأنها كانت تقفز برشاقة مثل العزلان رغم أن العجل يصل في وزنه لثلاثمائة كيلو جرام وأكثر، والأستراليون يشترطون على من يشتري عجولهم أن يهتم بها وبطريقة ذبحها فالعجل يجب أن يذبح وهو مرتاح وألا يعذب، والعجيب أن المسلمين سبقوهم في هذا بتوجيه نبوي حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته" .

 رغم هذا التوجيه النبوي بلغ الأستراليون أن عجولهم تهان في مصر عند ذبحها، فعلاوة على قذارة المذابح وعدم نظافتها، كان الجزارون يخالفون شروط الذبح، فقد كانت أستراليا تشترط أن يوضع العجل داخل حظيرة حديدية يسميها الجزارون " زناقة " قبل أن يذبح ويتم قلبه بطريقة آلية معينة حتى يهيأ للذبح ثم يذبح وهو مرتاح، لكن الجزارين المصريين الذين كانوا يخافون من هيجان العجول ابتكروا طريقة أخرى خالية من الأنسانية في الذبح هي أن يوضع العجل داخل " الزناقة " وهذا الشرط الأول، وبدلا من قلبه ووضعه في شكل مريح كان أحد الجزارين يقف وفي يده عمود من الحديد الفولاذي الصلب بانتظار العجل خارج الحظيرة وبمجرد أن يطل العجل برأسه ينهال بضربة قاصمة بالعمود الحديد على رأسه هدفها إفقاد العجل وعيه ـ في الغرب يفعلون هذا بالكهرباء ـ ومن ثم ذبحه دون أن يقفز مثل الغزلان ويؤذي الجزارين.

هذه الضربة كانت تؤدي إلى شيئين لا ثالث لهما إما أن تكون قوية فيموت العجل من فوره قبل أن يذبح، وإما أن تؤدي إلى فقدان العجل وعيه فيقوم جزار آخر بذبحه مباشرة بعد أن يسقط وكأن الجزارين في معركة مصارعة ثيران ولكن على الطريقة المصرية، انتشر الخبر في استراليا فلم يصدق الأستراليون ما يحدث لعجولهم في مصر.


 وجاء وفد تليفزيوني استرالي ليتأكد من حقيقة ما تتعرض له عجول أستراليا، من إهانة وتعذيب على أيدي المصريين عند ذبحها، وقام رجال المذبح بأداء دورهم بتفان كبير أمام كاميرات الخواجات، عاد الفريق التليفزيوني وعرض ما صوره من انتهاك لحيوانية العجول على أيدي الجزارين المصريين، وقامت المظاهرات و الأحتجاجات في استراليا، فما كان من الحكومة الأسترالية إلا أن اتخذت قرارا في العام 2007 بمنع تصدير العجول الأسترالية إلى مصر، الآن عادت العجول الأسترالية مرة أخرى لمصر لكنها متهمة الهرومونات المخلقة، ما بهرني في القصة هو قيمة العجل الأسترالي عند الحكومة الأسترالية في الوقت الذي لا قيمة فيه للإنسان العربي والمسلم في معظم الدول العربية والإسلامية.( بقلم أحمد منصور- صحيفة الشبيبة)



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 05:09
الظهر 12:44
العصر 04:15
المغرب 06:57
العشاء 08:20