مرض ألزهايمر من الأمراض الّتي لا يستهان بها وقد اكتشفه عالم الأعصاب Alois Alzheimer في عام 1906 وسمّيَ بعد ذلك باسمه. مرض ألزهايمر هو أحد أكثر أشكال الجنون أو الخبل انتشارًا ويؤثّر على الذّاكرة والتّفكير والسّلوك ويؤدّي إلى هبوط قدرات المريض العقليّة بشكلٍ عام مثل الذاكرة والتفكير المنطقي والاستنتاجي، وتظهر أعراضه على المصابين به تدريجيًّا مع الّتقدم في العمر إلى أن يصل إلى درجةٍ تمنع المصاب من أداء المهام اليوميّة العادية ثم يؤدي إلى الوفاة.

يرتبط المرض بالتّقدم في العمر نظرًا إلى أنّ متوسّط أعمار المصابين بهذا المرض هو 65 عامًا، لكنّ التّقدم في العمر ليس الحالة الوحيدة الّتي قد يصاب فيها الشخص بألزهايمر، فهناك نسبةٌ تقدّر بـ5% من عدد المصابين حول  العالم تبدأ أعمارهم من 45 عامًا. يوجد أكثر من 50 مليون مصاب بألزهايمر حول العالم منهم 5 ملايين في الولايات المتحدة وحدها، حيث يصاب شخصٌ كلّ 67 ثانية في الولايات المتحدة بألزهايمر، كما أنّ عدد الوفيّات جرّاء هذا المرض تقدّر بنصف مليون حالةٍ سنويًّا.

قبل أن نبدأ في ذكر العلامات والأعراض التي تُنبّئ بالإصابة بألزهامير، سأذكر بعض الحقائق غير الصحيحة حول هذا المرض:بل أن نبدأ في ذكر العلامات والأعراض التي تُنبّئ بالإصابة بألزهامير، سأذكر بعض الحقائق غير الصحيحة حول هذا المرض:

يعتقد البعض أن مرض ألزهايمر غير قاتلٍ، ولكن الحقيقة المؤلمة هي أنّه لا يوجد على وجه الأرض شخصٌ تمكّن من النّجاة من هذا المرض، ويقدّر الأطبّاء فترة بقاء الشّخص المصاب على قيد الحياة بعد الإصابة بالمرض بثمانِ سنواتٍ في المتوسط.
من الشائع أنّ كبار السّن فقط من يصابون بألزهايمر، ولكن كما ذكرنا هناك نسبةٌ لا يستهان بها تصاب بالمرض في الأربعينات من العمر.
من الشائع أيضًا أنّ الشّرب من عبوّات المياه الغازيّة المصنوعة من الألمونيوم يسبّب ألزهايمر، ولكن دراساتٌ كثيرةٌ حقّقت في هذا الأمر ولم تجد دليلًا يربط الألمونيوم بألزهايمر.
فقدان الذاكرة مرتبط بالتقدم في العمر بالطبع ولكن بشكلٍ عابرٍ، أمّا فقدان الذاكرة المستمر والمتكرر وخاصةً لو كان متعلقًا بأشياء أساسيّة فيعود لسبب مرضيّ.
يعتقد البعض أنّ لقاح الإنفلونزا وبعض العقاقير الأخرى مثل الإسبارتام يؤدي إلى اللإصابة بألزهايمر وهذا غير صحيحٍ، بل في الواقع يساهم لقاح الإنفلونزا في تقليل فرص الإصابة بالمرض.
من الشائع أيضًا أنّ الحشو والأسنان الصناعية المصنوعة من الفضة تسبب ألزهايمر، ولكن الدراسات أثبتت عكس ذلك.
يعتقد البعض أن ألزهايمر مرض يوجد له علاج، والحقيقة أنّه لا يوجد أيّ علاج لهذا المرض، ولكن توجد بعض العقاقير الّتي تساعد في تقليل الأعراض فقط.

نستعرض الآن الأعراض والعلامات العشرة الّتي يجب مراجعة الطبيب في حال ملاحظتها على نفسك أو على أحد ذويك بشكلٍ متكرّر.

فقدانٌ للذاكرة يؤثر على الحياة اليومية

أحد أشهر علامات مرض ألزهايمر هو فقدان الذّاكرة وخاصةً الذاكرة القريبة أو القصيرة، أي أنّ المصاب يفقد وينسى المعلومات الّتي تعلّمها مؤخّرًا بجانب نسيان التواريخ والأحداث المهمّة والسؤال عنها مرارًا وتكرارًا وبالتالي يبدأ في الاعتماد على المذكّرات أو المفكّرات الشخصية وأفراد العائلة لتذكّر هذه الأشياء. مقارنةً بالأشخاص المتقدّمين في السّن، فقد يعانون من بعض هذه الأعراض ولكن سرعان ما يتذكّرونها مجدّدًا ولا يتكرّر الأمر إلا على فتراتٍ متباعدة.

صعوبةٌ في التخطيط وحلّ المشاكل

بعض الأشخاص قد يعانون من تطوير أو متابعة خطّةٍ أو عملٍ له علاقةٌ بالأرقام، وقد يواجهون صعوباتٍ في اتّباع وصفةٍ معيّنةٍ (بخطوات محددة) أو متابعة الفواتير الشهرية، ويواجهون صعوبةً في القدرة على التّركيز، ويلزمهم وقت أطول لأداء مهامّ سبق لهم تنفيذها في وقت أقل. بالنسبة لكبار السن، قد يرتكبون أخطاءً على فتراتٍ متباعدةٍ أثناء حساب ميزانية المنزل مثلًا.

صعوبةٌ في أداء مهام مألوفة في المنزل أو العمل

يواجهون الأشخاص المصابون بألزهايمر أو في طريقهم للإصابة به صعوبات في إتمام المهام اليومية العادية، منها على سبيل المثال صعوبة في قيادة السيارة والتوجه إلى مكان سبق زيارته، أو عدم القدرة على إدارة الميزانية في المنزل أو العمل، أو صعوبة في اتّباع قوانين لعبة سبق لهم لعبها من قبل. أمّا كبار السّن فقد يحتاجون إلى المساعدة من وقت لآخر لضبط إعدادات جهاز إلكترونيّ أو معرفة طريقة تشغيله.

الخلط والحيرة بين الأماكن والأوقات

مصابو ألزهايمر قد يفقدون القدرة على متابعة التواريخ والفصول وحتّى التوقيت على مدار اليوم، وقد يصل الأمر إلى إصابتهم بالارتباك لعدم حدوث شيءٍ ما في وقت معين يعتقدون أنّه يجب أن يحدث فيه، وقد ينسى الشخص المصاب أين هو الآن أو كيف وصل لمكانٍ ما. مقارنةً بالأشخاص المتقدمين في السّن، قد ينسى الشّخص اليوم الّذي هو فيه مثلًا ولكنّه يتدارك الأمر ويعرف بعد ذلك.

صعوبةٌ في فهم الصور البصرية والعلاقات المكانية

بعض العلامات الّتي قد تنبئ بألزهايمر هي مواجهة مشاكل بصرية مثل صعوبة في القراءة (بشرط سلامة العينين) أو تقدير المسافات أو تحديد الألوان والتباين بينها أو مواجهة صعوبة في قيادة السيارة. بالنسبة لكبار السن لا تحدث هذه المشكلات إلا في حالة وجود خلل في العينين.

صعوبةٌ في نطق وكتابة الكلمات

قد يجد المصاب بألزهايمر صعوبة في متابعة أو المشاركة في محادثة كلامية بسيطة، ومن الممكن أن يتوقف أثناء الحديث ولا يدري ماذا يفعل بعد ذلك، أو يقوم بإعادة نفس الكلام مرارًا وتكرارًا. من الشائع أيضًا عدم استخدامه للمصطلحات العامة لأنه لا يذكرها ويستخدم كلمات مختلفة لوصف الأشياء. في حالة كبار السن قد يجدون في بعض الأوقات صعوبةً في إيجاد كلمة مناسبةٍ لوصف ما يريدونه فقط.

فقد الأشياء وعدم القدرة على متابعة الخطوات

قد يقوم المصاب بألزهايمر بوضع الأشياء في أماكن غير مخصصة لها وغير مألوفة وقد يفقد الأشياء ولا يستطيع مراجعة خطواته لمعرفة أين فقدها، وقد يتهمون أشخاصًا آخرين بسرقتها، ومن الطبيعي أن يتكرر هذا الأمر لديهم بشكل مستمر. أمّا كبار السن فمن الممكن أن يفقدوا شيئًا ما بين الحين والآخر ولكن يمكنهم مراجعة خطواتهم لمعرفة مكانه أو أين فقدوه.

عدم القدرة على اتخاذ القرار الصحيح

قد يعاني المصاب بألزهايمر من عدم القدرة على اتخاذ القرار المناسب والحكم الخاطئ على المواقف، أمثلة ذلك إنفاق مبالغ كبيرة من المال على أشياء لا تستحق، أو إعطاء المال لأشخاص في الشارع، أو عدم الاهتمام بالمظهر والنظافة الشخصية، أو التعرض لأشياء قد تضره. في حالة كبار السن قد يرتكب بعضهم في أوقات متباعدة قرارات غير صحيحة ولكنها لا تتكرر بنفس المنوال في حالة ألزهايمر ولا تصل إلى خطورتها.

الانسحاب من العمل والحياة الاجتماعية

يبدأ المصاب بألزهايمر تدريجيًّا في ترك هواياته والانسحاب من الحياة والأنشطة الاجتماعية والعمل أو الرياضة والسبب يكمن في عدم قدرتهم على أداء تلك المهام بشكل صحيح والخوف من نتائجها. أمّا كبار السّن فقد يشعرون من وقت لآخر ببعض القلق أو الإحباط ولكن سرعان ما يعودون إلى طبيعتهم.

تغيّر في المزاج والطباع والشخصية

يصاحب مرض ألزهايمر تغيّرًا واضحًا في المزاج والشخصية، ويصاب المريض بالحيرة والارتباك والريبة والإحباط والرهبة والقلق ويصاب بالغضب والحزن بمجرد خروجه من نطاق منطقته التي يشعر فيها بالراحة. بالنسبة لكبار السن فقد يحدث بعض التغيير في نمط سلوكهم حيث تصبح لهم طرقهم الخاصة في إتمام الأشياء ويصابون بالانزعاج إذا تغيّرت هذه الطرق.

المصدر: عالم الابداع