بعد 26 عاماً: روسيا ستنهي ديون الاتحاد السوفيتي!
بعد 26 عاماً: روسيا ستنهي ديون الاتحاد السوفيتي!

الجمعة | 03/03/2017 - 10:47 مساءً

تعتزم روسيا بحلول الصيف المقبل تسديد ما تبقى من ديون موروثة من حقبة الاتحاد السوفيتي، بعدما أكدت أن قائمة الدول الدائنة أصبحت تضم دولة واحدة فقط هي البوسنة والهرسك.

وقالت صحيفة "أرغومنتي أي فاكتي" إن وزارة المالية الروسية أعلنت قبل أيام عن تسديد 60.6 مليون دولار من الديون السوفيتية ليوغسلافيا السابقة. فيما حصلت مقدونيا على نفس المبلغ مطلع شباط المنصرم.

وأكد بنك روسيا المركزي أن ديون البلاد الخارجية حتى مطلع كانون ثاني لعام 2017 بلغت 519 مليار دولار، نحو 470 ديون مترتبة على الشركات التجارية والقطاع الخاص، و49 هي ديون حكومية، ومنها آخر مليار من ديون الإتحاد السوفيتي.

وذكّرت الصحيفة بأن الاتحاد السوفيتي لم يلجأ للاستدانة من الغرب إلا في منتصف ثمانينات القرن الماضي؛ وذلك من أجل تمويل استيراد المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية التي كانت البلاد تعاني من نقص حاد فيها.

ووفقاً لنائب وزير المالية الروسي سيرغي ستورتشاك، ارتفع الدين الخارجي العام للاتحاد السوفياتي في الفترة من 1985 وحتى 1991 من 31 إلى 96.6 مليار دولار أمريكي، أخذت روسيا على عاتقها تسديد 61.34 بالمائة منه بعد انفراط عقد الدولة الاتحادية عام 1991، على أن تسدد باقي دول الاتحاد الأخرى النسبة المتبقية.

غير أنه وبعد فترة قصيرة تبّين أن هذه الدول غير قادرة على سداد هذه الديون، فعادت موسكو لتلتزم بتسديدها عام 1993، مقابل استنكاف دول الاتحاد الأخرى عن المطالبة بتقاسم الأصول الخارجية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية.

ديون الاتحاد السوفيتي كانت معظمها متوجبة التسديد لأندية باريس ولندن للدائنين. الأول منظمة غير رسمية للدول الدائنة، والثاني منظمة غير رسمية أيضاً تجمع بين البنوك التجارية الدائنة. والغرض من هذه الهياكل تنظيم المسائل المتعلقة بسداد الديون. وكانت ديون الاتحاد السوفيتي إلى البلدان الأعضاء فيها حول 38 مليار دولار.

المفاوضات مع نادي باريس تمت على عدة مراحل، تمكنت روسيا خلالها من تأخير تسديد بعض الديون وإعادة هيكلتها، وأخذ قروض جديدة. وفي عام 2006، تمكنت موسكو من سداد جميع التزاماتها تجاه نادي باريس، على الرغم من أنه كان بإمكانها وفقاً للاتفاق معه أن تستمر بالتسديد حتى عام 2020.

وتجاوزت التزامات روسيا لنادي لندن 30 مليار دولار، بعد إعادة هيكلة الديون أيضاً. وسددت ووصل إلى النقطة النهائية في حل قضايا هذه الديون مع نادي لندن للدائنين في عام 2009.

بالإضافة إلى نوادي الدائنين، كان الاتحاد السوفييتي مديناً على سبيل المثال بعدم دفع بدلات خدمات وعقود وقعت عليها منظمات التجارة الخارجية السوفيتية مع موردين أجانب، أو مع الدول الأعضاء السابقين في مجلس التعاضد الاقتصادي. وهذه الديون نشأت نتيجة لنظام حسابات تبادل عيني بين الدول والمؤسسات.

لذلك نشأت ديون يوغوسلافيا السابقة، التي ستسدد جزء منها للبوسنة والهرسك، بسبب الاختلاف في حجم الشحنات المتبادلة. الاتحاد السوفيتي كان يصدر منتجات دفاعية وعسكرية ليوغوسلافيا ويبادلها بسلع استهلاكية.

وقال الخبير الاقتصادي ياروسلاف ليسوفوليك، كبير الاقتصاديين في بنك التنمية الأوراسي، والأستاذ بقسم الاقتصاد العالمي في أكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية للصحيفة، إن مسارعة روسيا إلى تسديد ديونها قبل مواعيد استحقاقها لم يوفر عليها عمولة خدمة الديون وحسب، بل حسن صورة الاقتصاد الروسي التي يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على مناخ الاستثمار في البلاد بشكل عام.

ولاحظ ليسوفيلك "أنه بالمقارنة مع الدول المتقدمة، فإن الدين الخارجي لروسيا منخفض جداً. فإذا كانت ديون الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي تتجاوز حتى 90 إلى 100 بالمائة من ناتجها المحلي الإجمالي، فإنها في روسيا لا تتعدى 25 بالمائة. وهذا يعني أن عبء هذه الديون على الميزانية العامة ضئيل جداً".

وعلاوة على ذلك، فإن روسيا التي تحولت من دولة مدينة إلى دائنة، صارت تمنح قروضاً بشروط ميسرة جداً. وعلى مدى السنوات العشرين الماضية، شطبن ديون لها تبلغ قيمتها نحو 140 مليار دولار، أكثرها ناتج عن توريد أسلحة ومعدات دفاعية.

المصدر: روسيا اليوم العربية.



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:10
الظهر 11:44
العصر 03:15
المغرب 05:56
العشاء 07:19