اعداد الزميل الصحفي : مهند العدم
أننا لا نعرف مواعيدنا مع الموت، قد يكون ذلك أفضل ما في الحياة، غير أن مقاربات العلوم الطبية التي تجتهد في إطالة أعمارنا، قد تحيلنا ، إذا ما اجتهدت في تخمين المواعيد التي سنغادر معها الحياة - قد تحيلنا..أو أكثرنا، إلى "حياة سريرية" أقرب إلى الموت ذاته...
على نحو مغاير، و أقرب إلى "قصة موت معلن"، فاجأ الشاب منتصر الطلول من بلدة الظاهرية جنوب الخليل – فاجأ 500 صديق في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" قبل أيام وهو ينعي نفسه و يطلب مسامحته إذا ما كان أساء إلى أحدهم دون أن يقصد. قال لهم، بكل بساطه، انه يصارع الموت و يعيش أيامه الأخيرة، غير أن كثيرين ممن اعتبروا "الحالة" ليست سوى "مداعبة" في غير محلها، يرزحون منذ أيام تحت وطأة الأسى الثقيلة؛ ذلك أن الحالة / "المداعبة" لم تكن في الواقع سوى جملة إخبارية عن "قصة موت يزحف على الطريق" كان يعيشها و هو يعرف أنها كذلك منذ 4 سنوات على الأقل .
عائلة الشاب منتصر علي داود الطلول الذي أقعده مرض نادر على كرسي متحرك وهو بعمر 13 عاما، كانت نجحت في إخفاء حقيقة مرضه عنه طوال 5 سنوات، مشيرة إلى أن مرض "الدوشن" الذي زحف على عضلاته بالضمور وهو في الصف الثامن لم ينل من قدرة روحة على التشبث بالحياة؛ حتى أن الفتى الذي صار مولعا "بالحاسوب" و أدار مقهى للانترنت، استطاع تطوير برامج والعاب خاصة بالكمبيوتر.
و يجيد منتصرهجمات "الهكر"، حيث كتب على صفحته في "الفيسبوك" مؤخرا : الحرب الالكترونية ضد "إسرائيل" نجحت ببساطة... لأنها تمت بدون الحكام العرب". قال والد منتصر الطلول الذي يعمل سائقا في رام الله أنه و العائلة طافوا به مستشفيات كثيرة فلسطينية و أردنية.. و حتى إسرائيلية، لكن الأطباء أكدوا في كل مرة عدم وجود علاج لمرضه النادر، موضحا أن المرض في بدايتة هاجم قدميه وأقعده على كرسي متحرك، ثم بعد عام افقده القدرة على تحريك يده، ثم بعد ذلك واصل الانقضاض على أحشائه، وهو الآن ( في مراحله النهائية ) ينهش عضلة القلب والرئتين ويسبب له صعوبة في التنفس ويضعف من شهيته للطعام؛ تماما كما قدر الأطباء قبل 8 سنوات .
في لقاء مع موقع القدس الالكتروني دوت كوم رفض فيه أن يتم تصويره، بينما سمح بنشر صورته قبل أن ينهش المرض جسده، قال منتصر بكلمات مقتضبة تتحدى الموت الذي يكاد يدركه، أنه يتمنى لأسرته العيش بسعادة و "الموت حق"، وأنه عاش أيامه كما لو أن الموت أبعد، مضيفا "أشعر الآن أنها أيامي الأخيرة، وهذا نصيبي من الحياة.. وأنا لا أخشى ذلك" .
بعد يوم واحد من اللقاء مع منتصر الطلول الذاهب إلى موته بشجاعة، قال على الهاتف بصوت ذاو : الحياة أقصر كثيرا من أحلامنا" ! .
وأخيرا تمنى "منتصر" أن نقرئكم السلام، متمنيا من الجميع الدعاء له !! وأوضح منتصر انه ما زال يطارد أخبار العالم والصحف اليومية.
المصدر: صحيفة القدس الإكترونية
الفجر | 05:16 |
الظهر | 12:27 |
العصر | 03:47 |
المغرب | 06:17 |
العشاء | 07:38 |