حكام كرهتهم شعوبهم: تعرّف على هؤلاء الحكام الذين اضطهدوا شعوبهم وخربوا بلدانهم
حكام كرهتهم شعوبهم: تعرّف على هؤلاء الحكام الذين اضطهدوا شعوبهم وخربوا بلدانهم

الأحد | 12/01/2020 - 10:50 صباحاً

 

 

يمتلئ تاريخنا بالحكام السيئن والطغاة، لكن حتى هؤلاء قد يفعلون بعض الأمور الخيرة والجيدة لشعوبهم وقد يذكر المؤرخون بعض محاسنهم، فمثلاً جميعنا نعلم أن انتصارات (جنكيز خان) قادت إلى هلاك 10٪ من سكان العالم، ولكن في الوقت ذاته عرف القائد المغولي بحنكته العسكرية ومهاراته القتالية، وهناك أيضاً (كين شي هوانغ) الذي أسس ووحد الصين لكن هوسه ببناء جدار لإبعاد أعدائه قاد إلى دمار النظام التعليمي في الإمبراطورية ولو بشكل جزئي، كما أدى إلى خلق الطبقة الريفية.

 

إن المثالين السابقين ليسا سوا اثنين من أسوأ الشخصيات الحاكمة في التاريخ وأبغضها، لذا جمعنا لكم في هذه المقالة أمثلة عن هؤلاء الحكام الطغاة الذين أهلكوا شعوبهم ولم يذكرهم التاريخ إلا بالسوء:

1. دمر كين شي هوانغ النظام التعليمي في الصين بشكل تام:

كان هوانغ الامبراطور الذي أمر ببناء سور الصين العظيم.صورة: Universal History Archive, UIG/Bridgeman Images

لم يثق (كين شي هوانغ) بالأشخاص المتعلمين حيث اعتبرهم تهديداً مباشراً لحكمه، لذا أمر بإتلاف الكتب على نطاق مهول، وبمعنى آخر، قضى (هوانغ) على التعليم في المقاطعات الصينية التي غزاها بشكل كامل. كما كان مسؤولا مباشرا عن مقتل المعلمين الكونفوشيوسيين.

أمر (هوانغ) ببناء جدار لإبعاد أعدائه عن البلاد ومنعهم من اختراق الحدود، واستخدم القوة العاملة لبناء الجدار ونظام الطرق، وذلك ما أدى إلى هلاك مئات الآلاف من الصينيين.

أعلن (هوانغ) أيضاً أن جميع السكان تحت حكمه متساوون لذا قضا على النظام الطبقي وخلق أمة صينينة من الفلاحين والمزارعين لم تختلف كثيراً عن نظام العبيد، وهو من أمرهم ببناء المقبرة الخفية الشهيرة وهائلة الحجم والمحاطة بتماثيل جيش التراكوتا ليصحبهم معه إلى العالم الآخر. وللأسف انهارت الصين الموحدة في أقل من 10 سنوات بعد وفاته عام 210 قبل الميلاد.

 

2. افتعل هيرودوس أنتيباس عداوة مع جميع الأشخاص تقريباً في عهده:

عيسى المسيح في بلاط هيرودس.صورة: Wikimedia Commons

غالباً ما يشار إلى (هيرودوس أنتيباس) بالملك (هيرودوس)، وهو لقب لم يحمله في حياته، وعرف أيضاً بدوره المباشر في موت القديس (يوحنا المعمدان)، ودوراً غير مباشر في صلب يسوع المسيح، وأخيراً، اتهم بالتآمر على الامبراطور (كاليغولا).

قاد طلاقه من زوجته الأولى إلى حرب مع والدها الملك (أريتاس)، وإلى إدانة يوحنا المعمدان. لذا أصبح (هيرودوس) منبوذاً من طرف اليهود وهم في نهاية الأمر ليسوا سوى الأتباع الأوائل لعيسى المسيح، كما أصبح منبوذاً من قبل السلطات الرومانية أيضاً وضعف منصبه ودوره في حكم بلاد الغال وبيرية، لذا أرسلته السلطات إلى المنفى في بلاد الغال مع زوجته الثانية (هيرودياس) حيث توفي هناك بعد عام 39 بعد الميلاد.

3. كان إيفان الرهيب أول قيصر روسي، واكتسب لقب ”الرهيب“ بجدارة:

إيفان الرهيب.صورة: Wikipedia

تقلد (إيفان) منصب قيصر عموم الروس وجعل من موسكو الولاية الرئيسية في روسيا وكل ذلك عندما كان عمره 17 عاماً. فتحولت روسيا تحت حكمه من دولة متخلّفة تعاني من آثار العصور الوسطى إلى قيصرية قوية، لكن سلوكه غير العقلاني قد كلف الشعب الروسي الكثير.

كان القيصر (إيفان) محبوباً من قبل الطبقات الدنيوية من الشعب، أما النبلاء، فكانوا موضع شك كبير من قبل القيصر، فعمل هذا الأخير على ملاحقتهم وتطهيرهم. فأنشأ أول شرطة سرية في روسيا والتي كانت تدعى (أوبريشنيكي)، وكانت مهمة هذا الشرطة ملاحقة واعتقال وإعدام النبلاء الروس ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم كي يستولي عليها القيصر. كما أن الضرائب المفروضة على الفلاحين لم تكن سهلة على الإطلاق وأثقلت كاهل الشعب الروسي، وحينما توفي القيصر (إيفان الرهيب)، كانت معظم روسيا مدمرة بالكامل.

4. أقصى (جوزيف ستالين) أعداءه وأزاحهم عن طريق الإعدامات والسجن:

جوزيف ستالين، المسؤول عن وفاة أكثر من 40 مليون مواطن سوفياتي خلال سنوات حكمه الـ 30.

صوّر (ستالين) نفسه كرجل من الشعب في الوقت الذي قامت فيه قوات شرطته السرية بقمع الشعب السوفياتي وحتى قتله، حيث اختلف المؤرخون على عدد ضحاياه، ناهيك عن المجاعات التي وقعت خلال فترته والتي كان بعضها سبباً مباشراً لسياسات (ستالين) التي أدت إلى هلاك ملايين السكان.

لم تقتصر أفعال (ستالين) على المواطنين السوفيات فحسب، بل قام بإعدام آلاف الضباط من الجيش السوفياتي في الأعوام التي سبقت الحرب العالمية، كما أرسل ملايين الأشخاص من مختلف طبقات الشعب إلى معسكرات الاعتقال (الكولاغ) ليختفوا هناك بدون أثر.

وخلال الأعوام التي حكم فيها الاتحاد السوفياتي، وُثّقت فقط 800 ألف حالة إعدام، كما أمر أيضاً بقتل أعدائه خارج حدود الاتحاد السوفياتي، وكان مسؤولاً مباشراً عن الممارسات المروّعة التي قام بها جنود الجيش السوفياتي عند احتلالهم أوروبا الشرقية بنهاية عام 1945، حيث قال لمسؤول شيوعي يوغسلافي: ”من المحزن أن جنود الاتحاد السوفياتي يستمتعون بالنساء حتى بعد أن شهدوا مآسي الحرب“. في إشارة إلى ما قام به السوفيات عند احتلالهم ألمانيا.

 

5. إرنان كورتيس، ماركيز وادي أوكساكا:

إرنان كورتيس.صورة: Wikimedia Commons

ارتبط اسم (إرنان كورتيس) بالفاتحين الإسبانيين المعروفين باسم Conquistadores، حيث كان (كورتيس) رجلاً يخافه الجميع ولا يثق به أحد، وهو بدوره لا يثق بأي أحد ويتآمر على الآخرين، كما عرف أيضاً بقسوته الشديدة، ولم يهدف إلا لخدمة مصالحه الذاتية في سعيه لتحقيق الثروة والسلطة عن طريق استغلال السكان الأصليين الذين قابلهم واستعباد وقتل الآخرين. حيث تحالف مع بعض القبائل التي حاربت امبراطورية الأزتيك والقوات الإسبانية، وجعل من نفسه حاكماً حقيقياً للأراضي التي كانت تابعة إلى شعب الأزتيك قبل أن تستدعيه إسبانيا للعودة إلى أراضيها.

وبغياب معلومات موثقة عن تاريخ هذا الرجل لا يمكننا التحقق تماماً من سمعته، لكن لا شك أن ممارساته السيئة واستعباده واستغلاله للآخرين بقسوة هي أمور حقيقية.

6. أنشأ الملك فيرديناند والملكة إيزابيلا محاكم التفتيش في إسبانيا:

الملك فيرديناند والملكة إيزابيلا.صورة: MPI/Getty Images

يُعرف الملك والملكة بأنهما رعاة رحلات (كولمبوس) الاستكشافية، فـ(إيزابيلا) ملكة قشتالة و(فيرديناند) ملك آراغون من أكثر الشخصيات المؤثرة في تاريخ إسبانيا، حيث استغلا سلطتهما الممنوحة من قبل البابا –والتمويل المادي أيضاً–في خوض حرب دينية ضد أي شخص يعادي الكنيسة الكاثوليكية.

استمرت هذه الحروب لعقود، وأدت إلى نفي اليهود الذين رفضوا التحول إلى الكاثوليكية بعيداً عن المملكة، كما صودرت أملاكهم وعُذب منهم من ادعى تحوله إلى الكاثوليكية وحوكم بالإعدام. ولم تقتصر هذه الممارسات على اليهود فحسب، فتعرض أتباع الكنيسة البروتستانتية إلى الانتهاكات ذاتها، وألصقت بهم محاكم التفتيش تهمة الهرطقة وحكم عليهم بالحرق.

وفي العام الذي انطلق فيه المستكشف (كولمبوس) في رحلته، أصدر (فيرديناند) و(إيزابيلا) مرسوم الحمراء، والذي يعرف أيضاً باسم قانون الطرد، حيث طالبوا فيه جميع اليهود بمغادرة إسبانيا إن لم يتحولوا إلى المذهب الكاثوليكي خلال أربعة أشهر.

7. مكسيملاين الذي تقلد منصب امبراطور المكسيك:

صورة شخصية لامبراطور المكسيك مكسيميليان الأول.صورة: Wikimedia Commons

خلال فترة التدخل الفرنسي في المكسيك في منتصف القرن الثامن عشر، لم تستطع الولايات المتحدة تطبيق قوانين «مبدأ مونرو» الهادف إلى ضمان استقلال دول الأمريكيتين عن الاستعمار الأوروبي. وهكذا، نصّب (مكسيميليان) شقيق الامبراطور النمساوي (فرانتز جوزف) من طرف الامبراطور الفرنسي (نابليون الثالث) كامبراطور على المكسيك، ودعمته فرنسا بجنودها وجيشها، حيث عارضت الطبقة الارستقراطية المكسيكية تنصيب الامبراطور الجديد، ولم يرض الثوريون بقيادة (بنيتو خواريز) بذلك.

ومع انتهاء الحرب الأهلية الأميركية، أصبح الدعم الأميركي لـ(خواريز) علنياً. في المقابل، أدى انسحاب الفرنسيين عام 1866 إلى انهيار الامبراطورية المكسيكية، وبذلك، اضطر (مكسيميليان) إلى اللجوء لإجراءات تعسفية بسبب انخفاض الدعم الشعبي له، فحاكم من شاء بالخيانة وأعدم اتباعه السابقين الذين لم يعتبروه حاكماً شرعياً للمكسيك. وأدى رفضه استعادة الديموقراطية في المكسيك إلى هلاكه، وبقي اسمه مثيراً للجدل في المكسيك حتى يومنا الحالي.

 

8. يعتبر أخناتون أسوء الفراعنة الذين مروا على تاريخ مصر:

تمثال يجسد أخناتون.صورة: Wikipedia

كان (أخناتون) الفرعون الثامن عشر من السلالة التي حكمت مصر لثلاثة عشر قرن قبل الحقبة العامة –الحقبة العامة هي تسمية بديلة للفترة التي تُعرف باسم ”بعد الميلاد“. يُعرف (أخناتون) أيضاً باسمه الآخر (أمنحوتب الرابع)، وهو الاسم الذي عُرف فيه في الأعوام الأولى من حكمه. أثار (أخناتون) حنق وغيظ شعبه عندما فرض ديناً شبه توحيدي قائم على عبادة الآلهة (آتون)، حيث كان الدين عند المصريين القدماء قائماً على تعدد الآلهة، واستمروا على هذه العقيدة لعدة قرون، لذا لم يكن قرار الفرعون مرحباً به. وكانت النتيجة إزالة (أخناتون)، الذي يعتقد أنه والد (توتعنخ امون)، من التاريخ المصري عند وفاته بعد أن حكم لسبعة عشر عاماً.

دمرت التماثيل والنصب التذكارية التي بناها وأزيلت كل السجلات التي تذكر (أخناتون)، وكان هذا الفرعون لينسى إلى الأبد ويمحى اسمه من التاريخ لو لم يبنِ معبد (آتون) الذي تم اكتشافه في القرن التاسع عشر. وفي عام 1907 اكتشفت مومياء تعود له، وأكدت أنها تخصه إثر تحليل الـ DNA الذي أجري في الأعوام الأخيرة، والذي يثبت أن هذه المومياء تعود لوالد الملك (توت)، وهكذا فأشهر فراعنة مصر وهو (توتعنخ آمون) كان ابناً لأكثر الرجال المكروهين في مصر القديمة وكل ذلك بسبب الدين.

9. فلاد الثالث المخوزق، وهو الشخصية الحقيقية من الكونت دراكولا الذي نعرفه اليوم:

فلاد المخوزق.صورة: imgur

كان (فلاد دراكول) والد شخصية تاريخية معروفة وهي (فلاد المخوزق)، ويعتقد أن (فلاد) الأخير هو الشخصية التي استلهم منها الكاتب (بران ستوكر) اسم شخصيته التخيلية، مصاص الدماء الكونت (دراكولا)، في روايته القوطية والتي كانت أساس جميع الأفلام والمسلسلات والروايات التي تتحدث عن مصاصي الدماء.

كان (فلاد المخوزق) أمير والاكيا، وعُرِفَ عنه اتباعَهُ طرقاً شديدة القسوة في فرض سلطته على أعدائه، سواء كان هؤلاء الأعداء خياليين أو حقيقيين، وكانت طريقته المفضلة في إعدام ضحاياه من العثمانيين والسكسونيين والمجريين والبلغار وغيرهم الكثير، وحتى شعبه في والاكيا، هي وضعهم على خازوق من الشرج إلى الصدر وتعليقهم بهذه الطريقة حتى يلاقوا مصرعهم.

انتشر الرعب والكره في ترانسلفانيا، وشاعت القصص التي تتحدث عن قسوته، ومنها وضع الرجال والنساء والأطفال في مراجل كبيرة وغليهم حتى الموت. والغريب، يعتبر (فلاد) اليوم بطلاً شعبياً في رومانيا.

10. بنى تيمورلنك أبراجاً من جماجم أعدائه:

تمثال لتيمورلنك خارج قصر أكسراي في أوزبكستان.صورة: Wikimedia Commons

ينحدر (تيمورلنك) من سلالة (جنكيز خان)، واستمرت امبراطوريته أربعة عقود، وقامت على ذبح الآلاف من الناس ودمار مدن بأكملها وتعذيب من رفض التحول إلى الدين الإسلامي. ومن المعروف أيضاً أنه بنى أبراجاً من جماجم ضحاياه في المدن التي غزاها، وسوّق نفسه على أنه سيف الإسلام وأنه من أباد فرسان الصليب في إحدى المعارك في مدينة سميرنا في تركيا حالياً.

يذكر التاريخ أن حملاته العسكرية في آسيا وأوروبا وإفريقيا كانت سبباً في وفاة 17 مليون شخص. ولكن، بالرغم من هذا الأذى، يذكر بعض المؤرخين محاسنه كراع للفنون والعمارة الرؤيوية. ولحسن الحظ، انهارت امبراطوريته بعد وفاته مباشرة عام 1405.

11. اعتقد لوسيوس أوريليوس كومودوس أنه آله:

تمثال نصفي لـ كومودوس صُوّر فيه كالبطل هرقل في الميثولوجيا الإغريقية، حيث نرى أن هيرودوس يكتسي بجلد النمر ويحمل الهراوة والتفاحة الذهبية.صورة: Wikimedia Commons

حكم (كومودوس) الامبراطورية الرومانية بجانب والده (ماركوس أوريليوس) من عام 177 وحتى 180 ميلادي، وحكم بعدها بمفرده لعدة أعوام، حيث كان في الـ 18 من عمره عندما توفي والده، فاضطر أن يحكم البلاد وحيداً. كان حكمه هادئاً ومستقراً نسبياً، لكنه أصبح يميل إلى اتباع نزواته، وبالتالي أصبح حكمه دكتاتورياً. فازداد كره مجلس الشيوخ في روما له بسبب فرضه ضرائب مرتفعة، وهذا ما أدى أيضاً إلى خوف الشعب من الحاكم.

 

لكن (كومودوس) حافظ على شعبيته من خلال المبارزات وعروض المصارعة التي كان يقيمها بشكل دوري، فكان دائماً ينتصر في هذه المصارعات بطرق ملتوية بحيث لا يراه جمهور المتفرجين. وهكذا، أراد (كومودس) أن يصور نفسه كآله مطلق، فأقام التماثيل التي تجسد ألوهيته في جميع أنحاء الامبراطورية، ووصل به الأمر إلى تسمية شعبه وامبراطوريته باسمه، في إشارة إلى أن شعبه بأكمله هم أطفال له، كما قام بتغيير اسم روما مُطلقاً عليها اسمه مدعياً أنه بعث جديد لـ (رومولوس).

أصيب (كومودوس) بهذه الإهلاسات، وهي ما قادته إلى مصرعه عن طريق الاغتيال عام 192، وهكذا دمرت تماثيله بعد وفاته، حيث كان عدواً لشعبه.

 

13. لم يمر على تاريخ انجلترا أي ملك انجليزي باسم جون منذ صدور الماغنا كارتا:

جون الأول ملك انجلترا.

كان (ريتشارد الأول)، أو المعروف باسم (ريتشارد قلب الأسد)، ملك انجلترا عندما التحق بالحملة الصليبية الثالثة في القرن الثاني عشر، ووقتها، قام أخوه بافتعال ثورة ضده، وفي ظل غياب الملك، حكم الأخ باسم الملك (جون)، ثم ورث العرش بعد وفاة أخيه عام 1199.

كان (جون) سياسياً محنكاً وقائداً حربياً، واكتسب سمعة حسنة وسيئة في نفس الوقت، ويذكره التاريخيون بأنه إنسان ثوري وبسيط وغالباً ما يميل إلى القسوة.

عاد (جون) في انجلترا بعد فشله في هزيمة الفرنسيين عام 1214، وعند عودته، وجد أن لوردات وبارونات انجلترا قد اجتمعوا سوية للثورة عليه عام 1215، فتجاهل الملك الشروط التي وقع ووافق عليها والتي عرفت لاحقاً باسم الـ ”ماغنا كارتا“. وهكذا، لم يأخذ أي ملك انجليزي اسم (جون) بعد أن انتهى عهد الملك سابق الذكر بوفاته جراء الزحار.

 

14. ضحت الملكة رانافالونا الأولى بشعبها لمقاومة الاستعمار الأوروبي:

رانافولنا الأولى.

توّجت (رانافالونا الأولى) ملكة على مدغشقر عام 1828، وكانت من أشد المعارضين للتدخل الأوروبي، وتحديداً فرنسا وبريطانيا العظمى، في شؤون شعبها ومملكتها، خاصة بعض ظهور المبشرين المسيحيين على أراضي مملكتها. وكي تتمكن من إيقاف هذا التدخل، فرضت الملكة سياسات قاسية، كالضرائب المرتفعة، على شعبها، كما فرضت عليهم العمل الإجباري أو الخدمة العسكرية الإجبارية، وأحياناً كلاهما معاً.

ثم انخرطت الملكة في حرب مع الأوروبيين بهدف منعهم من بناء مستوطنات دائمة على أراضي الجزيرة. لم يرض ابنها بهذه التصرفات، فتفاوض مع الفرنسيين لإنشاء معاهدات تفيد الطرفين، حيث تشمل هذه المعاهدات استغلال فرنسا للأرض والبلاد، بينما يحصل الابن (راداما) على دعم فرنسا للوصول إلى العرش.

فشلت مؤامرة الابن، ولم يستطع (راداما) الاستيلاء على العرش حتى توفيت والدته. وعندما حصل ذلك، أدت السياسات التي اتبعتها الملكة سابقاً إلى خفض عدد سكان الجزيرة إلى النصف تقريباً. وبعد وفاتها عام 1861، كانت مكروهة جداً من قبل السكان الأوروبيين الذين أسسوا مستوطنات على الجزيرة، بل تعتبر مكروهة من سكان مدغشقر حتى يومنا هذا، عدا بعض الحركات التي تمجدها باعتبار أنها حافظت على التراث والثقافة في مدغشقر.

15. القيصر نيكولا الثاني المنتمي لسلالة حكمت روسيا لـ 300 سنة

صورة شخصية للقيصر نيكولا الثاني بريشة الفنان بوريس كوستودييف.صورة: Wikipedia

حكمت عائلة (رومانوف) الامبراطورية الروسية لمدة 300 سنة، وانتهى عهد هذه السلالة مع وفاة القيصر (نيكولا الثاني). حيث تميّز حكم الأخير بالانهيار الاقتصادي والكساد الزراعي والهزائم العسكرية والإعدامات والتمييز العنصري، وأخيراً، عدم قيام القيصر بأي إصلاحات.

عُرف (نيكولا الثاني) من طرف الشعب الروسي باسم (نيكولا الدموي) و(نيكولا الضعيف) أو (نيكولا السافل)، بالإضافة إلى كثير من الأسماء البغيضة الأخرى. وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى، وقرر (نيكولا) الخوض فيها، وبالتالي تعرض الجيش الروسي لخسائر فادحة، أدى كل ذلك إلى اندلاع ثورة فبراير.

تخلى القيصر الروسي عن العرش مفسحاً المجال لابنه (أليكسي)، وبدا واضحاً أن القيصر (نيكولا الثاني) غير مهتم بالسلطة. لكن البلاشفة قرروا مصيراً آخراً لروسيا، حيث اختطفوا العائلة المالكة وأعدموا أفرادها جميعاً، من ضمنهم القيصر (نيكولا الثاني)، وذلك في شهر تموز من عام 1918.

يُعتقد أن قرار إعدام القيصر يعود جزئياً إلى رغبة ملك بريطانيا وقيصر ألمانيا، وعددٍ من الملوك والحكام الآخرين. لكن التاريخ لم يذكر القيصر بالسوء دائماً، ولا يكنّ جميع الروس الكرهَ تجاه هذه الشخصية.

 

16. حكم ملك بلجيكا ليوبولد الثاني دولة الكونغو معتبراً إياها مستعمرة خاصة:

ملك بلجيكا ليوبولد الثاني.صورة: alamy

كان (ليوبولد الثاني) ملك بلجيكا منذ عام 1865 وحتى عام 1909. وفي عام 1885، أسس الملك ولاية الكونغو الحرة، حيث كانت مستعمرة خاصة للملك، فاستخرج منها الثروات الهائلة والتي استخدمها لتنفيذ مخططاته ومشاريعه الخاصة –وحتى العامة –في دولته الأم بلجيكا.

استغل الملك أولاً العاج، ثم وسّع قائمة الثروات التي سيطر عليها لتشمل المطاط، حيث أجبر الملك شعب الكونغو على العمل سخرة. رضخت الكونغو تحت حكم الملك (ليوبولد)، والذي أرسل بدوره المسؤولين ليحكموا الكونغو بقبضة من حديد، عن طريق التعذيب والإعدامات وظروف العمل المنهكة والشاقة، وتحديداً في مزارع المطاط. وإذا لم يستطع شعب الكونغو تحمّل شروط العمل، فكانوا يتعرضون للضرب وقطع الأعضاء وممارسات وحشية أخرى.

يُقدر عدد الوفيات في الكونغو تحت حكم الملك (ليوبولد الثاني) بنحو 10 مليون قتيل! ولكن في عام 1908، انتشر القلق والإدانات الدولية تجاه ممارسات بلجيكا الوحشية في الكونغو، لذا قامت الحكومة البلجيكية بوضع الكونغو تحت سلطتها، بعيداً عن حكم الملك (ليوبولد) المباشر، لكن الأخير توفي بعد عام من قرار الحكومة، ولم يزر الملك مستعمرته الخاصة طيلة فترة حكمه الوحشي.

17. أصبح الملك لويس السادس عشر أكثر شخص مكروه في فرنسا:

الملك لويس السادس عشر، ملك فرنسا ونافار.

كان (لويس السادس عشر) ملك فرنسا فترة الثورة الفرنسية الشهيرة، وكان ذو شعبية واسعة بين طبقات شعبه، النبيلة والعامة منها. لكن حكمه انتهى بسرعة، حيث انقلب الجميع ضده. فكان النبلاء والكنيسة يحتقرون الملك ويرونه ضعيفاً وغير قادر على اتخاذ الإجراءات المناسبة عندما ظهرت علامات قيام الثورة الفرنسية. أما عامة الشعب والتجار فوجهوا إليه أصابع الاتهام عندما حلّت المجاعة والمواسم الزراعية السيئة، بالإضافة إلى كونه مسؤولاً عن زيادة الضرائب التي أساءت إلى شعبيته بلا شك.

استغل الثوريون كره الشعب تجاه الملك، فاتخذوا من صورة الملك، الذي يعيش حياة فاخرة متطفلاً على ثروات الشعب، ذريعة سخروها لنشر البروباغندا الثورية. وعندما أصبح وضع فرنسا الدولي خطيراً، وأصبحت محاطة بأعدائها، حاول الملك الهرب لكنه اعتُقل وزج به في سجن باريس. فاتُهمَ بمحاولة الهرب من فرنسا وتجميع جيوش بمساعدة حكام أوروبا للقضاء على الثورة.

وعندها كانت شعبيته في أدنى مستوياتها، وأصبحت العائلة المالكة من أكثر العائلات المكروهة في فرنسا. لذا من الطبيعي أن يكون إعدام الملك بالمقصلة أحد أهم الأحداث التاريخية لدى الفرنسيين.

18. كان ليندُن جونسون أكثر رئيس مكروه في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية:

ليندن بي. جونسون، الرئيس الـ 36 للولايات المتحدة الأميركية.صورة: Yousuf-Karsh

تولّى الرئيس (ليندن جونسون) رئاسة الولايات المتحدة الأميركية عقب وفاة الرئيس السابق (جون إف. كينيدي) إثر حادثة اغتيال. كان (جونسون) ذا شعبية واسعة في البداية، وذلك ما أوصله إلى البيت الأبيض عام 1964. ولكن الأمور لم تجر كما اعتقد الرئيس، فانخفضت شعبيته جداً خلال الأعوام الأربعة التي تولى فيها منصب الرئيس، حتى أنه لم يقم بترشيح نفسه مجدداً عام 1968 بعدما انقضت فترته الرئاسية الأولى.

 

كرهه الليبراليون بسبب دعمه لحرب فيتنام وسياسة التجنيد، كما كره المحافظون بسبب سياسته تجاه الحرب، والتي وصفوها بالمحدودة. كما نال سخط الشعب الأميركي، الليبرالي والمحافظ، بسبب قانون الحقوق المدنية وقانون حقوق الاقتراع. حيث اعتقد الجميع أن إدارته ضعيفة، وأنه متساهل مع الجريمة، وتحديداً تلك الجرائم المتعلقة بالحقوق المدنية والتي تحصل في الجنوب الأميركي.

وأصبحت العبارة التالية: ”Hey hey LBJ, how many kids did you kill today“ هتافاً شهيراً في المظاهرات المناهضة لحكومته. وفي نهاية المطاف، كان (جونسون) مجبراً، بشكل أو بآخر، على التخلي عن منصبه الرئاسي.

19. عيدي أمين دادا الذي أصبح رئيس أوغندا عن طريق انقلاب عسكري:

الرئيس الأوغندي عيدي أمين بجانب الملك فيصل.

كان (عيدي أمين) ضابطاً في القوات المسلحة الأوغندية عندما نالت أوغندا استقلالها من الإمبراطورية البريطانية عام 1962. وفي عام 1971، وعندما كان (عيدي) قائد القوات المسلحة الأوغندية، اكتشف رئيس أوغندا (ميلتون أوبوتي) أن (أمين) يستغل الميزانية المخصصة للجيش ويسرق منها. ولكن قام (أمين) بانقلاب عسكري قبل أن يتمكن الرئيس من اعتقاله، وهكذا أطاح (أمين) بالرئيس (أوبوتي) وعيّن نفسه رئيساً على أوغندا، واحتفظ في الوقت ذاته بمنصبه القديم كقائد للقوات المسلحة.

كان (أمين) طاغية بكل معنى الكلمة، حيث اضطهد عدة مجموعات عرقية في اوغندا، وضمن بقاءه في منصب الرئاسة عن طريق المحسوبية والإعدامات الخارجة عن القانون، والتي أطاح من خلالها بأعدائه السياسيين، فقمع بذلك جميع أشكال المعارضة في البلاد.

أُعدم نحو نصف مليون أوغندي خلال فترة حكمه، حيث انتهت رئاسته عندما اضطر إلى مغادرة البلاد والهروب بعد غزو القوات التانزانية دولة أوغندا. عاش (أمين) ما تبقى له من سنين حياته في المملكة العربية السعودية، وكانت العائلة السعودية تنفق على الرئيس المخلوع (عيدي أمين).

20. كان الرئيس السابق لأوغندا، ميلتون أوبوتي، مكروهاً بقدر خليفته أمين دادا:

ميلتون أوبوتي.صورة: AP photo

تحدثنا في الفقرة السابقة عن الانقلاب الذي قام به (عيدي أمين) للإطاحة بالرئيس الأوغندي (ميلتون أوتوبي)، حيث كان الأخير يحضر لقاءً في دولة سنغافورة عندما وقع الانقلاب. وبالمناسبة، لاقت الإطاحة بالرئيس (أوتوبي) فرحاً وترحيباً شعبيين واسعين في أوغندا، وذلك ما سهّل وصول (أمين) إلى منصب الرئاسة.

أما (أوتوبي)، فكان مكروهاً بسبب فساده وطغيانه، حيث كان مشتركاً –مع (أمين) –بتهريب الذهب والعاج من البلد خلال الفترة التي كان فيها رئيس الوزراء. وعندما اتهمه البرلمان الأوغندي بذلك، جاء رده عنيفاً بشدة، حيث قام بحلّ البرلمان وأعلن الأحكام العرفية ونصّب نفسه رئيساً على البلاد. وعندما حصل ذلك، قام بإعلان قانون الطوارئ الذي أخضع من خلاله جميع منافسيه وأعدائه السياسيين.

 

تعرض (أوبوتي) إلى محاولة اغتيال عام 1969، لذا لجأ الرئيس إلى الشرطة السرية –التي يديرها أحد أقربائه –من أجل قمع الشعب وزجه في السجون بدون محاكمات. قاد جميع ما سبق الشعب الأوغندي إلى دعم الانقلاب الذي قام به (أمين)، فهرب (أوتوبي) إلى تنزانيا، ثم عاد مجدداً إلى رئاسة أوغندا، لكن نظام حكمه لم يتغيّر على الإطلاق.

21. محمد رضا بهلوي، شاه إيران الذي حكم لـ37 عاماً:

محمد رضا بهلوي.صورة: Wikimedia Commons

إن (محمد رضا بهلوي) هو آخر شاه لإيران، حيث انخفضت شعبيته وتأييد الطبقة العاملة والقادة الدينيين له، وتحديداً الشيعة منهم. كما أقحم (بهلوي) نفسه في خلافات مع طبقة التجار، فمنع معظم الحفلات واللقاءات التي يحضرها خصومه السياسيون، ولجأ إلى الشرطة السرية –أو السافاك– لسحق معارضيه وخصومه السياسيين في شتى أنحاء إيران.

اعترض الشيعة على سياسات (بهلوي) التي أتاحت للأمريكيين والبريطانيين التدخل السافر في شؤون البلاد، خاصة مع اعتناق الشاه مفاهيم غربية لم تكن مناسبة للمجتمع الديني في إيران، وتحديداً حق المرأة في التصويت. حاول محمد رضا بهلوي شاه إيران تحديث البلاد وتطويرها، لكنه لم يكن مدركاً مدى الكره الذي كان شعبه يكنّه له.

ارتبط نمو المعارضة تجاه الشاه مع ازدياد سياسة التغريب (نشر السمات والأفكار الغربية في المجتمع الإيراني) التي اتبعها الشاه، لذا بدأت السافاك باعتقال وسجن المئات من المواطنين. وبحلول عام 1978، زُجّ بأكثر من 2000 معتقل سياسي في السجون، وازداد هذا الرقم زيادة سريعة ومهولة عندما اندلعت الثورة في إيران، واضطر الشاه إلى الهروب من البلاد مع عائلته في شهر كانون الثاني من عام 1979.

أُلغيت الملكية في إيران بعد هروب الشاه، لكن الإرث الذي خلّفه، والثورة الحاصلة نتيجة سياساته التي سمحت للولايات المتحدة وبريطانيا بالتدخل في شؤون إيران، هي أمور لا تزال تؤثر على العلاقات بين الولايات المتحدة ودولة إيران حتى بعد مرور عقود على الثورة، حيث انتقل كره الشعب الإيراني للشاه إلى كره لمن ساعده على البقاء في الحكم: أي الولايات المتحدة الأميركية.

22. حكم فرانسيسكو فرانكو إسبانيا باللجوء إلى الاضطهاد والبروباغندا الإعلامية:

فرانسيسكو فرانكو.صورة: Wikipedia

خلال 4 عقود من الزمن، تعلّم الطلاب الإسبان في المدارس الابتدائية أن ”القائد العام“ قد أرسلته العناية الإلهية ليخلّص الأمة الإسبانية من الفوضى والإلحاد. وعندما سيكبر هؤلاء الطلاب، من الضروري أن يتذكروا ما تعلموه في المدرسة عن القائد العام. لذا كانت الملصقات الإعلامية والنشرات الإذاعية تمجّد (فرانسيسكو فرانكو)، وتعمل تماماً وفقاً للبروباغندا التي أراد نظام (فرانكو) نشرها.

تخلّص (فرانكو) من معارضيه عن طريق الإعدام رمياً بالرصاص، أو الزج في السجون، ويُقال أن مئات الآلاف قد لاقوا حتفهم خلال فترة الحكم الفاشي في إسبانيا.

وعند وفاة (فرانكو) عام 1975، أُزيلت جميع النصب التذكارية التي تخلّد ذكراه في جميع أنحاء البلاد. كما أُعيدت تسمية الشوارع التي كانت تحمل اسبه سابقاً. وفي عام 2008، تمت إزالة آخر تمثال لـ (فرانكو) في إسبانيا.

23. كان فيدكون كفيشلينغ أكثر سياسي مكروه في النرويج، وارتبط اسمه بالخيانة العظمى:

فيدكون كفيشلينغ.صورة: Wikimedia Commons

كان (فيدكون كفيشلينغ) رئيس وزراء النرويج في الحكومة المتحالفة مع النازيين عندما احتلت ألمانيا النرويج خلال الحرب العالمية الثانية. لم تكن سلطة (فيدكون) مستقلة، ولم تكن صلاحياته واسعة، لكنه كان ينفذ جميع المشاريع والمخططات والسياسيات النازية بدون أي تردد. حيث كان داعماً حقيقياً للنازية، فأجبر الأجهزة الأمنية النرويجية على تنفيذ مخطط الألماني، والمعروف باسم ”الحل الأخير“، وهي خطة نازية تهدف إلى معالجة المشكلة اليهودية عن طريق الترحيل القسري والمنظم لليهود من الأراضي التابعة للنازيين، وزجهم في معسكرات الاعتقال والأعمال الشاقة بهدف إبادتهم.

ومن الأمثلة التي تثبت دعم (كفيشلينغ) المطلق للنازية هو إطلاقه حملات تطوعية تهدف إلى دفع الشبان النروجيين للالتحاق بوحدات الـ SS (أو شوتزتافِل)، بالإضافة طبعاً إلى حكم البلاد تحت قيادة الحزب الواحد.

حوكم (كفيشلينغ) في النهاية وأدين بالإعدام نتيجة سياساته الإجرامية. واليوم، تشير كلمة (كفيشلينغ) إلى الخائن، وفي عدة لغات أيضاً وليس في النرويجية فحسب.

المصدر: موقع History Collection



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 05:09
الظهر 12:44
العصر 04:15
المغرب 06:57
العشاء 08:20