وكأن عام 2020 لا تنقصه الأحداث، فقد انطلق موسم خروج حشرات الزيز (cicada) في مناطق شرقي الولايات المتحدة، وهي ظاهرة تتكرر كل 17 عاما تخرج خلالها هذه الحشرات من تحت الأرض ثم تنطلق في أفواج تضم المليارات منها لتغزو الأشجار والأراضي وغيرها، استعدادا للتكاثر.

هذه الحشرات التي تتميز بأعينها الحمراء البارزة وأقدامها الملتوية وأجنحتها الشفافة، قد يثير شكلها الخوف، لكنها مسالمة إذ لا تلدغ ولا تعض ولا تشكل أي خطر أو ضرر على الإنسان. 

ويصدر ذكور الزيز صوتا يتحول إلى ضجيج مزعج نظرا لانبعاثه من مليارات الحشرات، وهدفه جذب شريكة أنثى.

ويشكل الزيز خطرا على بساتين الفاكهة والأشجار بسبب عادات وضع البيض، إذ تضع الإناث كميات هائلة من البيض على أغصان صغيرة، ما يؤدي إلى ضرر ضئيل في الأشجار الناضجة لكنه قد يعوق نمو الأشجار الصغيرة أو يقتلها.

بعيد خروجها من تحت الأرض، تتخلص حشرات الزيز من هيكلها الخارجي

وذكرت جامعة فرجينيا تك في بيان إن ما يصل إلى 1.5 مليون حشرة ستخرج من كل فدان، مشيرة إلى أن سكان مناطق في جنوب ولاية فرجينيا وولايتي ويست فرجينيا ونورث كارولانيا، قد يشهدون هذه الظاهرة الفريدة.

وبعيد خروجها، تتخلص حشرات الزيز من هيكلها الخارجي، وتكون أجنحتها مبللة وتحتاج للانتظار إلى أن تجف قبل أن تتمكن من التحليق ما يجعلها عرضة للحيوانات التي تفترسها مثل الضفادع والراكون والسلاحف وكذلك الطيور.

 لكن المليارات التي تعيش، تقوم بدورها في التكاثر بسلام وتضع بيضها ثم تموت بعد إنجاز مهمتها. وبمجرد أن يفقس البيض، تسقط الحوريات على الأرض حيث تعشش وتتوارى لسنوات عديدة.

عمر الزيز الموسمي يعد من الأطول بين الحشرات، لكنها لا تقضي سوى أيام معدودة تحت الشمس بعد نموها بين 13 إلى 17 عاما تحت الأرض.

تجدر الإشارة إلى أن هناك حشرات زيز تظهر بشكل سنوي أو موسمي، لكن الغياب الطويل للنوع الذي يخرج كل 13 أو 17 عاما لا يزال لغزا لكن العلماء يفترضون أن السبب ربما لتجنب تزامن خروجها مع الزيادة في أعداد مفترسيها.