اثنان أم أربعة.. كيف تستشعر أجسامنا فصول السنة المختلفة؟
اثنان أم أربعة.. كيف تستشعر أجسامنا فصول السنة المختلفة؟

الجمعة | 09/10/2020 - 01:00 مساءً

منذ نعومة أظافرنا ونحن نعرف أن فصول السنة أربعة، إلا أن باحثي كلية الطب في جامعة ستانفورد توصلوا إلى أدلة تشير إلى أن جسم الإنسان لا يستشعر تلك الفصول بالطريقة نفسها التي نراها بها.

ووفقا للدراسة التي نشرتها دورية "نيتشر كوميونكيشنز" (Nature Communications) في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، فقد حاول العلماء دراسة الكيفية التي يستجيب بها جسمنا البشري مع فصول السنة المختلفة.

وفي البيان الصحفي الذي نشرته كلية الطب بجامعة ستانفورد (Stanford School of Medicine)، يقول مايكل سنايدر -رئيس قسم علم الوراثة بالجامعة الباحث الرئيس للدراسة- إن "بيولوجيا الجسم لا تلتزم بقواعد الفصول الأربعة".

وأضاف "لذلك أجرينا دراسة لاختبار وقع هذه الفصول على المكونات الجزيئية لأجسامنا البشرية، وذلك ليتسنى لنا معرفة عدد الفصول ذات التأثير على البيولوجيا البشرية".

تغيرات في الإشارات الجزيئية

أجريت الدراسة على أكثر من 100 مشارك واستمرت 4 سنوات، وأظهرت البيانات التي تم جمعها على مدار تلك الفترة أن الإشارات الجزيئية في الجسم البشري ذات أنماط متغيرة، إلا أن أيا منها لم يتبع تغيرات الطبيعة التقليدية.

لاحظ سنايدر وفريقه أن أكثر من ألف من هذه الإشارات الجزيئية تقل وتزيد على مدار العام، بالأخص خلال فترتين أساسيتين، هما أواخر فصل الربيع مع بداية الصيف، ونهاية الخريف مع بداية فصل الشتاء.

وهو ما يؤكده سنايدر قائلا "هذه هي الفترات الانتقالية الرئيسية التي يكون التغير فيها على أشده، سواء كان في الجسم أم في الهواء".

ولاحظت الدراسة وجود بعض المؤشرات المرضية المرتبطة بهاتين الفترتين الانتقاليتين، مثل ازدياد معدل دلالات الالتهاب في أواخر الربيع، وزيادة ارتفاع ضغط الدم في أوائل الشتاء.

اعلان

لذلك يأمل سنايدر أن تساهم تلك الملاحظات في وضع أسس الصحة الدقيقة وأن تلهم تجارب العلماء السريرية لابتكار الأدوية المستقبلية.

زيادة ارتفاع ضغط الدم يرتبط بأوائل الشتاء (بيكساباي)

دلالات ربيعية

تراوحت أعمار المشاركين بين 25 و75 عاما، وكان نصف العدد المشارك في الدراسة مقاوما للإنسولين، مما يعني أن أجسامهم لا يمكنها معالجة الغلوكوز بالشكل الطبيعي.

قام العلماء بتحليل عينات الدم التي جمعت من المشاركين واحتوت على معلومات جزيئية عن المناعة والالتهابات وصحة القلب وكذلك الأوعية الدموية والتمثيل الغذائي، وغير ذلك. كما تتبع العلماء العادات الصحية والغذائية للمشاركين.

ولاحظ العلماء ارتفاع دلالات الالتهاب في أواخر الربيع والتي تلعب دورا في الحساسية، وكذلك ارتفاع الجزيئات المرتبطة بالالتهاب المفصلي الروماتيدي والتهاب المفاصل التنكسي.

معدلات الجزيئات المرتبطة بالالتهاب المفصلي الروماتيدي ارتفعت في أواخر الربيع (جميس هيلمان – ويكيبيديا)

كما وصل أحد أنواع الهيموغلوبين (HbAc1) -والذي يرتبط بخطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري- إلى أعلى معدلاته في هذه الفترة أيضا، وكذلك بلغ أحد الجينات المنظمة لدورة اليقظة والنوم والمسمى (PER1) ذروته في تلك الفترة.

يرجع سنايدر تفسير السبب في زيادة دلالات الالتهاب في بعض الحالات إلى زيادة عدد حبوب اللقاح، كما يعتقد سنايدر وفريقه أن زيادة مستويات الهيموغلوبين من النوع (HbAc1) -والذي يعكس النظام الغذائي للأشخاص في آخر 3 أشهر قبل إجرائهم للاختبار- في أواخر الربيع جاء نتيجة الإسراف في تناول الطعام أثناء العطلات، مع التراجع العام في ممارسة الرياضة خلال فصول الشتاء.

دلالات أخرى شتوية

مع بداية فصل الشتاء، لاحظ الفريق زيادة جزيئات المناعة المعروفة بمساعدتها في مكافحة العدوى الفيروسية، وكذلك زيادة في الجزيئات المسؤولة عن ظهور حَبّ الشباب، كما كانت معدلات ضغط الدم مرتفعة أيضا في تلك الفترة.

كما لاحظ العلماء وجود اختلافات غير متوقعة في الميكروبات البشرية الموجودة في الأفراد مقاومي الإنسولين عن الأفراد الذين يعالج لديهم الغلوكوز بالشكل الطبيعي.

ووجد العلماء أن أحد أنواع البكتيريا التي تعالج الغلوكوز والمعروفة باسم الفيلونيلا (Veillonella) تكون أكثر في الأفراد مقاومي الإنسولين وذلك على مدار العام، عدا الفترة من منتصف مارس/آذار حتى أواخر يونيو/حزيران.

معدلات هيموغلوبين (HbAc1) ازدادت في أواخر الربيع نتيجة الإسراف في الطعام (بيكساباي)

وسيتيح الحصول على المزيد من هذه البيانات المتعلقة بالجزيئات الحيوية التي تزداد وتقل على مدار العام فهْم تقلبات الجسم البشري، ومن ثَم وضع التنبؤات المستقبلية التي تهتم بالصحة.

وهو ما يشير إليه ريزا سايلاني -المؤلف الأول للدراسة- قائلا "على سبيل المثال، يمكننا تتبع حبوب اللقاح التي تزداد في أوقات معينة من العام وربطها بأنماط الإشارات الجزيئية الخاصة بكل فرد، وذلك لمعرفة أسباب الحساسية التي يعانيها ذلك الشخص".

المصدر : الصحافة الأميركية



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:10
الظهر 11:44
العصر 03:15
المغرب 05:56
العشاء 07:19