بشر خارقون حقيقيون بقدرات تفوق الإنسان الطبيعي.. من هم وأين يعيشون؟
بشر خارقون حقيقيون بقدرات تفوق الإنسان الطبيعي.. من هم وأين يعيشون؟

الخميس | 15/10/2020 - 09:46 صباحاً

يتمتع بعض الأشخاص بقدرات تفوق بكثير قدرات الإنسان الطبيعي، بما في ذلك الرؤية تحت الماء ومقاومة البرد وتحمل الألم.

في تقرير نشرته مجلة "ساينس فوكيس" (Science Focus) البريطانية، استعرضت الكاتبة كاث نايتنجال قائمة بأبرز القدرات الخارقة التي يتمتع بها بعض البشر الخارقين ويمارسونها في الحياة الواقعية.

الرؤية تحت الماء

تتكيف أعيننا مع الحياة على سطح الأرض، مما يعني أنه عندما نسبح تحت الماء دون نظارات واقية، لا نرى الأشياء إلا بشكل ضبابي، ولكن الأطفال في قبيلة الموكين الذين يتعلمون السباحة قبل أن يتمكنوا من المشي، يمكنهم الرؤية جيدا بما يكفي لجمع الأصداف وخيار البحر والمحار من قاع البحر.

وهناك ما يقرب من ألفين إلى 3 آلاف من الموكين يعيشون في بحر أندامان، على سواحل بورما وتايلند، ويقدر الباحثون في جامعة لوند بالسويد أن أطفال قبيلة الموكين يتمتعون بأكثر من ضعفي الوضوح البصري تحت الماء مقارنة بالأطفال الأوروبيين، على الرغم من أنهم يتمتعون بحدة البصر ذاتها على سطح الأرض.

في الواقع، يحافظ الموكين على تركيزهم تحت الماء عن طريق تضييق بؤبؤ العينين وتغيير شكل عدسة العين، كما وجد الباحثون أنه يمكن تدريب الأطفال الأوروبيين على الرؤية مثل الموكين، ولكن من الصعب معرفة ما إذا كان أطفال شعب الموكين يتعلمون الرؤية بشكل أفضل منذ صغرهم أو ما إذا كان نموهم يلعب دورا في ذلك.

مقاومة البرد

في قمم جبال الهيمالايا، توجد روايات عن رهبان يمارسون التنفس والتأمل لرفع درجة حرارة أجسامهم إلى الحد الذي يمكّنهم من تجفيف ملاءات مبللة ملفوفة حول أجسادهم، وإطلاق البخار في الهواء المتجمد.

وقد تثبت باحثون من الولايات المتحدة وسنغافورة من هذه الادعاءات من خلال قياس درجات حرارة قلب وأطراف الرهبان، وأثناء القيام بذلك، طلبوا منهم ممارسة أساليب التنفس إما مع التأمل أو دونه، وقد اكتشف الباحثون أنه على الرغم من أن التنفس يمكن أن يرفع درجة حرارة الجسم، فإن ممارسة التأمل يضاعفها حتى تبدو كالحمى المعتادة.

إذن ما فائدة أن تكون قادرا على رفع درجة حرارة جسمك؟ في الحقيقة، يعد التكيف مع البيئات الباردة أمرا جليا، لكن درجات حرارة الجسم المرتفعة ترتبط أيضا بالأداء المعرفي الأفضل والمناعة القوية.

بعض الرهبان في جبال الهيمالايا يمارسون التنفس والتأمل لرفع درجة حرارة أجسامهم ومقاومة البرد (شترستوك)

الغوص الحر

شعب الباجاو هم مجموعة من البدو الرحل الذين يعيشون على سواحل شرق إندونيسيا والفلبين وشرق ماليزيا. في الواقع، يقضي غواصو الباجاو حوالي 5 ساعات في اليوم تحت سطح الماء، ويغطسون إلى أعماق تصل إلى حوالي 8 أمتار، وحتى 30 مترًا، لدقائق في كل مرة، مع أخذ استراحة قصيرة فقط بين كل عمليتي غطس.

يُذكر أن تعديلات فسيولوجية تحدث معهم، بما في ذلك "استجابة الغطس" التي تبطئ القلب، وتدفع الدم نحو القلب والدماغ والعضلات العاملة، وتخرج الأكسجين من الرئتين قبل الغطس، كما ينقبض الطحال، مما يدفع خلايا الدم الحمراء الحاملة للأكسجين إلى مجرى الدم.

الباجاو ليسوا الوحيدين الذين يتمتعون بهذه القدرة، فهناك مجموعات أخرى، على غرار الأما اليابانيين (Japanese Ama) الذين يستطيعون الغوص إلى أعماق أكبر، كما تشهد رياضة الغوص الحر غوص المنافسين إلى أعماق تصل إلى 100 متر.

الركض بسرعة فائقة

أصبح الجري بقدمين حافيتين في الآونة الأخيرة أمرا مألوفا، ولكن شعب قبيلة تاراهومارا، الذين يعيشون في شمال غرب المكسيك، كانوا يفعلون شيئا مشابها لأجيال، وكانوا مصدر إلهام للكتب التي تناولت هذا الموضوع، ولقد أذهلوا العالم بقدرتهم على الركض لمسافة تصل إلى 320 كيلومترا (200 ميل) في يومين، وهم يرتدون الصنادل التقليدية.

لا أحد يعرف حقا سبب امتلاكهم لهذه البراعة الرياضية الخارقة على ما يبدو، وقد يعود ذلك إلى كونهم عاشوا تقليديا منفصلين عن بعضهم بعضا، لذلك أصبح الجري بين المناطق المتباعدة ضروريا للتواصل.

علاوة على ذلك، قد يلعب نظامهم الغذائي، الذي يتكون في الأساس من الفاصوليا والذرة والخضروات، دورا مهما، كما أنهم يشربون مزيجا من الماء والليمون الحامض وبذور الشيا والسكر، وهو مزيج غني بالأوميغا 3 والبروتين ومضادات الأكسدة.

بشكل عام، يتميز شعب تاراهومارا بانخفاض مستويات الكوليسترول في الدم، وانخفاض معدلات الإصابة بأمراض القلب والسكري، ولكن الوجبات السريعة بدأت بالتسلل إلى أنظمتهم الغذائية، وبالتالي، ستتزايد معدلات السمنة وارتفاع ضغط الدم.

تحمل الألم

ما الذي قد يكون أكثر إيلاما من لدغة الحشرات الموجعة التي يعرفها الإنسان؟ أن تلدغك الكثير من تلك الحشرات مرة واحدة لمدة 10 دقائق، في الواقع، هذا ما يفعله المراهقون من قبيلة الساتيري ماوي في منطقة الأمازون البرازيلية بما يصل إلى 20 مرة قبل أن يتم اعتبارهم رجالا.

وتتضمن الطقوس وضع مئات من النملة الرصاصة (رصاصة النمل) في قفازات مصنوعة من سعف النخيل، وعندما يستيقظ النمل، يُدخل الصبي يديه، ويتلقى مئات اللدغات من النمل الذي يقوم بحقن سم يسمى بونيراتوكسين في جلده.

في الحقيقة، يمنع سم البونيراتوكسين الاتصال بين الخلايا العصبية، مما يسبب شللا مع ألم شديد في جميع أنحاء الجسم يستمر لمدة قد تصل إلى 24 ساعة. ويُطلق على هذا النمل اسم رصاصة النمل، لأن من يتلقى لدغته كأنه أصيب برصاصة.

غير أن هناك خطا رفيعا بين الشلل والألم، وقد أشارت الدراسات التي أجريت على الفئران إلى أنه يمكن استخدام مادة البونيراتوكسين كمسكّن للألم، كما يجري التحقق بشأن هذه المادة كمبيد حشري، لذلك، ربما يكون شعب الساتيري ماوي قد نبه العالم إلى مادة كيميائية مفيدة.

المصدر : الصحافة البريطانية+ الجزيرة نت



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 05:09
الظهر 12:44
العصر 04:15
المغرب 06:57
العشاء 08:20