يلمسك شخص ما لمسة خفيفة وسريعة على خاصرتك أو قدمك أو كتفك، ثم تبدأ فجأةً بالضحك والقهقهة. إنه شعور الدغدغة، ولكن ما سببه؟ ولماذا يضحك بعضنا بشدة عندما يدغدغه أحدهم والبعض الآخر لا؟
كما أن بعضنا قد يبدأ بالقهقهة من لمسة خفيفة ولكن البعض الآخر يحتاج كثيراً من الدغدغة حتى يضحك. ما هي الدغدغة إذن، ولماذا يختلف رد الفعل الناتج عنها من شخص لآخر؟
دعنا نعرفك أكثر عن طبيعة الدغدغة وأسبابها وأنواعها وما إذا كان بإمكاننا السيطرة عليها أم لا.
في الحقيقة لا يوجد سبب واحد يفسر لماذا بعضنا يقهقه عندما يتدغدغ والبعض لا، ولكن هناك بعض الفرضيات التي قد تنطبق على الجميع.
بعض هذه الفرضيات تقول إن القابلية للدغدغة ليست أكثر من آلية دفاع عن النفس يتّبعها الجسم لحماية مناطق معينة به عندما يلمسها شخص آخر. أما الفرضية الثانية فهي أن إبداء رد فعل تجاه الدغدغة، من شأنه أن يوطد العلاقات والأواصر الاجتماعية من خلال الضحك أو القهقهة.
وجد العلماء أن الدغدغة تحفز منطقة في الدماغ تدعى "ما تحت المهاد" Hypothalamus، وهي المنطقة المسؤولة عن ردود فعلك العاطفية واستجاباتك للقتال أو الهروب أو الألم. عندما تشعر بالدغدغة، قد تضحك ليس لأنك تستمتع؛ بل لأنك تواجه استجابة عاطفية أوتوماتكية. هذا ما يفسر أنه غالباً ما تحاكي حركات جسم الشخص الذي يتعرض للدغدغة حركات شخص يعاني ألماً شديداً.
كما أظهرت أبحاث سابقة، أن كلاً من مُستقبِلات الألم واللمس يتم تحفيزها أثناء الدغدغة، وأن الناس يضحكون بالقدر نفسه من الضحك سواء تعرضوا للدغدغة من قِبل شخص أو بواسطة آلة.
إذا كانت الدغدغة نتيجة للمس أجزاء معينة في الجسم، فلماذا لا تشعر برغبة في الضحك عندما تقوم بدغدغة نفسك؟ حتى عندما تلمس المناطق من جسمنا التي نضحك عندما يلمسها أحدهم؟
في الحقيقة إن الدماغ يعي تماماً ما الذي يحصل وما نريد القيام به ودوافعنا له، ويميز بينه وبين ما يريد شخص آخر فعله، كما أن الدماغ قادر على التنبؤ مسبقاً بما سينتابك من مشاعر عندما تضع يدك على تلك المنطقة من جسمك التي عادة ما تدغدغك، لذا لن يبدي أي رد فعل عندما تضع يدك عليها.
صنف الباحثون الدغدغة لنوعين رئيسيين:
بالإمكان تخمين بعض المناطق الأكثر عرضة للدغدغة في أجسامنا وهي: منطقة البطن وجانبي الجسم فوق الخصر وتحت الإبط وباطن القدمين والعنق.
يعتقد مؤيدو الفرضية التي تعتبر القابلية للدغدغة آلية دفاعية عن النفس، أن السبب هو أن هذه المناطق هي الأكثر ضعفاً وحساسية في الجسم، لذلك فإن جسدنا يستجيب تلقائياً؛ لحمايتها عند محاولة أحدهم لمسها أو إيذاءها، لذلك هي أكثر قابلية للدغدغة.
بشكل عام لا يبدأ الطفل الرضيع بالضحك بشكل واضح قبل بلوغه 4 أشهر، ولا يبدأ بإبداء رد فعل تجاه دغدغته، قبل بلوغه 6 أشهر.
ولكن يعتقد الباحثون أن الطفل يشعر بالدغدغة بالفعل حتى قبل أن يتمكن من إظهار رد الفعل الطبيعي تجاهها ولكنه ببساطة لا يدرك مصدر ما يحدث ولا يستطيع ربطه بالعالم الخارجي أو بحواسه.
ومع أن دغدغة الطفل ومحاولة إضحاكه قد تساعدان على تقوية الروابط بين الأهل والرضيع، إلا أن الخبراء لا ينصحون بدغدغة الطفل وإضحاكه بشدة قبل أن يكبر بما فيه الكفاية؛ ليتمكن من إبداء رد فعل صحيح عندما يريد أن يتوقف الأهل عن دغدغته، فقد يضحك الرضيع كرد فعل إلا أن الأمر قد لا يكون ممتعاً بالنسبة له ولكنه لا يستطيع التعبير للأهل عن ذلك.
لا شك بأنك ترغب أحياناً في السيطرة على نفسك عندما يحاول أحدهم دغدغتك بشدة؛ لتجنب المواقف المحرجة والضحك الشديد الذي قد يصل لدرجة البكاء. وقد تكون ببساطة تشعر بالانزعاج عندما تتدغدغ. فهل هناك طريقة للسيطرة على الشعور بالدغدغة والتحكم في رد الفعل تجاهها؟
يؤسفنا أن نخبرك بأنه لا يوجد طريقة مُثبتة للسيطرة على الشعور بالدغدغة، ولكن توجد بعض الأساليب التي من الممكن أن تساعدك على الحد من رد فعلك تجاهها، مثل محاولة التفكير في أمور أخرى أو محاولة كتم الضحك والسيطرة على ردود الفعل ذهنياً.
رغم أن الضحك يعتبر عادةً دليلاً على السعادة والاستمتاع، فإن الضحك الناتج عن الدغدغة ليس بالضرورة كذلك. لذا إن كنت ترغب في أن تدغدغ شخصاً ما، فعليك أن تراعي الأمور التالية:
المصدر: عربي بوست
الفجر | 05:14 |
الظهر | 11:49 |
العصر | 02:39 |
المغرب | 04:58 |
العشاء | 06:24 |