ما يقرب من ثلثي سكان العالم يستخدمون الإنترنت، لكن قليلين منهم يوظفونه بشكل مثالي لمساعدتهم في مواجهة مشكلات حياتهم اليومية، كما يفعل توبا كوراغ (Toba courage).

هذا المصور و"اليوتيوبر" النيجيري الشاب المقيم في لندن، بابتسامته الدائمة وشخصيته الديناميكية المثابرة وموهبته في البحث عن حلول، استطاع أن يتحدى الفقر والجوع والتشرد، ويقدم لكل شاب مهاجر في أوروبا وصفة ذهبية للتصدي لما قد يعترضه من صعوبات معيشية، بالتفكير خارج الصندوق، مستفيدا مما تتيحه شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي من فرص ومعلومات، بدلا من اليأس والإحباط.

من خلال تجربة فريدة وربما غير مسبوقة، للعيش بغذاء صحي من أكبر المتاجر والمطاعم، واستحمام في أرقى الفنادق والمراكز الرياضية، وصولا إلى السياحة عبر أوروبا، بتكلفة لا تتعدى جنيها إسترلينيا واحدا في اليوم، وبأفكار حيوية وخلاقة ودون تسول أو سرقة أو خداع، حتى حصدت بعض مقاطعه التي تقدم دليلا لخوض الحياة في واحدة من أكثر المدن ازدحاما وأغلى أسعارا في العالم، على موقع "يوتيوب" قرابة 12 مليون مشاهدة، وكسبت قناته أكثر من 800 ألف مشترك.

تحدي الطعام

لو اقتصر تحدي كوراغ على مجرد شراء 3 وجبات من الطعام لا تتعدى تكلفتها جنيها إسترلينيا واحدا وتكفي لسد رمقه طوال اليوم، لاعتبر ذلك نجاحا. لكنه يأبى إلا أن يحصل على أفضل طعام وشراب صحي ممكن، من أكبر المتاجر والمطاعم، بهدوء وتدبير وتخطيط واثق يثير الإعجاب.

لبراعته في الاستفادة من التطبيقات، والبحث عن الفرص، ومتابعة العروض المجانية والسلع رخيصة الثمن على الإنترنت وجمعه للقطع الإضافية المتاحة دون مقابل لرواد المتاجر والمقاهي والفنادق والمطاعم والمخابز، كالملح والفلفل والكاتشب والزبدة، وحتى الصابون والعطور.

فنراه يُعد فطوره المكون من الخبز (يعتبره هو والبيض الرهان الأكثر أمانا) والشوفان والمربى والأفوكادو، بأرخص الأسعار، من أحد أكبر محلات المواد الغذائية.

ثم يلتقط قهوته المجانية من "كوستا" -لتنزيله التطبيق الخاص بهم- مستعيرا بعض الماء الساخن لتحضير الشوفان. وبعد الظهر يذهب ليستبدل باقي الخبز بطعام لغدائه من متجر يقبل بنظام المقايضة، تصل إليه عن طريق الإنترنت. فيعود بخبز وفاصوليا مطبوخة. ثم يختتم يومه الذي لم يكلفه غير جنيه واحد، بعشاء من باقي الخبز ومربى الفراولة.

وبتنزيل التطبيقات والركض بالدراجة، سيواصل توبا الحصول على مزيد من الطعام، وأجنحة الدجاج المقلية والبيتزا، ويرقص بزلاجته فرحا بعد كل نجاح.

تحدي المأوى

في خوضه لتحدي العناية بنفسه من ناحية الاستحمام والنظافة والرياضة والترفيه والمأوى، يتفتق ذهن توبا عن فكرة جمع العملات الصغيرة التي تتخلف عن مستخدمي ماكينات بيع التذاكر، عندما يكونون في عجلة من أمرهم، وينجح في جمع 80 جنيها إسترلينيا من أول جولة.

ليبدأ بعدها في تفعيل موهبة الاستخدام الذكي للإنترنت لشراء مستلزمات الاستحمام، ويستفيد من العروض المجانية للصالات الرياضية التي تضمن له يوما حافلا بالتدريب والرفاهية.

يعقبه بزيارة مجانية لأحد أكبر محلات العطور، لينال نصيبه من عيناتها المتاحة مجانا. وينهي يومه برقصة الزلاجة قبل أن ينام على أريكة مجانية ظفر بها من أحد مواقع الإنترنت.

وبعد أن يعجز بطلنا توبا عن بيع دراجته لتوفير الطعام والعناية الشخصية والمأوى، يسعفه أحد مواقع الإنترنت بفرصة لإعادة تدوير شاشة تلفاز استغنى عنها أحدهم، فيطير لاقتناصها وبيعها بـ 18 جنيها إسترلينيا، كانت كافية للاستفادة بعرض سخي من مركز للسباحة والساونا، أعقبه بـ3 وجبات جاهزة لم ينس نصيب أصدقائه منها، ليختتم بخصم جيد على خيمة صغيرة وفرت له المأوى.

تحدي السياحة

بعد أن صال كوراغ وجال في جميع مدن إنجلترا الكبرى، شاهرا تحدي الطعام والمأوى بتكلفة لا تتجاوز جنيها واحدا في اليوم. قرر أن يحطم قواعد السياحة القاصرة على القادرين، منطلقا من لندن إلى إسبانيا وألمانيا وهولندا والسويد، حتى كوبنهاغن عاصمة الدانمارك البلد المكلف للغاية. ليواصل بأسلوبه الدافئ الودود تقديم معلومات قيمة عن كل ما يلزم للسياحة الشبابية الرخيصة في هذه البلدان.

إلهام الآخرين

في النهاية يبدي توبا سعادة بالغة، أولا لتلقيه "أطنانا من الرسائل"، من المعجبين بأسلوبه في التدبير عند الضرورة. وثانيا لإلهامه الآخرين لتكرار خوض تحديه للحصول على الطعام بأقل تكلفة، مثلما فعلت متابعته "ياسمين"، التي نزلت إلى الحلبة وفازت بـ3 وجبات من الحساء والبطاطس المقلية والأرز والفاصوليا عن طريق العروض والتطبيقات، بجنيه واحد فقط.

المصدر : مواقع إلكترونية