«فص ملح وذاب».. 5 حالات اختفاء جماعي غامضة!
«فص ملح وذاب».. 5 حالات اختفاء جماعي غامضة!

الخميس | 21/04/2022 - 12:30 مساءً

التاريخ مليء بالغموض والإثارة، وربما يتجه البعض لنظريات المؤامرة لتفسير الأحداث الغامضة، ومنها حوادث الاختفاء الجماعي التي أصبحت أرضًا خصبة لنمو هذه النظريات، طالما أن الألغاز وراء حالات الاختفاء لا تزال قائمة ولم تُحل بعد. وفي السطور التالية، نتناول بعض حالات الاختفاء الجماعي الغامضة التي لم تُحل حتى الآن.

1- حضارة وادي السند.. كارثة طبيعية تخفي شعب الهارابان

هذه الحكاية عن اختفاء حضارة بأكملها، حضارة وادي السند. كانت بدايات ظهور الحضارة قبل الميلاد بـ7 آلاف عام تقريبًا. واعتقد العلماء أن تعداد الحضارة وصل إلى 5 ملايين نسمة، وامتدت أراضيها لحوالي ألف و500 كيلومتر على طول ضفاف نهر السند، وتمركزت الحضارة حول أنقاض مدينتي موهينجو دارو القديمة وهارابا، فيما يعرف اليوم بباكستان.

بدأت حضارة وادي السند في الانهيار عام 1800 قبل الميلاد، واختفى سكان المنطقة «الهارابان»، وقد وضع العلماء عدة نظريات حول هذا الاختفاء الغامض. إحدى هذه النظريات تعزي الاختفاء إلى الغزو الآري ما بين أعوام 1800 و1500 قبل الميلاد، حينما هاجم الآريون وهم قبيلة بدوية هندوأوروبية، سكان وادي السند. ووُضع هذا الافتراض بعد العثور على العديد من الجثث غير المدفونة في موقع موهينجو دارو الأثري في عام 1944، فرُجح أنهم ماتوا في مذبحة عنيفة أثناء الدفاع عن المدينة.

ولكن العلماء رفضوا هذه النظرية لعدم عثورهم على أسلحة وبسبب غياب أي آثار اعتداءات عنيفة عليهم، ولذا فالاحتمال الأرجح أنهم ماتوا بسبب مرض ما، وقالوا إن ثقافة هارابان جرى استيعابها أثناء هجرة الشعب الآري إلى شمال غرب الهند، فيما يعرف بنظرية الهجرة الهندية الآرية.

موقع موهنجو دارو الأثري

كما ذهبت نظرية أخرى إلى وقوع كارثة طبيعية، إما تغير المناخ الذي قلل سقوط الأمطار ما أدى إلى جفاف نهر ساراسواتي؛ ما أجبر جميع السكان على الهجرة من وادي السند لينشئوا قرى صغيرة أخرى ومزارع معزولة، وإما أن فيضانًا هائلًا ضرب المنطقة.

وأفاد الباحث البريطاني ديفيد دافنبورت الذي درس الكتابات القديمة، أن هناك أدلة على الإشعاع واندماج المواد، وكلها تشير إلى تعرض مفاجئ ومكثف للحرارة الشديدة، وخلص إلى أن ما يشبه ضربة نووية متعمدة تسببت في انفجار دمر حضارة وادي السند. وقد رجح هذه النظرية البروفيسور أنطونيو كاستيلاني، مهندس فضاء إيطالي، واقترح أن المدينة القديمة قد طمسها انفجار سلاح قديم يشبه القنبلة الذرية.

2- سكان مستعمرة رونوك.. ضحايا لقبيلة أخرى أم هلكوا في المحيط؟

كانت مستعمرة جزيرة رونوك – في ولاية نورث كارولينا حاليًا – واحدة من أولى المستعمرات التي أنشأها المستوطنون الإنجليز في شمال أمريكا، ووصل إليها 115 مستوطنًا إنجليزيًّا في عام 1587. اكتشف عمدة المستعمرة، جون وايت، اختفاء كافة سكان المستوطنة بعد عودته إلى الجزيرة بعد غياب دام ثلاث سنوات، في رحلة إلى بريطانيا لإحضار موارد وطلب إرسال المزيد من السكان، ولكن العمدة تأخر على المستعمرة بسبب اندلاع الحرب بين إنجلترا وإسبانيا، وعند عودته اكتشف أن المستوطنة بأكملها هُجرت، واختفى سكانها، ومنهم زوجته وابنته وحفيدته.

مستعمرة رونوك المفقودة

مستعمرة رونوك المفقودة. مصدر الصورة

كل ما عثر عليه وايت كان كلمة «CROATOAN»، وحروف «CRO» محفورين على الأشجار، وهو ما أشار إلى أن سكان المستوطنة قتلتهم قبيلة كروتوان من السكان الأصليين، والتي عاشت جنوب المستعمرة.

تشير نظريات أخرى إلى أن تأخر وايت لمدة ثلاث سنوات في العودة كان دافعًا للمستوطنين للعودة إلى أوروبا، لأنهم اعتقدوا أن حاكمهم تخلى عنهم، ووفقًا لهذه النظرية، فقد أبحر المستوطنون وضلوا في البحر وهلكوا في المياه الجليدية أو ربما قتلهم الإسبان.

هناك نظرية أخيرة، يقول المؤمنون بها إن المستوطنين اندمجوا مع السكان الأصليين في جزيرة كروتوان، أو ربما لجأوا إلى حصن قديم غرب المستوطنة، وتبنى الكثيرون هذه النظرية بعد أن عثر علماء الآثار على أجزاء من الفخار الإنجليزي المبكر في الجزيرة، وأوضحوا أنها ربما تعود إلى سكان رونوك، أما المخالفون للنظرية فيقولون إن هذه الآثار ربما تركها المستعمرون من جيمستاون، المستعمرة التي تأسست عام 1607.

3- سفينة «ماري سيليست».. سفينة بلا طاقم ولا ركاب

في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1872 أبحرت السفينة التجارية «ماري سيليست» من ولاية نيويورك الأمريكية إلى جنوة الإيطالية، على متنها القبطان بنجامين بريجز، وعائلته وطاقم السفينة. وفي ديسمبر (كانون الأول)؛ أي بعد مرور شهر تقريبًا، عُثر على السفينة منجرفةً بلا هدف وبدون طاقم أو أي علامة على الحياة، قبالة ساحل جزر الأزور غربي البرتغال. كانت حمولة السفينة بأكملها وإمدادات الطاقم لا تزال على متنها بالإضافة لطعام يكفي لمدة ستة أشهر.

بنجامين بريجز وزوجته وابنته

بنجامين بريجز وزوجته وابنته

أثيرت التكهنات حول مصير ركاب السفينة، ففي البداية غلب الظن أن السفينة قد تعرضت لهجوم القراصنة، ولكن هذا الاحتمال أُلغي بعد العثور على حمولة السفينة بكامل إمداداتها.

طال الشك طاقم سفينة «دي جراشا» الذين عثروا على سفينة «ماري سيليست»، وشُكَّ أنهم تظاهروا بالعثور على السفينة بعد قتل كل من فيها ليكسبوا أموال التأمين على السفينة، أو أنهم تآمروا مع طاقم السفينة «ماري سيليست» ليُزوِّروا وفاتهم ويتقاسموا أموال التأمين معهم.

واعتقد البعض أن حادثة الاختفاء الجماعي لركاب السفينة دليلٌ على واحدة من عمليات اختطاف عديدة من الفضائيين لسكان الأرض. أو أن السفينة تعرضت لكارثة طبيعية في عرض البحر، مثل إعصار، ما دفع الطاقم وجميع الركاب، 10 أشخاص، إلى ركوب قارب النجاة الوحيد على متن السفينة، ليتركوها ويُبحروا وربما غرقوا بعدها. ولكن يدحض هذا التفسير أن السفينة كانت بلا أضرار.

4- سفينة «يو إس إس سايكلوبس».. لا حطام ولا أطلال

ما بين غرقها في مثلث برمودا، وابتلاع الوحوش البحرية العملاقة لها، واختطاف الفضائيين، والانجراف إلى قلب المحيط، تتفاوت النظريات عن اختفاء سفينة «يو إس إس سايكلوبس».

بطول 165 مترًا وأكبر سفينة آنذاك في البحرية الأمريكية، غادرت البرازيل في فبراير (شباط) 1918، وعلى متنها ما يقرب من 11 ألف طن من معدن المنجنيز، ثم سافرت إلى بربادوس، جزيرة من جزر الأنتيل الصغرى، لتجدد إمداداتها لرحلة طويلة إلى بالتيمور، مدينة على الساحل الشرقي لأمريكا.

وبحلول 4 مارس (آذار) كان هناك تأكيد أن السفينة كانت قبالة سواحل بربادوس، ثم توقف الاتصال فجأة، واختفت السفينة بكل بساطة مع أكثر من 300 شخص على متنها، دون إرسال أي إشارة استغاثة أو طلب مساعدة، ولم يعثر على أي حطام أو أطلال للسفينة، ما دحض فكرة تحطُّمها بهجوم من الغواصات الألمانية المُعادية؛ لأن السفينة استخدمت في نقل الفحم حول العالم، ونقلت القوات الأمريكية والوقود خلال الحرب العالمية الأولى.

سفينة يو إس إس سايكلوبسسفينة «يو إس إس سايكلوبس»/ مصدر الصورة

5- السفينة «نينا».. ابتلعتها العاصفة، ولكن أين الحطام؟

السفينة «نينا» بعمر 85 عامًا، اختفت عام 2013 في بحر تسمان بين أستراليا ونيوزيلندا، بعد تاريخ حافل بدأته بالفوز في سباق «نيويورك إلى إسبانيا» بعد شهر واحد فقط من إطلاقها.

يملك السفينة ديفيد دايتشي، الذي خطط لأخذ قاربه الثمين من نيوزيلندا إلى نيوكاسل بأستراليا، وبدأ دايتشي وزوجته وابنه وطاقمه المكون من أربعة أفراد رحلتهم في 29 مايو (أيار) 2013، كان من المفترض أن تصل السفينة في غضون ثمانية إلى 10 أيام، ولكن هذا لم يحدث. وبعد عدة أيام من الأمل في أن يكون الطقس الماطر والرياح هي المسؤولة عن التأخير، أطلقت سلطات نيوزيلندا في 12 يونيو (حزيران) عملية بحث بحري كبرى.

كان آخر تواصل مع السفينة حينما اتصل أحد أفراد الطاقم في 4 يونيو ليتحدث مع بوب مكدافيت، عالم الأرصاد الجوية النيوزيلندي، لسؤاله عن الوجهة التي ينصح أن تتجه إليها السفينة مع توقُّعهم لمناخ جوي قاسٍ، وعلى الرغم من الجهود المكثفة لتحديد مكان السفينة وطاقمها، فشلت جميع المهام، وتوقف البحث بعد شهر، ولا يزال القارب مفقودًا رسميًّا حتى الآن.

 

المصدر: ساسة بوست



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:39
الظهر 12:39
العصر 04:17
المغرب 07:11
العشاء 08:38