جورج كرزم
خاص بآفاق البيئة والتنمية
يجهل الكثيرون، ومنهم المزارعون والمرشدون الزراعيون، الأسباب الحقيقية الكامنة وراء إصابة المزروعات بالآفات والأمراض الزراعية، وبالتالي فهم ينزلقون بسهولة إلى استخدام المبيدات الكيميائية المُمْرِضَة والقاتلة، لمكافحة النتائج والأعراض المرضية الظاهرية، دون المساس بجوهر الأسباب التي أدت إلى إصابة المزروعات بالأمراض والآفات.
لكن، لو حاولنا البحث بعمق أكبر عن أسباب إصابة المزروعات بالآفات والأمراض، لأمكننا معالجة هذه الأسباب، والعمل على منعها أو تخفيف حدتها أصلا، وبالتالي التقليل من أو منع إصابة المزروعات بالآفات. وعندئذ، لا لزوم لاستخدام طرق المكافحة الكيميائية التي تعالج أساسا النتيجة، أي المرض وليس السبب. ناهيك عن أن المكافحة الكيميائية، تعد حربا خاسرة، نظرا لكون الآفات الزراعية سريعة التكيف، وهي تمتلك قدرة عالية على توليد مناعة ضد المبيدات، الأمر الذي يدخلنا في حلقة مفرغة وقاتلة، وهو ما يعرف بدوامة الآفات.
وهنا، نتساءل: لماذا تصيب الآفات المزروعات؟
بإمكاننا تلخيص الإجابة على هذا السؤال المفصلي بما يلي:
أولا: تهاجِم الآفات المزروعات بسبب نقص أو غياب المُفْتَرِسات الطبيعية التي تفترس هذه الآفات، وتتغذى عليها. ويعود النقص في المفترسات، أو ما يعرف بالأعداء الطبيعيين، إلى استخدام المبيدات الكيميائية التي تعمل على قتل هؤلاء الأعداء، فضلا عن غياب البيئة الطبيعية المناسبة والمتوازنة لهؤلاء الأعداء الذين يحتاجون إلى بيئة خاصة بهم، تمكنهم من مهاجمة الآفات.
ثانيا: تفتك الآفات بالمزروعات بسبب زراعة كميات كبيرة من محصول واحد، حيث تشكل هذه المحاصيل الأحادية غذاء جيدا وسهلا للآفات.
الفجر | 05:16 |
الظهر | 12:27 |
العصر | 03:47 |
المغرب | 06:17 |
العشاء | 07:38 |