نشرت مجلة "ذا هيلثي" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن أبرز الأسباب التي تفسر كثرة التبول، بالإضافة إلى بعض العلاجات ومتى ينبغي استشارة الطبيب.



وقالت المجلة إن متوسط عدد مرات التبول في اليوم يختلف من شخص لآخر، لكن معظم البالغين يحتاجون للتبول من خمس إلى سبع مرات في اليوم، يكون معظمها خلال فترة النهار. وقد أكدت اختصاصية المسالك البولية ميليسا لودانو أن تجاوز ذلك العدد لا يعني بالضرورة وجود مشكلة صحية.  

أسباب كثرة التبول

أوضحت المجلة أن كثرة التبول تعني التبول بما يزيد عن ثماني مرات في اليوم، أو الحاجة للاستيقاظ من النوم عدة مرات للذهاب إلى المرحاض ليلاً. وتشمل أسباب كثرة التبول أبسط الأمور مثل شرب القهوة، إلى وجود أعراض مصاحبة لأمراض خطيرة. وفيما يلي، قائمة بالأسباب الشائعة وغير الشائعة التي تفسر الحاجة الملحة للتبول عدة مرات. 

شرب الكثير من السوائل

وفقا للأستاذة المتخصصة في المسالك البولية كريستي بوراوسكي، فإن "كل ما يدخل الجسم لا بد من أن يخرج، ما يعني أن شرب الكثير من السوائل يؤدي بطبيعة الحال إلى زيادة وتيرة التبول".
 

وأكدت المجلة أن النظام الغذائي له أثر مباشر على أنماط التبول. فبعض الأطعمة التي يستهلكها الإنسان يوميا قد تزيد من الحاجة للتبول، مثل المشروبات الغنية بالكافيين المعروف بكونه مدرًا للبول، والأطعمة والمشروبات الحمضية التي تحتوي على حمض الستريك، والطعام الحار، وحتى مكملات الفيتامين "سي". في هذه الحالة، يكون الحل بسيطا وهو التقليل من الكميات المستهلكة من الطعام المدر للبول.

التهابات المسالك البولية

تصيب التهابات المسالك البولية كلا من الرجال والنساء. لكن الإناث يكن أكثر عرضة لها خاصة قبل انقطاع الطمث. تصيب هذه الالتهابات أعضاء الجهاز البولي، بما في ذلك الكلى والمثانة والحالب والإحليل. وتقول الدكتورة بوراوسكي إن هذه الالتهابات هي أول المسببات التي يجب التحقق منها عند ملاحظة تكرار التبول. وتعد البكتيريا المسبب الأول لعدوى المسالك البولية بنسبة 85 بالمئة، ويمكن علاجها بالمضادات الحيوية. 

التهاب المثانة الخلالي

يعد التهاب المثانة الخلالي حالة مزمنة غالبًا ما تصيب النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 20 إلى 40 عامًا. توضح لودانو أنه "من الشائع جدًا الخلط بينه وبين عدوى المسالك البولية، ولكنه لا يظهر بسبب نمو البكتيريا، بل نعتقد أنه اضطراب في بطانة المثانة يجعل امتلاء المثانة مصحوبًا بإحساس بالألم".

وغالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بهذا الالتهاب من حالات أخرى مثل التهاب بطانة الرحم أو الألم العضلي الليفي أو الآلام المزمنة أو متلازمة القولون العصبي، أو القلق والاكتئاب.

الحمل

في المراحل المبكرة من الحمل، يكون سبب التبول المتكرر ناتجًا عن زيادة مستوى هرمون موجهة "الغدد التناسلية المشيمائية البشرية". ومع تقدم أشهر الحمل، يضغط الجنين المتنامي على مثانة أمه، مما يتسبب بدوره في الحاجة إلى إفراغ المثانة بشكل متكرر. وإذا لم يكن هناك سبب للاشتباه في وجود عدوى المسالك البولية، التي يصاحبها عادةً شعور بالحرقة والألم، فلا داعي للقلق.
 

لكن إذا شعرتِ بتلك الأعراض، فلا بد من المسارعة في استشارة الطبيب قبل انتشار العدوى إلى الكلى.

تضخم البروستاتا

يصيب تضخم البروستات غدة البروستاتا التي تفرز جزءا من السائل المنوي، والتي تقع تحت المثانة وتلتف حول الإحليل (مجرى البول). من الطبيعي أن تكبر البروستاتا مع تقدم الرجال في العمر ولكن ذلك قد يضغط على الإحليل، مما يمنع تدفق البول ويحول دون إفراغ المثانة تماما، متسببًا في شعور متكرر بالحاجة إلى الذهاب للمرحاض، خاصةً أثناء الليل.

يعاني حوالي نصف الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 51 وحتى 60 عامًا من تضخم البروستاتا، وتصل النسبة إلى 90 بالمئة لدى الرجال الذين تجاوز عمرهم 80 عام. ويمكن تخفيف أعراض التضخم باستخدام أدوية إرخاء البروستاتا والمثانة.

انخفاض مستويات هرمون الإستروجين

من شأن انخفاض مستويات هرمون الإستروجين مع تقدم المرأة في العمر (خاصة بعد انقطاع الطمث) أن يؤدي إلى زيادة في معدلات التبول. تؤكد لودانو أنه "بما أن  مستقبلات الإستروجين موجودة في الإحليل فإن التغيرات الهرمونية يمكن أن تؤثر على وظيفة التبول". كما أن الولادة تسفر عن ضعف في بعض الأنسجة الداعمة للحوض، وهو عامل آخر يساهم في كثرة التبول.

الأدوية

يشيع وصف مدرات البول لعلاج أمراض القلب، وذلك لتخفيف الضغط على القلب عن طريق التخلص من السوائل الزائدة. كما أن كثرة التبول من الآثار الجانبية لأدوية أخرى مثل مرخيات العضلات. 

السكري

تعد الحاجة المستمرة للتبول إحدى العلامات البارزة لمرض السكري بنوعيه الأول والثاني، خاصةً في مراحله المبكرة، وعندما لا تتم إدارة المرض بشكل سليم. يعزى  ذلك إلى حاجة الكليتين لإفراز المزيد من الماء لتخفيف سكر الدم الزائد، أو إلى السمنة التي يمكن أن تصاحب السكري النوع الثاني.
 

قد يشير فرط التبول إلى نوع نادر من السكري، وهو مرض السكري الكاذب. في هذه الحالة، ترجع الأعراض إلى انخفاض إنتاج هرمون فازوبرسين المانع لإدرار البول، وليس ارتفاع مستويات السكر في الدم.

فرط نشاط المثانة 

وفقا للجمعية الأميركية للمسالك البولية، فإن فرط نشاط المثانة يعتبر مجموعة من الأعراض التي تحدث عندما يعطي الدماغ إشارات خاطئة توجه المثانة لإفراغ نفسها حتى عندما لا تكون هناك حاجة إلى ذلك. وفي بعض الأحيان، ينتج فرط النشاط عن فرط في تقلص عضلات المثانة.

القلق

في سنة 2016، نشرت مجلة "يوروليجي" دراسة وجدت أن الأشخاص الذين يعانون من فرط نشاط المثانة كانوا أكثر عرضة للإصابة بأعراض القلق البدنية مثل الارتجاف والتشنج. وقد أوضحت الدراسة أنه كلما ازداد القلق سوءًا، زادت حدة الأعراض التي تؤثر على المثانة.

سرطان المثانة

في حين أن التبول المتكرر يعد أحد أعراض سرطان المثانة، إلا أن ذلك يأتي مع علامات مميزة أخرى، مثل ظهور الدم في البول. في المقابل، يمكن أن يشير الدم في البول إلى حالات أقل خطورة أيضا، بما في ذلك الالتهابات وحصوات الكلى أو المثانة والأورام الحميدة. مهما كان الأمر، احرص على استشارة طبيب فور رؤية دم في البول.  

ما هي علاجات كثرة التبول؟ 

عادة ما يكون حل المشكلة بسيطًا مثل التقليل من شرب القهوة أو الماء. وخلافا لذلك، يكون علاج هذه المشكلة مرتبطا بتحديد الأسباب الكامنة وراءها مثل مرض السكري. كما يمكن أن تساعد إدارة الوزن في تقليل الأعراض أيضًا. بعد ذلك، عادةً ما توصف الأدوية مثل مضادات الكولين أو ناهضات بيتا الأدرينالية. ويتمثل الملاذ الأخير في عملية جراحية، مثل حقن البوتوكس في المثانة لتصحيح فرط نشاطها. 

متى تطلب المساعدة الطبية؟

قم بزيارة الطبيب كلما كانت أنماط التبول لديك مزعجة. تزيد ضرورة الاستشارة إذا رأيت دمًا في البول، أو لاحظت ضعفًا في ساقيك (وهي علامة على مشكلة محتملة في الحبل الشوكي)، أو عانيت من حمى أو ألم في الظهر (مما قد يشير إلى عدوى في الكلى)، أو رأيت أي إفرازات من المهبل أو القضيب.