كشفت صحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 4 أكتوبر/تشرين الأول 2021، عن دراسة توصلت إلى أن التعرض لحرارة المدن القاتلة قد تضاعف ثلاث مرات منذ الثمانينيات بسبب التغير المناخي، وأنه يؤثر الآن على ما يقرب من ربع سكان العالم.

وعزا العلماء هذا الارتفاع المقلق إلى مزيج من ارتفاع درجات الحرارة وتزايد أعداد الناس الذين يعيشون في المناطق الحضرية، وحذروا من التأثير الخطير لهذا التعرض.

وقد شهدت العقود الأخيرة انتقال مئات الملايين من المناطق الريفية إلى المدن، التي تضم الآن أكثر من نصف سكان العالم، ووسط أسطح مثل الخرسانة والأسفلت، التي تحبس الحرارة وتركزها، وقلة الغطاء النباتي، تكون درجات الحرارة أعلى بشكل عام في المناطق الحضرية.

موجة حر شديدة ستضرب العالم – رويترز

كاسكيد توهولسكي، الباحث الرئيسي في الدراسة المنشورة في مجلة PNAS وباحث ما بعد الدكتوراه في معهد الأرض بجامعة كولومبيا يقول: "هذا له تأثيرات كبيرة مثل زيادة معدلات الاعتلال والوفيات ويؤثر على قدرة الناس على العمل، ويؤدي إلى انخفاض الناتج الاقتصادي، وتفاقم المشكلات الصحية المزمنة".

واستعانت الدراسة بصور الأقمار الصناعية بالأشعة تحت الحمراء وقراءات الحرارة والرطوبة اليومية القصوى من أكثر من 13 ألف مدينة في الفترة بين عامي 1983 و2016 لتحديد عدد الأشخاص المعرضين لأيام السنة التي تجاوزت درجات الحرارة فيها 30 درجة مئوية (86 فهرنهايت) على مقياس درجة حرارة البصيلة الرطبة (الذي يأخذ في الاعتبار التأثير المضاعف للرطوبة العالية) في المناطق، وطابقوا النتائج مع سكان المدن خلال الفترة نفسها.

وتوصلت الدراسة إلى أن عدد أيام تعرض الأفراد (عدد السكان التراكمي المعرضين للحرارة التراكمية في سنة معينة في مكان معين) ارتفع من 40 مليار سنوياً عام 1983 إلى 119 مليار عام 2016، أي بزيادة قدرها ثلاثة أضعاف. وعام 2016 تعرض 1.7 مليار شخص لظروف شديدة الحرارة في عدة أيام.

ورغم التفاوت بين مدينة وأخرى، عزا العلماء ثلثي الزيادة الإجمالية في التعرض للحرارة لزيادة عدد سكان المدن وثلثها إلى الاحتباس الحراري.

"الحرارة القاتلة" تهدد ربع سكان الأرض/رويترز

وكانت العاصمة البنغلاديشية دكا أكثر المدن تضرراً. فبين عامي 1983 و2016، أي في الفترة التي ارتفعت خلالها أعداد سكان المدينة بشكل كبير، شهدت عاصمة بنغلاديش زيادة قدرها 575 مليون يوم من أيام تعرض الأفراد للحرارة الشديدة. ومن المدن الأخرى التي شهدت نمواً سكانياً سريعاً شنغهاي وغوانزو في الصين، ويانغون في ميانمار، وبانكوك في تايلاند، ودبي في الإمارات العربية المتحدة.

ومن المدن التي يرجع نصف تعرضها للحرارة على الأقل للاحتباس الحراري بغداد في العراق والقاهرة في مصر ومومباي في الهند كما شهدت 17% من المدن التي شملتها الدراسة شهراً إضافياً من أيام الحرارة الشديدة خلال هذه الفترة التي امتدت لما يزيد قليلاً عن ثلاثة عقود.

وفي الوقت نفسه، شهدت حوالي 40 مدينة كبيرة في الولايات المتحدة تعرضاً متزايد للحرارة، مثل هيوستن ودالاس فورت وورث وسان أنطونيو وأوستن في تكساس وبينساكولا في فلوريدا ولاس فيغاس في نيفادا وباتون روج وليك تشارلز في لويزيانا وبروفيدنس في رود آيلاند.