كشف أسرار أول انقراض جماعي كبير على الأرض قبل 445 مليون سنة
كشف أسرار أول انقراض جماعي كبير على الأرض قبل 445 مليون سنة

الأربعاء | 10/11/2021 - 10:00 صباحاً

جميعنا نعلم أن الديناصورات ماتت في انقراض جماعي. لكن هل تعلم أن هناك انقراضات جماعية أخرى لا تقل أهمية؟ وتسمى هذه الانقراضات بـ"الأحداث الخمسة العظيمة"، وقد وقعت خلال فترة جيولوجية معينة من الزمن واجه فيها ما لا يقل عن 3 أرباع جميع الأنواع الموجودة في أنحاء الأرض الانقراض. ويعتقد الباحثون أننا نمر حاليا في الانقراض السادس نتيجة للاحتباس الحراري وتغير المناخ.

نشرت دورية نيتشر جيوساينس Nature Geoscience في 1 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري ورقة بحثية تستكشف أسباب الانقراض الجماعي الأوردوفيشي المتأخر (Late Ordovician mass extinction- LOME)، وهو حدث الانقراض الأول أو الأقدم من "الأحداث الخمسة العظيمة (قبل 445 مليون سنة تقريبا)". وخلال تلك الفترة اختفى حوالي 85% من الأنواع البحرية، التي عاش معظمها في المحيطات الضحلة بالقرب من القارات.

 

CAPTION Detail images of fossils from the Ordovician Period outcrop on Anticosti Island, Quebec, Canada. CREDIT Photo credit: André Desrochers, University of Ottawa USAGE RESTRICTIONS none LICENSE Original contentفي أعماق البحار خلال العصر الأوردوفيشي وجدت الكائنات المألوفة مثل المحار والقواقع والإسفنج (يوريك ألرت)

العصر الأوردوفيشي

في دراستهم الجديدة، ناقش فريق دولي من العلماء ينتمي لعدة جامعات، الأسباب الكامنة وراء الانقراض الجماعي في العصر الأوردوفيشي المتأخر. وقد قام المؤلف الرئيسي ألكسندر بول، من جامعة كاليفورنيا- ريفرسايد University of California, Riverside، وفريقه بدراسة بيئة المحيط في الفترات ما قبل وأثناء وبعد الانقراض وذلك بهدف تحديد ماهية الحدث والأسباب الكامنة وراء حدوثه.

ووفق بيان رسمي نشر على موقع يوريك ألرت eurekalert صرح سيث فينيغان الأستاذ المساعد في جامعة كاليفورنيا- بيركلي University of California, Berkeley "لو سنحت لك الفرصة للغوص في أعماق البحار خلال العصر الأوردوفيشي، لرأيت بعض المجموعات المألوفة مثل المحار والقواقع والإسفنج، إضافة إلى العديد من المجموعات الأخرى التي أصبحت الآن أقل تنوعا أو انقرضت تماما كثلاثية الفصوص وذوات الأرجل، والكرنويدات".

ويرى "زونلي لو" أستاذ علوم الأرض والبيئة بجامعة سيراكيوز Syracuse University أن النتيجة الأهم لبحثهم تكمن في إثباتهم أن برودة المناخ يمكن أن تؤدي أيضا إلى انخفاض مستويات الأكسجين في بعض أجزاء المحيط.

يقول لو "لعقود من الزمن، تركزت معظم الأفكار السائدة في مجالنا في كون الاحتباس الحراري السبب الرئيسي الكامن وراء فقدان الأكسجين من المحيطات وبالتالي التأثير على قابلية الحياة البحرية، مما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار النظام البيئي بأكمله".

وأضاف "تشير الأدلة المتزايدة في السنوات الأخيرة، إلى أن عدة حلقات في تاريخ الأرض قد شهدت انخفاضا ملحوظا في مستويات الأكسجين والذي ترافق مع المناخ البارد".

تركيز اليود في صخور الكربونات يعتبر مؤشرا هاما للتغيرات في مستوى الأكسجين المحيطي (يوريك ألرت)

برودة المناخ تؤدي لنقص الأوكسجين

للوصول إلى النتائج، قاس الباحثون تركيز اليود في صخور الكربونات، وذلك باعتبار أن تركيز عنصر اليود في صخور الكربونات يعد مؤشرا هاما للتغيرات في مستوى الأكسجين المحيطي في تاريخ الأرض.

وأوضحت نتائج الاختبارات الجيوكيميائية المدعمة بنماذج حاسوبية أنه لا يوجد دليل على نقص الأكسجين خلال حدث الانقراض في منطقة المحيط الضحل حيث عاشت معظم الكائنات الحية، مما يرجح فكرة كون برودة المناخ التي حدثت خلال العصر الأوردوفيشي المتأخر بالتزامن مع عوامل أخرى مسؤولة عن الانقراض الجماعي الكبير آنذاك.

يقول بول "توقعنا حدوث أكسجة في أعالي المحيط وذلك كنوع من الاستجابة لبرودة المناخ، لأن الأكسجين الجوي يذوب بشكل تفضيلي في المياه الباردة"، وأضاف "مع ذلك، فقد فوجئنا برؤية انتشار نقص الأكسجين في الجزء السفلي من المحيط أيضا، وذلك على اعتبار أن نقص الأكسجين يرتبط عموما بالاحترار العالمي الناجم عن البراكين وفق ما تم معرفته عن تاريخ الأرض".

ويعزى نقص الأكسجين في أعماق البحار إلى دوران مياه البحر عبر المحيطات العالمية. ويرى بول أن النقطة الأساسية التي يجب وضعها في الاعتبار هي أن دوران المحيطات عنصر مهم جدا في النظام المناخي.

وقد أظهرت نتائج النماذج الحاسوبية أن برودة المناخ يمكن أن تغير نمط دوران المحيط، مما يعوق تدفق المياه الغنية بالأكسجين من مناطق المياه الضحلة إلى أعماق المحيط.

الانقراض الجماعي الأوردوفيشي المتأخر استمر لفترة زمنية كبيرة (الصحافة الأميركية)

الانقراض السادس

وقد أوضح الباحثون أن الانقراض الجماعي الأوردوفيشي المتأخر قد استمر لفترة زمنية كبيرة، مع تقديرات تتراوح بين أقل من نصف مليون إلى ما يقرب من مليوني سنة، وذلك على عكس الانقراض الجماعي السريع الذي حدث في العصر الطباشيري الثالث، حيث ماتت الديناصورات وأنواع أخرى فجأة منذ حوالي 65 مليون سنة.

وقد تميز هذا العصر بكثرة رواسب الصخور المكونة من الكالسيت أو كربونات الكالسيوم التي تراكمت في قاع المحيطات.

لطالما كان اكتشاف السبب الجذري للانقراض الجماعي للأرض موضوعا محوريا للعلماء، وذلك لأن فهم الظروف البيئية التي أدت إلى القضاء على غالبية الأنواع في الماضي يمكن أن يساعد في منع حدوث حدث مماثل في المستقبل.

وهكذا وبعد أن تمكنوا من إثبات مدى فعالية تغير الحرارة كأداة فتاكة لقتل الكائنات التي انقرضت آنذاك، يأمل الباحثون أن يتمكنوا في أبحاثهم القادمة من تقديم براهين أكثر قوة لتأكيد فرضيتهم المبتكرة، محذرين من أننا نتدرج الآن نحو الانقراض السادس مع أحداث التغير المناخي المتسارعة.

المصدر : يوريك ألرت



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:38
الظهر 12:38
العصر 04:17
المغرب 07:12
العشاء 08:39