ليست القنابل النووية فقط.. أكبر 10 كوارث عالميّة سببها الإنسان!
ليست القنابل النووية فقط.. أكبر 10 كوارث عالميّة سببها الإنسان!

الأحد | 20/02/2022 - 08:00 مساءً

لا شكَّ أنَّ تاريخ البشريّة يعجُّ بالكثير من الكوارث التي تسبب بها الإنسان، بدءاً من الانصهارات النووية التي قتلت آلاف البشر، وصولاً إلى الانفجارات والانهيارات.

بعيداً عن كارثة قنبلتي هيروشيما وناغازكي التي يعرفها الجميع، إليكم أبرز الكوارث التي تسبَّب فيها الإنسان على مستوى العالم، لنكتشف بالضبط ما حدث في هذه الأحداث الخطيرة، وكيف لعبت البشرية دوراً محورياً فيها. 

1- كارثة أبرفان في بريطانيا إحدى الكوارث التي تسبب بها الإنسان

بشكل عام قد يبدو غريباً بعض الشيء أن يتسبب الإنسان في بريطانيا بكارثة، وهو أمرٌ كافٍ يجعل من كارثة منجم أبرفان أمراً صادماً للجميع.

وفقاً لما ذكره موقع Live Science الأمريكي، فقد نشأت قرية أبرفان الويلزية حول منجم فحم مجاور نشأ في العام 1869.

مع مرور الوقت وتطور العمل في المنجم باتت القرية في العام 1966 محاطة بـ7 أكوام من نفايات التعدين.

إلى الآن قد يبدو الأمر عادياً، ولكن عندما ضربت عاصفة مطرية المنطقة، في 21 أكتوبر/تشرين الأول، غرقت القرية بـ15 سم من الأمطار، ما أدى لانهيار أكوام النفايات الـ7.

عند التاسعة مساءً في اليوم ذاته تحررت كمية من الحطام المشع، وتوجهت نحو القرية بسرعة تتراوح بين 17 و33 كم في الساعة، ووصل ارتفاع هذه الأكوام إلى 9 أمتار، وفقاً لمجلة Smithsonian.

أما النتيجة فقد كانت كارثية؛ إذ توفي 144 شخصاً بشكل مأساوي من بينهم 116 طفلاً.

ووفقاً لصحيفة Independent البريطانية، فقد دمَّرت المواد سريعة الحركة مدرسةً ابتدائية، وألحقت أضراراً بمدرسةٍ ثانوية، ودمَّرت علاوة على ذلك 18 منزلاً قريباً. 

أما وفقاً لما ذكرته شبكة BBC البريطانية، فإن كارثة أبرفان تعتبر واحدة من أسوأ كوارث المناجم في المملكة المتحدة.

2- كارثة سيفيسو في إيطاليا

في يوم السبت 10 يوليو/تموز 1976، انكسر أحد الصمامات في مصنع الكيماويات Industrie Chimiche Meda Società Azionaria (ICMESA)، في ميدا شمال ميلانو في إيطاليا.

كان المصنع ينتج مادةً كيميائية تسمَّى 2،4،5-Trichlorophenol، التي استُخدِمَت كسلاحٍ كيميائي.

نتج عن هذا الحادث إطلاق سحابة كيميائية تحتوي على مادة الديوكسين شديدة السمية TCDD بحجم 6 أطنان.

حملت الرياح السحابة الجنوبية الشرقية، حيث لوّثت الأراضي والنباتات في بلدية سيفيسو وغيرها من المجتمعات المحلية في المنطقة.

أما شركة إنتاج المبيدات الحشرية التي تدير المصنع، وهي "Hoffmann-La Roche"، فقد اعترفت بمسؤوليتها عن الحادث بعد أسبوع تقريباً.

ووفقاً لما ذكره موقع "البيئة والمجتمع" Environment and Society، فإنّه بعد انطلاق المواد السامة بأسبوع تم الإبلاغ عن أول حالة تسمم بالديوكسين، وكان الكثير من الغطاء النباتي حول النبات قد ذاب، ونفقت آلاف الحيوانات.

ونتيجة لذلك تم إجلاء أكثر من 600 شخص من منازلهم، وتم علاج ما يصل إلى 2000 حالة من التسمم بالديوكسين.

كما كان لكارثة سيفيسو تأثير طويل المدى أيضاً، منذ عام 1976، وجدت الدراسات أن المزيد من السكان المحليين ماتوا بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفُّسي، وازدادت أنواعٌ معينة من السرطان في المناطق المتضرِّرة.

3- كارثة تشيرنوبل النووية في أوكرانيا

كان الانفجار النووي في تشيرنوبل أحد أسوأ الكوارث التي جاءت على يد الإنسان في العالم، ووقعت هذه الحادثة النووية الإشعاعية الكارثية في المفاعل رقم 4 في محطة تشرنوبل للطاقة النووية، في 26 أبريل/نيسان 1986، قرب مدينة بريبيات في شمالي أوكرانيا، التي كانت حينذاك واحدة من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق.

وبدأت حين أجرى المهندسون تجربة روتينية كان من المفترض أن تكتشف ما إذا كان تبريد المياه في حالات الطوارئ بالمحطة سيعمل أثناء انقطاع التيار الكهربائي. 

كان الاختبار نفسه قد أُجرِيَ من قبل، ولكن هذه المرة كان هناك ارتفاعٌ في الطاقة، ولم يتمكَّن المهندسون من إغلاق مفاعلات تشيرنوبيل النووية.

تراكم البخار في أحد المفاعلات، وانفجر السقف، وانكشف اللبُّ النووي، وانطلقت مادةٌ مشعَّة في الغلاف الجوي. 

وصل الدخان الناتج من النيران المشتعلة إلى ارتفاع كيلومتر، بينما حملت الرياح هذا الدخان السام إلى سماء أكثر من 12 دولة.

وقدّرت الأمم المتحدة عدد من قُتلوا بسبب الحادث بـ4 آلاف شخص، بينما قالت السلطات الأوكرانية إن عدد الضحايا يبلغ 8 آلاف شخص.

هناك ما يُقدر بـ100 ألف إلى 200 ألف عملية إجهاض في أوروبا، بعد كارثة تشرنوبل، نتيجة "رهاب الإشعاع".

وفقاً لموقع Live Science الأمريكي، نصح العديد من الأطباء في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفييتي النساء الحوامل بالإجهاض، لتجنب ولادة أطفال بتشوهات أو أي مشكلات أخرى، رغم أن مستوى الإشعاع الفعلي الذي تعرضت له تلك النساء أقل من أن يسبب أي مشكلة.

4- غيوم الأسبستوس في مونتانا الأمريكية

مدينة ليبي في ولاية مونتانا الأمريكية هي موقع لواحدة من أسوأ الكوارث البيئية من صنع الإنسان في أمريكا.

فقد أدى الغبار السام من الأسبستوس من مناجم الفيرميكوليت، الذي ساعد المدينة على الازدهار لعقود، إلى مقتل مئات السكان، وإصابة آلاف آخرين، وفقاً لما ذكره مركز مساعدة مرضى الأسبستوس "Asbestos".

بدأت قصة مدينة ليبي، بولاية مونتانا الأمريكية، عندما وصل المستوطنون في القرن الـ19، وتوسعت المدينة بفضل المناجم وبناء السكك الحديدية، وفي عام 1919 أدَّى اكتشاف معدنٍ يسمَّى الفيرميكوليت إلى تغيير مصير مدينة ليبي. 

يُستخدَم الفيرميكوليت في الكثير من الاستخدامات؛ من البستنة إلى قطع غيار السيارات، وكان المنجم الموجود في ليبي ينتج 80% من إمداد العالم بحلول عام 1963.

لكن في الوقت ذاته فإن بعض أنواع الفيرميكوليت تحتوي على مادة الأسبستوس، وهي مادة شديدة الخطورة، يمكن أن تسبِّب مجموعةً ضخمة من مشكلات الرئة.

عندما تولت شركة WR Grace & Company تشغيل المناجم في عام 1963، كانت تعلم أن الفيرميكوليت ملوث بالأسبستوس، وأنه يتسبب في مضاعفات صحية مميتة، لكنهم لم يحذروا أحداً، لذلك استمر في عملهم.

يُقدر أن 400 من سكان ليبي قد لقوا حتفهم، ويعاني ما يقرب من 3000 آخرين حالياً من أمراض مرتبطة بالتعرض لمادة الأسبستوس مثل ورم الظهارة المتوسطة.

تم إغلاق المنجم في عام 1990 ، لكن الدمار الذي سببته صناعة التعدين في ليبي لم يلق اهتماماً وطنياً، أو تلقى تدخلاً حكومياً حتى عام 1999 عندما تدخلت وكالة حماية البيئة الأمريكية وبدأت في تنظيف المدينة.

رفع الآلاف من سكان ليبي وعمال المناجم السابقين في شركة Grace & Co دعاوى قضائية ضد الدولة، لفشلها في تحذيرهم من المستويات الخطيرة للأسبستوس، التي تلوث منجم الفيرميكيولايت.

في عام 2011، وافق قاضي محكمة جزئية على تسوية بقيمة 43 مليون دولار مع أكثر من 1300 مدعٍ.

بدأ ما يقدر بنحو 200 من هؤلاء المدعين في تلقي حصتهم من التسوية في عام 2012، بعد أكثر من عقد من رفع الدعوى الأولى.

5- تسرُّب النفط في خليج المكسيك 

تُعَدُّ تسرُّبات النفط من بين أكثر الكوارث التي من صنع الإنسان وضوحاً في عصرنا، يُعرَف هذا الحادث باسم Deepwater Horizon، وهو أكبر تسرُّب نفطي بحري في التاريخ. 

في 20 أبريل/نيسان 2010، انفجرت منصة التنقيب عن النفط Deepwater Horizon، العاملة في منطقة ماكوندو بروسبكت في خليج المكسيك وغرقت بعد يومين، ما أدى إلى مقتل 11 عاملاً وتسرب 4 ملايين برميل من النفط من بئر ماكوندو على مدى 87 يوماً قبل أن يتم إيقافها، في 15 ديسمبر/كانون الأول 2010، وفقاً لما ذكرته وكالة حماية البيئة الأمريكية.

تشير التقديرات إلى أن 210 ملايين جالون (حوالي 954 مليون لتر) من النفط قد تسرَّبَت من البئر تحت الماء، وأن الانسكاب أثَّرَ بشكلٍ مباشر على 70 ألف ميل مربع (حوالي 181 ألف كيلومتر مربع) من المحيط في خليج المكسيك. 

6- كارثة بوبال في الهند

في ليلة 2 ديسمبر/كانون الأول 1984، أطلق حادث في مصنع مبيدات الآفات التابع لشركة يونيون كاربايد في بوبال بالهند، ما لا يقل عن 30 طناً من غاز شديد السمية، يسمى ميثيل أيزوسيانات، بالإضافة إلى عدد من الغازات السامة الأخرى.

ووفقاً لما ذكرته مجلة The Atlantic الأمريكية، فقد كان مصنع المبيدات محاطاً بمناطق سكنيّة مبنيّة الأكواخ، ما أدى إلى تعرض أكثر من 600 ألف شخص لسحابة الغاز القاتلة في تلك الليلة.

ظلت الغازات منخفضة على الأرض، ما تسبب في احتراق أعين الضحايا وحلقهم، وإحداث الغثيان والعديد من الوفيات.

تختلف تقديرات عدد القتلى من 3800 إلى ما يصل إلى 16 ألفاً، لكن الأرقام الحكومية تشير الآن إلى تقدير 15 ألف قتيل.

وبما أنّ تأثيرات المواد السامة تبقى لفترات طويلة، فإنه وبعد 30 عاماً أنجب العديد من الذين تعرضوا للغاز أطفالاً معاقين جسدياً وعقلياً.

لعقود، كان الناجون يقاتلون من أجل تنظيف الموقع، لكنهم يقولون إن الجهود تباطأت عندما استحوذت شركة داو كيميكال ومقرها ميشيغان على يونيون كاربايد في عام 2001.

وتقول جماعات حقوق الإنسان إن آلاف الأطنان من النفايات الخطرة لا تزال مدفونة تحت الأرض، والحكومة أقرت بأن المنطقة ملوثة.

ومع ذلك، لم يكن هناك أي بحث وبائي طويل الأمد يُثبت بشكل قاطع أن العيوب الخلقية مرتبطة بشكل مباشر بشرب المياه الملوثة.

7- بركان الطين سيدوارجو في إندونيسيا

يعتقد معظم الناس أن الحمم البركانية تتدفَّق من بركان، ولكن في سيدوارجو، إندونيسيا، ستجد أكبر بركانٍ طيني في العالم.

نشأ هذا البركان الطيني الذي يدعى "لوسي" من خلال انفجار في بئر غاز حفرته شركة طاقة، رغم أن مسؤولي الشركة يزعمون أن زلزالاً على بُعد حوالي 155 ميلاً (250 كم) هو الذي أثار المشكلة. 

يوجد أكثر من 1000 بركان طيني حول العالم، لكن هذا المثال الإندونيسي هو على الأرجح المثال الوحيد الذي تسبَّب فيه النشاط البشري.

بدأ كل شيء في 28 مايو/أيار 2006، عندما حُفِرَت بئرٌ بعمق ما يقرب من 10 آلاف قدم (3 آلاف متر). تسبب هذا في اندلاع الماء والبخار والغاز من الأرض المجاورة، وبحلول اليوم التالي بدأ الماء والبخار والطين بالظهور مرة أخرى، وظلَّ كلُّ ذلك موجوداً منذ ذلك الحين. 

في البداية، ثار البركان بأكثر من 6.3 مليون قدم مكعبة (180 ألف متر مكعب) من الطين يومياً.

على مر السنين، تسببت تدفقات الطين المغلي من لوسي في تشريد أكثر من 40 ألف شخص، ودمرت 15 قرية، وتسببت في أضرار بنحو 3 مليارات دولار، وفقاً لما ذكره مرصد الأرض التابع لناسا NASA Earth Observatory.

8- دوامة نفايات شمال المحيط الهادئ

على مدار العقود الماضية وَجدت كميةٌ هائلةٌ من القمامة طريقها إلى المحيط الهادئ بسبب إهمال البشر. 

تمتد الدوامة من ساحل كاليفورنيا، على طول الطريق عبر المحيط الهادئ إلى اليابان، وهي في الواقع تتشكَّل من رقعتين مختلفتين من القمامة؛ إحداهما على الجانب الغربي من المحيط، والأخرى في الشرق. تتحد التيارات لامتصاص القمامة في دوامة، ولا تستطيع هذه الأشياء الصغيرة الهروب. 

قُسِّمَ معظم البلاستيك الموجود في الرقعة إلى قطع صغيرة تجعل المياه تبدو غائمة، ويقدر علماء البيئة أن 70% من حطام المحيط يغوص في قاع البحر، لذلك يمكن أن يكون هناك المزيد تحت السطح. 

بعض التقديرات تقول إن هذه الدوامة تقع بين حوالي 270 ألف إلى 5.8 مليون ميل مربع (بين 700 ألف و15 مليون كيلومتر مربع)، اعتماداً على حركة المياه. بعض العناصر الموجودة في الرقعة يزيد عمرها عن 50 عاماً، لأن المواد البلاستيكية غير قابلة للتحلُّل البيولوجي. يعتقد العلماء أن الرقعة أصبحت أكبر عشر مرات مع كل عقد يمر، رغم محاولات معالجة المشكلة. 

مما لا يثير الدهشة أن الرقعة لها تأثير رهيب على الحياة البحرية، قد تعلق الحيوانات البحرية في قطع من البلاستيك أو في شباك صيد مهجورة، ما قد يؤدي إلى موتها بسرعة، يمكن أن تموت الحيوانات عندما تختلط بين المواد البلاستيكية والغذاء.

9- حرائق كاليفورنيا الأمريكية

شهد عام 2018 وفاة أكثر من 100 شخص وتدمير 24 ألف مبنى في كاليفورنيا الأمريكية، والسبب حرائق بسبب الإنسان أعلنتها الحكومة الأمريكية حينها بمثابة كارثة وطنية.

وليس هناك شكٌّ في أن الحرائق كانت كارثةً من صنع الإنسان بسبب تغيُّر المناخ وزيادة الاحترار العالمي.

10- انفجار مصنع كيماويات جيلين في الصين

في الـ13 من نوفمبر/تشرين الثاني 2005، وقعت سلسلة انفجارات في مصنع البتروكيماويات رقم 101 في مدينة جيلين في الصين.

استمرت الانفجارات لمدة ساعة، وأسفرت عن مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 70 بجروح، وأصبح هذا الحدث معروفاً باسم انفجارات مصنع جيلين الكيميائي لعام 2005.

وفقاً لما ذكره موقع World Atlas، فقد تم إجلاء أكثر من 10 آلاف شخص من المنطقة المحلية. 

بعد يومين من التفجيرات تم تحديد السبب، وهو ناتج عن انسداد في أحد أبراج النيتروجين بفرع إنتاج البنزين، ولم يتم التعامل معه بشكل صحيح.

كانت الانفجارات الناتجة عن الانفجارات قوية للغاية، لدرجة أنها حطّمت النوافذ على نطاق واسع يتراوح من 100 إلى 200 متر، كما أطلقت الانفجارات حوالي 110 أطنان (100 طن متري) من الملوثات في نهر سونغهوا، وكانت هذه مشكلةً كبيرة، لأن العديد من المدن الكبيرة تعتمد على هذا النهر في إمدادات المياه. 

لم تؤثِّر السموم من الانفجارات الأصلية على إمدادات المياه الصينية فقط، بل كُشِفَ عن موادٍ كيميائية في المدن الروسية وفي بحر اليابان أيضاً.

 

المصدر: عربي بوست



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 05:09
الظهر 12:44
العصر 04:15
المغرب 06:57
العشاء 08:20