تواجه الصين أزمةً مقلقة مرتبطة بزيت الطهي، الذي تعتمد البلاد على عمليات الاستيراد من الخارج للحصول على أجزاء منه، وباتت أسعار الزيوت مصدر قلق بسبب ارتفاعها المستمر. 

مجلة Quartz الأمريكية ذكرت، الإثنين 11 أبريل/نيسان 2022، أن صحيفة  Economic Daily الصينية المملوكة للدولة أشارت إلى أن "الصين تعتمد اعتماداً كبيراً على زيوت الطعام الأجنبية، وأسعار زيت الطعام المحلي مستمرة في الارتفاع، وأصبح أمن زجاجة الزيت قضية حساسة".

يأتي هذا بينما تعتمد الصين على مصادر أجنبية في 31% من استهلاكها لزيت الطعام، وهذه النسبة قد لا تبدو كبيرة، إلا أن صناع السياسة قالوا بوضوح إنه يتعين على الدولة تعزيز الاكتفاء الذاتي من زيوت الطهي باعتبارها مسألة أمن غذائي.

كان وزير الزراعة الصيني، تانج رنجيان، قد قال في فبراير/شباط 2022 إن "زجاجة الزيت لا بد أن تحوي زيتاً صيناً قدر الإمكان"، وهذا تأكيد مباشر لنصيحة الزعيم شي جين بينغ الأخيرة بأن أطباق الأرز الصينية لا بد أن تمتلئ بالحبوب الصينية.

تُعد الصين أكبر مستهلك لزيت الطعام في العالم، إذ تستهلك البلاد 20% من الاستهلاك العالمي للزيوت النباتية الرئيسية، و13%  فقط من إنتاجه، وفقاً لأرقام وزارة الزراعة الأمريكية، ولهذا السبب تتأثر الصين بدرجة كبيرة بالتقلبات الدولية في الأسعار والإمدادات.

لماذا ترتفع أسعار زيت الطهي؟

في الوقت الحالي، تؤدي سلسلة من العوامل إلى ارتفاع الأسعار وتقليص الإمدادات، وسرد هوانغ هانكوان، مدير قسم التسعير في وكالة التخطيط الاقتصادي الحكومية الصينية، قائمة بهذه العوامل في مقابلة مع صحيفة Economic Daily.

أشار هانكوان إلى أن أبرز الأسباب جائحة كوفيد، والحرب الروسية الأوكرانية، والجفاف في أمريكا الجنوبية وكندا، وقيود التصدير على زيت النخيل الإندونيسي، وتكاليف الشحن الباهظة.

كانت قد ارتفعت أسعار زيت عباد الشمس بنسبة 73% إلى 2,844 دولاراً للطن المتري بدءاً من مارس/آذار 2022، مقارنة بمتوسط سعر 1,639 دولاراً خلال الـ 12 شهراً المنتهية في سبتمبر/أيلول عام 2021، وفقاً لوزارة الزراعة الأمريكية. 

كذلك ارتفعت أسعار زيت فول الصويا- الأكثر استهلاكاً في الصين- بنسبة 34% مقارنة بمتوسط سعره بين عامي 2021 و2022.

في الوقت نفسه، تريد الصين أيضاً تقليل اعتمادها الخارجي على فول الصويا، إذ تستورد حالياً 84% من فول الصويا الذي تستهلكه، لكنها ترغب في رفع معدل الاكتفاء الذاتي من البذور الزيتية إلى 20% بحلول عام 2025. 

لتكثيف الإنتاج المحلي، يعتزم المسؤولون تقديم إعانات لتناوب المحاصيل وتوزيع الحوافز على المقاطعات التي تنتج الكثير من زيوت الطهي.