10 حقائق شائعة غير صحيحة حول إعادة تدوير البلاستيك
10 حقائق شائعة غير صحيحة حول إعادة تدوير البلاستيك

السبت | 21/05/2022 - 07:22 مساءً

نشر موقع «ليست فيرس» الأمريكي تقريرًا للكاتبة جايد بيل تحدثت فيه عن كل ما يحيط بالبلاستيك وعمليات إعادة تدويره من معلومات وخلفيات تاريخية الصحيح منها والخاطئ.

تستهل الكاتبة تقريرها بالقول: كل ما تعرفه حول إعادة تدوير البلاستيك هو غير دقيق في الحقيقة، ومعظم هذه المعلومات (الخاطئة) بحسب وصفها كان مصدرها الأشخاص أنفسهم الذين يحاربون اليوم إعادة تدوير البلاستيك. فقد قرر هؤلاء إما أن يكذبوا عليك مباشرة وإما أن يعطوك نصف الحقيقة التي تجعلك تستخف بالمشكلة.

وهؤلاء «الأشخاص» هم رجال صناعة النفط والبلاستيك. النفط نعم! – تجيب الكاتبة- إذ يُصنع البلاستيك من النفط، وتعمل كلا الصناعتين معًا، هذا إن كانتا في الأصل منفصلتين. ولا يعني هذا أن دعاة حماية البيئة الذين يدعمون تدوير البلاستيك أناس أبرياء أيضًا، وتلمح الكاتبة إلى أن مواصلة القراءة قد تفاجئك.

1- كل أنواع البلاستيك يمكن تدويرها

تلفت الكاتبة إلى أن أصحاب هذه الصناعة يصنفون البلاستيك إلى سبع مجموعات وفقًا لتركيبها الكيميائي. إلا أن النوعين الأول والثاني فقط اللذان يمكن إعادة تدويرهما. في الواقع، يمكن تدوير جميع الأنواع، ولكن لا يحدث ذلك عادة.

والنوع الأول هو البولي إيثيلين تيريفثاليت (PET)، والنوع الثاني هو البولي إيثيلين عالي الكثافة (HDPE). والنوع الثالث هو كلوريد البوليفينيل (PVC)، وهو قابل للتدوير إلا أن عملية إعادة تدويره معقدة وبالتالي، يتجنبها القائمون على عمليات التدوير.

 

والنوع التالي هو البولي إيثيلين منخفض الكثافة (LDPE)، وهو النوع الذي يستخدم في صناعة المنتجات الرقيقة مثل الأكياس البلاستيكية. وهذا النوع قابل للتدوير أيضًا، ولكن لا تُجرى هذه العملية أبدًا بسبب ما يشاع عنه بأنه يسد آلات إعادة التدوير. كما أن هذه الأنواع يمكن تصنيعها من الصفر بتكلفة زهيدة، بينما إعادة تدويرها أغلى ثمنًا. والنوع الخامس هو البولي بروبلين (PP)، وهو قابل للتدوير ولكنه يتحول إلى اللون الأسود أو الرمادي عند إعادة تدويره لذا، نادرًا ما يعاد تدويره. والسادس وهو البولسترين (PS)، أما السابع فهو كل ما عدا هذه الأنواع الستة، ولا يُعاد تدويرها إطلاقًا.

2- رمز إعادة التدوير

تقول الكاتبة إنها لو طلبت من القارئ أن يصف الرمز الذي يحدد ما هو البلاستيك الذي يمكن إعادة تدويره، سيجيب بناءً على الشائع أنه: الأسهم الثلاثة على شكل مثلث؛ هذا صحيح. وتستدرك الكاتبة  ماذا لو قلت لك إن معظم المواد البلاستيكية التي تحمل هذا الرمز غير قابلة للتدوير.

 

 

تشرح الكاتبة أنه في الحقيقة، هناك رمزان متشابهان، الأول الذي وصفناه آنفًا، وهو يعني أن البلاستيك قابل للتدوير. والآخر يشبهه تمامًا إلا أن هناك رقم في وسط المثلث من 1 -7. وهذا الرقم يشير إلى نوع البلاستيك الذي نتعامل معه.

وتقول الكاتبة: هذا الرمز الثاني هو رمز تمييز الرايتنج (RIC)، ووفقًا لجمعية صناعة البلاستيك (SPI)، التي طورت هذه الرموز عام 1988، هذه الرموز ضرورية لمساعدة القائمين على إعادة التدوير على فرز أنواع البلاستيك. ولكن هل يبرر ذلك استخدام أسهم إعادة التدوير في المواد البلاستيكية بين 3-7 التي نادرًا ما يُعاد تدويرها أو لا تخضع لهذه العملية على الإطلاق وينتهي بها الحال في مكبات النفايات؟

وتجيب: الحقيقة هي أن جمعية صناعة البلاستيك كانت واجهة لصناعة النفط والبلاستيك. ومع أنهم لم يعترفوا بذلك مطلقًا فإنهم طوروا رموز تمييز الرايتنج لإرباك الناس وحماية أعمالهم من الحركات المضادة للبلاستيك والمؤيدة لإعادة التدوير. وقد نجحوا في ذلك، فالكل اليوم يخلط بين رموز تمييز الرايتنج (RIC) ورموز إعادة التدوير.

3- مصانع إعادة تدوير البلاستيك

تضيف الكاتبة أن الحقيقة غير المعلنة هي أن الأنواع المختلفة من البلاستيك لا يمكن تدويرها معًا. يتضح هذا في حالة النوع الثاني (HDPE) حيث الأنواع المصنعة منه بطرق مختلفة يُعاد تدويرها منفصلة. وهذه مشكلة لأن مصانع إعادة التدوير مصممة للتعامل مع نوع واحد فقط من البلاستيك. وعلى أي حال هذه المصانع لا تعيد تدوير سوى الأنواع التي لا تحتوي على ملوثات، ولكن ما هذه الملوثات؟

هي أي شيء غير البلاستيك المراد تدويره. إذ إن هذه الملوثات تزيد من تكلفة إعادة التدوير بل يمكن أن تكون خطرة على العاملين. ولهذا السبب ينتهي الأمر بأطنان البلاستيك القابلة للتدوير، ولكن تحتوي على بعض الملوثات من طعام أو شراب أو أنواع أخرى من البلاستيك، في مقالب القمامة.

4- أين يذهب البلاستيك غير المعاد تدويره؟

تشير الكاتبة إلى المدن أو الشركات الخاصة التي تعلن بين الفينة والأخرى أنها افتتحت مصنعًا جديدًا لإعادة التدوير وتتساءل: هل هذا خبر جيد؟ لا.

الحقيقة أن الولايات المتحدة فشلت في إعادة تدوير نفايتها البلاستيكية؛ إذ إن 69% من المواد البلاستيكية المستخدمة لديها تندرج تحت الأنواع بين 3-7 أي أنها تنتهي في مقالب القمامة. ولأجل الـ31% المتبقية، تمتلك الولايات المتحدة مصانع إعادة تدوير تكفي لتدوير 8.4% من البلاستيك فقط. فماذا يحدث للباقي؟

 

 

تقول الكاتبة: صدق أو لا تصدق، تصدر الولايات المتحدة هذه النسبة المتبقية. كان معظمها يذهب إلى الصين إلى أن حظرتها الحكومة الصينية عام 2018 لاحتوائها على الكثير من الملوثات. إذ كان القائمون على التدوير في الصين يلقون البلاستيك القادم من الولايات المتحدة في مكب النفايات أو في المحيط.

5- يعاد تدويره في دول أخرى

أدركت الولايات المتحدة حاجتها إلى وجهة أخرى بعد أن أغلقت الصين أبوابها في وجه نفايات الولايات المتحدة. وتحولت هي وكندا وأستراليا وكوريا الجنوبية إلى جيران الصين: ماليزيا وتايلاند وفيتنام وإندونيسيا والفلبين لتصريف نفاياتها البلاستيكية. وشهدت هذه البلدان زيادة في وارداتها من النفايات البلاستيكية وصلت إلى نسبة 362%.

وبالطبع لم تستطع مصانع إعادة التدوير هناك التعامل مع هذا الكم من البلاستيك وانتهى بها الحال في مكبات النفايات. وسرعان ما اكتفت هذه البلدان من النفايات، وبنهاية عام 2018، أعلنت تايلاند وفيتنام وماليزيا عن فرض قيود على واردات النفايات البلاستيكية مع خطط لمنعها تمامًا في المستقبل.

6- أهداف القائمين على إعادة التدوير

يقول أنصار حماية البيئة إنهم يفعلون ذلك من أجل البيئة ولكنهم لا يديرون مصانع إعادة التدوير، بل رجال الأعمال من يفعلون ذلك. ومَثَلهم في ذلك مثل أي من رجال الأعمال الآخرين، همهم المال.

المهم هو أن هذا البلاستيك الذي نُعده بلا قيمة يحتاج للمال من أجل جمعه وفرزه ونقله قبل بيعه للقائمين على إعادة التدوير. ويحتاج من يفعل ذلك إلى تحقيق أرباح للإبقاء على هذا العمل. وكذلك الأمر بالنسبة لمن يشترون البلاستيك ويحولونه إلى منتجات جديدة.

وبالطبع تتأثر صناعة إعادة التدوير بأسعار النفط. فالأسعار المنخفضة للنفط لن تجعل أي أحد يعيد تدوير أي شيء، لأن صناعة بلاستيك جديد يصبح أقل تكلفة. وإذا كنت مستوردًا للنفايات البلاستيكية فاحظرها كما فعلت الصين عام 2018، وسيصبح البلاستيك المستعمل رخيص جدًّا وصناعة معالجته مكلفة وغير مربحة.

بيد أن الأمر لا يصبح أفضل إذا ارتفعت أسعار النفط أو قضت الكوارث الطبيعية على مزارع القطن كما حدث في باكستان عام 2010 (أدت حادثة 2010 إلى ارتفاع سعر البوليستر، بديل القطن المصنوع من البلاستيك). وجامعي النفايات البلاستيكية يزيدون في سعرها ما يؤدي إلى ارتفاع سعر البلاستيك المعاد تدويره أيضًا.

7- نحافظ على البيئة بإعادة التدوير

تشير الكاتبة إلى أن دعاة حماية البيئة عادة ما يتحدثون عن الأثر الذي يحدثه استخراج البترول وصناعة البلاستيك منه على البيئة، وكذلك الأثر الذي يحدثه إلقاء البلاستيك المستعمل في مكبات النفايات والمحيطات. ولكن يمكننا أن نقول الأمر نفسه حول إعادة التدوير.

 

أولًا، تستخدم الشاحنات والسفن الوقود لنقل المواد البلاستيكية المستعملة إلى الدول الآسيوية التي تعاني هي ذاتها في تدوير البلاستيك المستعمل بداخلها. وعندما تصل هذه النفايات إلى تلك البلدان تجد أن 20 -70% منها تحتوي على ملوثات، وتصبح الدفعة كلها غير قابلة للتدوير وتلقى في مكبات النفايات والمحيطات.

أما التي تنجح في الوصول إلى مصانع إعادة التدوير فليست بأفضل حال من سابقتها؛ إذ يُستخدم الوقود والمواد الكيميائية لإعادة تدويرها. وهناك ملوثات تُطلق من هذه العمليات تلوث الهواء والماء.

8- يعاد تدوير البلاستيك إلى ما لا نهاية

ما لا يُقال هو أن إعادة التدوير تُضعف التركيب الكيميائي للبلاستيك ولهذا يُعاد تدوير معظم البلاستيك المستخدم إلى مواد أقل جودة وفائدة، ونادرًا ما يعاد تدوير معظم المواد البلاستيكية أكثر من مرة. فمثلًا النوع الأول (PET)، يمكن إعادة تدويره حتى ثلاث مرات، ولكن ذلك لا يحدث لأنه يحول عادة إلى البوليستر الذي لا يمكن إعادة تدويره. ومن ثم، يمكننا القول إن النوع الأول لا يعاد تدويره إلا مرة واحدة.

 

والنوع الثاني يمكن تدويره أكثر من مره. فقد قام أحد المصانع الأوروبية بتدوير هذا النوع 10 مرات ضمن ظروف محددة للغاية. أما البلاستيك من النوع 3 و4 و6 فيعاد تدويرها مرة واحدة فقط، ومعظمها ينتهي بها الحال في مقالب النفايات.

9- صناعة البلاستيك ودعم عمليات إعادة التدوير

وبحسب الكاتبة تقود صناعات النفط والبلاستيك مكافحة المواد البلاستيكية ذات الاستعمال الواحد. ويروجون لإعادة التدوير مع أنهم يكسبون المال عندما نشتري منتجات بلاستيكية جديدة، إذن، لماذا يفعلون ذلك؟ الحقيقة هي أنهم لا يدعمون إعادة التدوير، بل هو تكتيك لتهدئة حماة البيئة ولحماية أنفسهم من رد فعل الناس عندما يبيعونهم منتجات بلاستيكية جديدة.

وتشير الكاتبة إلى إنها قد ذكرت سابقًا إحدى حيل هذه الصناعة وهي إنتاج الرموز الأخرى لإرباك الناس. وطالما أمكنهم جعلنا نعتقد أن معظم البلاستيك يمكن إعادة تدويره، فيجب أن نعير انتباهنا لصناعة التدوير أكثر من القائمين على الصناعة.

 

إذ يعتقد البعض أنه يُعاد تدويرها، وعندما لا يحدث ذلك، قد يلقي البعض باللوم على صناعة إعادة التدوير وليس على صناعة البلاستيك أو أنفسنا لشرائنا هذه المنتجات في المقام الأول. وتشير الكاتبة أنه في عام 2010، أنتجت صناعة البلاستيك ضعف ما أنتجته عام 1990، وبحلول عام 2050، ستنتج ثلاثة أضعاف البلاستيك الذي أنتجته عام 2020.

10- البلاستيك سيئ

وتختم الكاتبة جولتها مع هذا السؤال، لماذا نكره البلاستيك إلى هذا الحد؟ وتجيب قائلة: لأنه يستغرق قرونًا قبل أن يتحلل، ويُلقى في المحيطات، وينتهي به الأمر في أنوف وبطون الكائنات البحرية. ولكن ماذا لو حظرنا البلاستيك ما الذي سيحل محله؟

استخدم الناس سابقًا الخشب والزجاج والعاج وصدف السلحفاة يوميًّا بدلًا من البلاستيك. وكما نعلم، الخشب من الأشجار أي سيؤدي استخدامنا له إلى إزالة الغابات. والعاج وصدف السلحفاة نحصل عليها من الفيلة والسلاحف. فهل نفضل قطع الأشجار وقتل الحيوانات على استخدام البلاستيك؟ فالتاريخ يقول لنا إننا لهذا السبب اخترعنا البلاستيك في منتصف القرن التاسع عشر. فقد أنقذ البلاستيك حياة عديد من الحيوانات والأشجار منذ ذلك الحين

وقبل التغليف البلاستيكي، كانت مخاطر التلوث متربصة في المطابخ المنزلية والمطاعم العامة. وكانت هناك حاجة لحفظ الأطعمة لتدوم وقتًا أطول، ولكن هذا مرهون بالآنية التي تحتويها. وتغيرت كذلك طريقة التسوق من أجل البقالة إذ أصبحت المواد السائبة تعبأ حسب الحاجة وأصبحت صلاحيتها معلومة، كما تجنبنا التسمم الغذائي والأمراض الناجمة عن الأواني الفخارية المبطنة بالرصاص باستخدامنا للبلاستيك.

 

المصدر: ساسة بوست



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:32
الظهر 12:38
العصر 04:17
المغرب 07:15
العشاء 08:43