فرق استطلاع واغتيالات وحرب كيميائية! هذه الحيوانات تشن حروباً نظامية مثل البشر
فرق استطلاع واغتيالات وحرب كيميائية! هذه الحيوانات تشن حروباً نظامية مثل البشر

الجمعة | 08/07/2022 - 11:05 مساءً

الحروب واحدة من أكثر أسباب الدمار على كوكب الأرض؛ البشر خاضوا الحروب منذ آلاف السنين لأسباب كثيرة؛ إما دفاعاً عن أنفسهم، أو طمعاً في مزيد من السيطرة أو القوة، أو التوسع في الرقعة الجغرافية… وغيرها من الأسباب. ولا يزال البشر يحاربون بعضهم حتى اليوم ناشرين المزيد من التدمير والقتل والترويع.

وقد يعتقد البعض أن الحروب النظامية هي نشاط بشري بحت، بدأ الإنسان في ممارسته منذ بدء تاريخه القديم، ولكن في الحقيقة هناك حيوانات تشن الحروب بطريقة مشابهة للإنسان، وتكتيكات قريبة من جيوش البشر، قد لا تتطابق مع الحروب البشرية المدمرة بأسلحتها الحديثة والفتاكة، ولكن الأساليب تتشابه بشكل كبير، وتجعل حروب الحيوانات ظاهرة عجيبة تستحق التأمل.

جيوش النمل.. هيكل عسكري متكامل 

غرفة عمليات وفرق استطلاع

تعد فصيلة جيش النمل أو "النمل الجيشي" Army Ant الموجودة في أمريكا الشمالية والجنوبية بشكل كبير؛ واحدة من أكثر فصائل النمل إبهاراً في التنظيم والحشد وتحريك الجموع. 

تماماً كما تعمل أجهزة الأمن والاستخبارات، تنشئ مستعمرة جيش النمل "مقراً للعمليات"، ومنه تبدأ "فرق استطلاع" من المستعمرة باستكشاف كل المناطق المحيطة بأرض المستعمرة، ومعرفة أماكن وجود أقوى المستعمرات حولها لتبدأ بعدها في "ترسيم حدود" سيطرتها.

إرسال مجند فردي

بعد أن تبدأ مستعمرة النمل في تحديد العدو المنافس لها بناءً على مراقبة فرق الاستطلاع، تنتخب الخلية نملة قوية من محاربي المستعمرة، وترسلها إلى أقرب نقطة من أرض العدو، لتنتظر مواجهة فردية مع نملة من مستعمرة العدو في معركة تتم لاختبار قوة كل مستعمرة أمام الأخرى، بعد معركة تشتبك فيها النملتان، تتراجع الخاسرة، وتسلّم مستعمرة النملة الخاسرة بعضاً من مناطق نفوذها لصالح النملة المنتصرة.

الغزو الكامل

بعد أن تحدد المستعمرة المنتصرة حدود أراضي نفوذها الجديدة، تنتظر أي ردة فعل من المستعمرة الخاسرة، وإذا لم يكن هنا أي رد فعل تتخذ المستعمرة المنتصرة قراراً باكتساح أراضي الأعداء المهزومين وغزوها بالكامل.

جيوش النملالتواصل الاجتماعي

وهنا تحشد المستعمرة كل أفرادها تقريباً من الذكور والإناث باستثناء النمل الأصغر حجماً أو الأضعف من أن يحارب، ويتم الغزو بزحف كامل وسريع مثلما يحدث في المعارك الحربية البشرية، ويتم اقتحام النقاط الأساسية والحصينة في بيت المستعمرة الأضعف، ثم تبدأ عمليات الاشتباك بين النمل إلى أن تنتهي المعركة بمقتل أفراد المستعمرة الأضعف جميعهم.

حرب كيميائية!

فصيلة أخرى من النمل هي "النمل كبير الرأس" أو Big headed ants، والمنتشر في أجزاء إفريقيا الجنوبية، تستخدم تكتيك "الحرب الكيميائية" شديد الذكاء لمحاربة أعدائها، فعندما تريد مستعمرة نمل كبير الرأس أن تهاجم مستعمرة أخرى توجه مجموعة من النمل المحارب للاشتباك مع قوات المستعمرة الأخرى؛ ثم تقوم بـ"رش" "الفيرمونات" (مركبات كيميائية عضوية تفرزها أجسام الحيوانات وتستخدم لنقل الإشارات والتعارف والتجاذب) الخاصة بها على جنود المستعمرة الأخرى، ثم تنسحب. وعندما يصل النمل الذي يحمل فيرمونات المستعمرة الأخرى يخطئ أهل المستعمرة في التعرف على فيرمونات أفراد مستعمرتهم، ويحسبونهم من الأعداء، ومن ثم يهجمون عليهم ويفتكون بهم على الفور.

جيوش النملالتواصل الاجتماعي

التكتيك نفسه تستعمله فصيلة نمل أخرى بطريقة مختلفة، وهي فصيلة النمل صانع العبيد Slave-Maker؛ إذ يشتبك مع أفراد مستعمرة نمل أخرى، وبعد أن يقتل الأقوى الأضعف، يسرق النمل المنتصر "فيرمونات" النمل الميت ويدهن بها أجساده، ويستخدم هذا "التنكر" في التسلل إلى مستعمرة العدو لقتل الملكة الأم وكبار المحاربين أو الحرس المحارب ثم يفر.

حيوانات الشمبانزي.. اغتيال قادة ومعارك ضارية

فصيلة الشمبانزي واحدة من أكثر فصائل القردة العليا شراسة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالترتيب السلطوي داخل القبائل أو الجماعات؛ فهي أكثر فصيلة تشتهر بتنافس الذكور الأقوياء على قيادة الفريق.

اغتيال القائد

العديد من الأبحاث العلمية التي تناولت سلوك جماعات قردة الشمبانزي أظهرت أن التنافس بين الجماعات على مناطق النفوذ، وخاصة تلك التي تحتوي العديد من مصادر الطعام، تكون سبباً رئيسياً في اشتباكات جماعات القردة في معارك ضارية تنتهى بشكل دموي بمقتل أغلبية ذكور الجماعة الأضعف.

هجوم الشمبانزيالتواصل الاجتماعي

وبحسب ما ذكر أحد علماء سلوك الحيوان، بعد أن درس قطعان الشمبانزي لفترة طويلة في إحدى الحدائق الوطنية المفتوحة في مقاطعة "ماهالي" في تنزانيا، أن قطيعين من الشمبانزي كانا يدخلان في معارك ضارية، وذات يوم اختفى قائد أحد القطيعين بطريقة غامضة ولم يعثر له على أثر؛ وقال إنه في الأغلب قد اغتيل من قبل أفراد القطيع الآخر.

معارك دموية وعاهات دائمة

كما ورد في دراسات أخرى قام بها عالم الأحياء الأمريكي جون ميتاني، أثناء مراقبته الدقيقة لمجموعات حيوانات الشمبانزى منذ 1999 إلى 2008، أنه كان هناك ما يقرب من 18 حرباً ضارية بين جماعات الشمبانزي، من بينهم 13 معركة تم الزحف فيها على مناطق نفوذ جماعات أخرى، أو في مناطق محايدة بمثابة "ساحات حرب"، وكانت تنتهي الحروب عادة بمقتل أفراد المحاربين من جماعة بأكملها، أو يُترك منهم البعض بإصابات خطيرة، أو عاهات تجعل القرد غير قادر على ممارسة الأنشطة الاعتيادية للذكور.

معارك لا تنتهي بين الدبابير والنحل

حرب شرسة أخرى على طريقة الحروب الانتقامية ممتدة العداء بين جيشين أو بلدين؛ حيث تحارب فصيلة الدبابير اليابانية الضخمة Japanese Giant Hornets فصيلة أخرى بكل ما تملك من قوة، وهي فصيلة نحل العسل الياباني الذي يشاطر الدبابير عادة أماكن المعيشة. 

الدبابير الضخمة تهاجمم النحلالتواصل الاجتماعي

الدبابير اليابانية حيوانات مرعبة حتى بالنسبة للبشر، طول أجنحتها يصل إلى 7 سنتيمترات، وتستغل قدراتها على اللسع المميت في شن هجوم على فرق نحل العسل الذي يغزو أغلب غابات اليابان. كما أن لدغتها تحمل واحداً من أشد أنواع السموم العصبية فتكاً.

تستغل الدبابير خروج شغالات خلية النحل لحشد أكبر عدد من أعدادها، ثم تتجمع قرب مستعمرة النحل، وتشن هجوماً خاطفاً ضارياً وكاسحاً على المستعمرة، وقتل كل النحل بداخلها، ثم تستهدف الملكة وحدها إذا كانت خارج المستعمرة.

 

المصدر: مواقع الكترونية



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:31
الظهر 12:37
العصر 04:17
المغرب 07:16
العشاء 08:44