منذ الإعلان الأول عن منجزات التلسكوب الفضائي "جيمس ويب" التابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، والذي بلغت ميزانيته 10 مليارات من الدولارات؛ سرت موجة من الاهتمام بنتائجه في جميع أنحاء العالم، فلماذا تنفق الدول كل هذه الأموال على علوم الفضاء، وما سر الاهتمام بتصوير المجرات في السماء؟

التطورات الثورية في المجال التقني

تتطلب دراسة الكون بتلسكوبات مثل جيمس ويب جمع أكبر قدر ممكن من التفاصيل الدقيقة عبر تقنيات ثورية في نطاقات البصريات ومعالجة الإشارات مثلا، وذلك أدى إلى العديد من المنجزات التقنية في مجالات مختلفة كالإلكترونيات الاستهلاكية والاتصالات والهواتف الذكية وبطاريات الليثيوم والتكنولوجيا الطبية.

الفائدة الاقتصادية

ساهمت التطورات في علوم الفلك والفيزياء الفلكية في إعطاء رجال الاقتصاد والسياسة أدوات لتقييم الفائدة الاقتصادية للأجرام السماوية، ونتحدث هنا بشكل خاص عن الموارد التي يمكن الحصول عليها من القمر، أو كواكب مثل المريخ، أو الكويكبات القريبة من الأرض.

تعدين الكويكبات

هناك كويكبات كثيرة تمر سنويا على مسافة قريبة من الأرض تحتوي على كميات هائلة من معادن مهمة من "مجموعة المعادن البلاتينية" و"العناصر الأرضية النادرة"، وكلاهما مفيد في صناعة كل شيء تقريبا، بداية من البطاريات والإلكترونيات، ووصولا إلى تكرير البترول وإنتاج الطاقة.

الصراع السياسي وسيادة العالم

التقدم العلمي هو قوة ناعمة تستخدمها الدول لفرض سيطرتها دون الحاجة إلى دبابات، وأشهر مثال في هذا الصراع بين الاتحاد السوفياتي السابق والولايات المتحدة الأمريكية على إرسال أول إنسان إلى سطح القمر، فقد كلفت هذه المهمة في مجملها ما مقداره نحو 150 إلى 200 مليار دولار. كما تتنافس الصين والولايات المتحدة على تطوير التلسكوبات ومركبات الفضاء.