لم تسجل ذاكرة الإعلام عاما هيمنت فيه عناوين الكوارث الطبيعية مثلما حصل خلال العام 2022، فخلال أشهر الصيف الماضي سابقت أخبار الحرائق التي انتشرت على الخريطة الأوروبية ما عداها من أحداث.

وترافقت تلك الموجة مع تفاقم ظاهرة الجفاف ودمار الغابات وانحسار الأنهار، أما في شتاء 2022 فالحدث انتقل إلى شمال القارة الأميركية، حيث العواصف الثلجية تكتسح وتقتل عبر العديد من مناطق الولايات المتحدة.

وقد أكدت هذه الكوارث المتلاحقة إلى جانب ذوبان الجبال الجليدية في القطب الشمالي ما نبه له علماء المناخ من تغيرات ستزداد حدة وخطورة بمرور السنوات.

وفي هذا السياق، تابع برنامج "المرصد" (2023/1/2) أبعاد استفحال ظاهرة الكوارث الطبيعية، وصيحات الفزع التي أطلقتها المنظمات الدولية ضد كبار الملوثين في العالم، كما تابع حالة عودة الوعي للإعلام العالمي الذي بات أكثر اهتماما بقضية لم تأخذ حظها في التغطية منذ زمن بعيد.

يشار إلى أنه على مدى الأيام القليلة الماضية تصدرت مدينة بوفالو عناوين الأخبار في مختلف وسائل الإعلام الأميركية، حيث اعتبرت بؤرة أزمة الطقس العاصف الذي شهدته ولايات أميركية عدة خلال عيد الميلاد.

وقد أسفرت العاصفة الثلجية عن عشرات الوفيات جراء البرد القاسي وحوادث السير، كما تسببت في قطع الكهرباء عن مئات الآلاف من المنازل، وأحدثت شللا كبيرا في حركة النقل الجوي.

حرب مع الطبيعة

من جهتها، وصفت حاكمة ولاية نيويورك الوضع بأنه حرب مع الطبيعة الأم، فيما تصدر مصطلح "الإعصار قنبلة" عناوين النشرات الإخبارية الأميركية.

يذكر أن موجة الطقس والمناخ السيئ نهاية العام 2022 لم تقتصر على الولايات المتحدة فقط، بل طالت العديد من الدول في مناطق عدة من العالم، مثل كندا واليابان وبريطانيا وإيطاليا وغيرها.

أما في باكستان فشقت الكوارث الطبيعية وملفات المناخ -خلال السنة الماضية- طريقها بقوة إلى غرف الأخبار وزاحمت عناوينها أصوات معارك الحرب الأوكرانية الروسية.

وللمرة الأولى منذ نحو 5 قرون شهدت القارة الأوروبية معدلات جفاف مرتفعة وتراجع منسوب المياه في أشهر أنهارها، إذ غدت القارة العجوز مثل كرة اللهب، وارتفعت درجات الحرارة فيها إلى مستويات غير مسبوقة.

كما شهدت المملكة المتحدة رقما قياسيا في 19 يوليو/تموز الماضي عندما تجاوزت درجة الحرارة أكثر من 40 درجة مئوية.

المصدر : الجزيرة