سعد داغر
خاص بآفاق البيئة والتنمية
تتوقف السيارة المتجهة بركابها نحو القرية، بعد يوم عملٍ طويل في ورشة أو مؤسسة أو وزارة، أو بعد زيارة للمدينة لطبيب أو قريب أو نزهة، تتوقف على باب المخبز، يترّجل بعض من فيها، يدخلون المخبز ويعودون بربطة أرغفة الخبز وينتقلون لمحل البقالة والدواجن والخضار ليخرجوا محملّين بالخضار والفواكه، الطازجة منها والمجففة.
تين مجفف "قُطّين"، عنب مجفف "زبيب"، ملبن، لوز وجوز، حليب وبيض ودجاج، اتجاه سير هذه المواد أضحى من المدينة إلى الريف، في تغييرٍ للاتجاه الطبيعي لتدفق المنتجات الغذائية، ليمثل تعبيرًا جليًا عن عمق الخلل في البنية والعلاقة الإنتاجية الاقتصادية بين دور ووظيفة كل من الريف والمدينة، إذ، ألم تكن كل هذه المنتجات تسير بالعكس، من الريف مصدراً للإنتاج إلى المدينة بُنيةً استهلاكية لتلك المنتجات؟
كيف تغيّر كل ذلك؟ لماذا فقد الريف الفلسطيني كثيراً من صفاته، وما عادت وظيفته ونمط الحياة فيه كما ينبغي لها أن تكون، كما في الماضي القريب، الذي يذكره تماماً جيل السبعينيات والثمانينيات وما قبله من القرن الماضي؟ يوم كان يُطلق الوصف الحقيقي على ساكن الريف "فلاح"، في حين فقد اليوم غالبية أهل الريف هذه الصفة.
الفجر | 05:00 |
الظهر | 12:35 |
العصر | 04:06 |
المغرب | 06:47 |
العشاء | 08:10 |