لا يتوقف عداد الموت في ليبيا عن حصد الضحايا الذين بلغ عددهم أكثر من سبعة آلاف قتيل في درنة فقط، وسط بلاغات عن أكثر من 10 آلاف مفقود.
أظهرت صور الأقمار الصناعية الدمار الذي حدث في درنة، مقدمة على ما يبدو بعض الأجوبة الشافية..
فقد تبيّن أن البنية التحتية الضعيفة في شرق ليبيا والمناطق المنخفضة جعلتها عرضة بشكل خاص للكوارث، حيث تسببت الأمطار في حدوث فيضانات وأدت تلك الاخيرة إلى انهيار السدود غير المصانة كما يجب..
كما أظهر الصور تعرض العديد من المباني للتدمير في المناطق السفلية من المدينة بسبب موقعها الجغرافي أيضا، بعد أن غمرت السيول النهر النازل من المرتفعات.
فقد شكل كل من الطقس المتقلب والجغرافيا الضعيفة والسدود والطرق الهشة، أسبابا رئيسية في جعل الطوفان أسوأ ما تشهده منطقة شمال أفريقيا منذ قرن تقريباً، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".
ولأن الدولة الواقعة في شمال إفريقيا تعاني من أعمال عنف بين الفصائل المتحاربة منذ أكثر من عقد، غابت أعمال الصيانة منذ سنوات عنها
وبالحيث عن العوامل المناخية، أفاد المركز الوطني الليبي للأرصاد الجوية بهطول أمطار قياسية على مدار 24 ساعة بلغت 414.1 ملم أي أكثر من 16 بوصة في البيضاء من الأحد إلى الاثنين، وفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وسقطت معظم الأمطار خلال 6 ساعات فقط، بحسب مؤرخ الطقس ماكسيميليانو هيريرا.
وتتلقى البيضاء حوالي نصف بوصة فقط من الأمطار في شهر سبتمبر النموذجي وحوالي 21.4 بوصة من الأمطار في العام المتوسط.
كما يقول العلماء إن تغير المناخ جعل هطول الأمطار الغزيرة أكثر شيوعا في السنوات الأخيرة.
في حين سقط حوالي 170 ملم من الأمطار -ما يقرب من 7 بوصات- في الأبرق في منطقة درنة، وفقًا لموقع Floodlist، وهو موقع إلكتروني يجمع معلومات عن الفيضانات.
وقال شهود لوكالة رويترز، إن مياه الفيضانات في درنة وصلت إلى 10 أقدام، بينما تلقت مواقع أخرى ما بين 150 إلى 240 ملم (6 إلى 9 بوصات) من الأمطار.
وجلبت العاصفة أيضا رياحا قوية تصل سرعتها إلى 80 كيلومترا في الساعة (50 ميلاً في الساعة).
بعد أن تسبب في فيضانات كارثية في اليونان وتركيا وبلغاريا الأسبوع الماضي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 26 شخصا، وفقا لوكالة أسوشيتد برس، تحول دانيال إلى ما يعرف باسم "ميديكاين"، أو الإعصار الشبيه بالمدار الذي يتشكل أحيانًا فوق البحر الأبيض المتوسط.
وأصبحت العاصفة أقوى لأنها استمدت طاقتها من المياه الدافئة بشكل غير طبيعي، قبل أن تنجرف نحو الجنوب وتتسبب في سقوط أمطار غزيرة على شمال شرق ليبيا، حيث غمرت الأمطار المتدفقة على التضاريس الجبلية السدود.
تتميز Medicanes، وهي اختصار لأعاصير البحر الأبيض المتوسط، بسحب تلتف حول عين خالية من السحب تشبه الأعاصير المدارية، ولكنها عادة ما تكون أصغر حجما، ولها رياح أضعف ولا تدوم طويلاً.
‹›
وبعد أن فقدت العاصفة الكثير من طاقتها فوق الأراضي القاحلة في ليبيا، تراجعت شدة هطول الأمطار أثناء تحركها إلى شمال مصر، حيث كانت رياحها المتبقية تثير عاصفة ترابية.
كما يبدو أن مدينة درنة الشرقية ستبقى الأكثر تضرراً من الفيضانات، حيث أظهرت الصور ومقاطع الفيديو المنازل والحقول المغمورة بالمياه.
وتقع المدينة في نهاية الوادي المعروف باسم وادي درنة، وهو من أنواع الأودية الجافة إلا في موسم الأمطار، ولهذا حينما اجتاحت سيول المياه السدود جرفت مباني بأكملها إلى البحر.
كذلك تتميز المدينة الساحلية، التي يقدر عدد سكانها بـ 90 ألف نسمة، بموقعها المنخفض، ما يجعلها أكثر عرضة للفيضانات، فالتربة الجافة والمتشققة بعد صيف طويل حار ليست مجهزة لامتصاص مثل هذه الكميات الكبيرة من الماء.
ووفقا لوسائل الإعلام المحلية، تم بناء كلا السدين في السبعينات لمنع الفيضانات، حينها كان القلب مصنوعا من الطين والجوانب مصنوعة من الحجارة والصخور.
يشار إلى أن الداخلية الليبية قالت إن قوات الجيش أخلت مدينة درنة من جميع سكانها والصحفيين بشكل مؤقت بهدف تسهيل عمليات الإنقاذ فيها.
وبحسب الناطق باسم وزارة الداخلية بالحكومة الليبية المكلفة طارق الخراز، فإن الجيش أخلى درنة لإفساح المجال لفرق الإنقاذ المحلية والدولية للعمل وانتشال ضحايا إعصار دانيال.
في هذا الإطار، قال مستشار رئيس البرلمان الليبي للعربية إن أعداد النازحين في درنة تجاوزت 30,000، بينما بلغ عدد الضحايا أكثر من سبعة آلاف قتيل في درنة فقط وسط بلاغات عن أكثر من 9 آلاف مفقود.
الفجر | 05:16 |
الظهر | 12:27 |
العصر | 03:47 |
المغرب | 06:17 |
العشاء | 07:38 |