تلال موشاه بأشجار الزيتون المعمرة، آفاق خضراء لا تنتهي، عيون ماء بعضها ينضح والبعض الآخر جفّ بفعل ممارسات الاحتلال، آثار رومانية قديمة، مغر باردة استخدمت لحفظ الفواكهة بعد قطافها من الحقول التي اعتبرت سلة غذائية بمنتوج كان يصل الأردن، اجواء منعشة وسكون ريفي ملهم، عناصر لحياة كريمة لم ترق للاحتلال قاتل الاحلام والكرامة، فها هو يشق الطرق ويفجر الصخور ويدمر مسارات مياه الينابيع لبناء جدرانه التوسعية فيجففها، ويخطط لعزل المزارعين عن حياتهم وهوائهم المتمثل بأراضيهم الزراعية، وذلك عبر تحديد مسارات استكمال بناء الجدار حول الضفة الغربية، وذلك في جزئه الاخير عازلاً القرى الغربية لبيت لحم عن نفس المحافظة وطبعا عن امتدادها الطبيعي مع القدس، ليحاصرها في دوائر يتم اختراقها ببوابات عسكرية احتلالية، والأسوأ هو الاراضي التي سيصبح الدخول لها محفوفا بالصعاب وفي مواسم محدودة المدة.

خلال جولة في قرية الولجة ووادي المخرور، المنطقتين الساحرتين لما حباهما الله من ماء وخضره وسكان يعشقون الارض والزراعة، استطلعت "آفاق البيئة والتنمية" آراء عددٍ من السكان الريفيين والذين عكّر صفو حياتهم اقتراب نصب الجدار العنصري، الذي سيقضي على متنفسهم ومصدر رزقهم الوحيد "الأرض".