رصد فريق من علماء الفلك الأوروبيين أقوى أبعد ضوء كوني يرى من الأرض حتى الآن.وأشار الباحثون في دراستهم التي نشروا نتائجها اليوم الأربعاء في مجلة نيتشر البريطانية إلى أن ما يعرف بـ"الكويزر" يصدر ضوءا في الكون على بعد 12.9مليار سنة ضوئية.

والكويزر هو مركز أحد المجرات النشطة ويستطيع إرسال طاقة بمستويات مساوية لعدة مئات من المجرات المتوسطة مجتمعة. ويعتبر علماء الفلك الكوزير "شبه نجم" أو "نجما زائفا".والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة وتعادل نحو عشرة تريليون كيلومتر.وبسبب البعد السحيق لهذا الجرم السماوي عن الأرض فإن العلماء يعتقدون أنه يرسل أشعته من الكون عندما كان الكون في مهده.ويحمل هذا الجرم اسم "جي 1120 + 0541".

واستغرق وصول ضوء هذا الجرم للأرض 12.9مليار سنة في حين يقدر العلماء عمر الكون بنحو 13.7مليار سنة.وأوضح رئيس فريق الباحثين شتيفان وارين من الكلية الملكية بلندن أن "هذا الكويزر،يتيح لنا نظرات قيمة على الكون المبكر".

والكوزيرات هي مجرات نشطة مدفوعة بثقب أسود هائل الحجم في مركز المجرة وهو ما يجعله يظهر في المقاريب "التلسكوبات" وكأنه نجم.

ويمتلك الثقب الأسود في مركز هذا الجرم حجما مماثلا لملياري شمس "فهو جرم نادر جدا سيساعدنا على فهم كيف ازداد حجم الثقوب السوداء بعض مئات الملايين من السنوات عقب الانفجار العظيم" حسبما قال وارين. 

وحسب النظريات المتداولة حاليا بين العلماء فإن الثقوب السوداء نمت ببطء مما جعلها لا تستطيع تجميع حجم بهذا الشكل بعيد الانفجار العظيم الذي يعزى إليه نشأة الكون بشكله الحالي.  

ونحن نرى هذا الكويزر عندما كان عمر الكون لا يزيد عن 770 مليون سنة عقب هذا الانفجار الأول. ونشأت أولى نجوم الكون بعد نحو 500 مليون سنة من الانفجار العظيم. 

ورغم أن العلماء رصدوا أجراما وأحداثا كونية أبعد من هذا الجرم إلا أن ضوء هذا الكويزر الذي اكتشف الآن يبلغ مئات أمثال هذه الأجرام مما يجعله أبعد جرم يتم رصده يسمح بمعرفة مثل هذه التفاصيل الدقيقة عن الكون في مراحله الأولى حسبما أوضح المرصد الأوروبي في جارشينج بالقرب من ميونيخ. 

ويرجح الباحثون أن عدد جميع الكوزيرات المشابهة لهذا الكويزر لا يزيد عن نحو 100 كويزر.  واستغرق البحث عن هذا الكويزر خمس سنوات.

منقول عن الاقتصادية