مزارعو طوباس يخشون جنون الغنم
مزارعو طوباس يخشون جنون الغنم

الأحد | 19/01/2014 - 05:20 صباحاً

يعاني مربو الأغنام في بلدة طمون جنوب طوباس من نفوق العشرات من مواشيهم بسبب اصابتها بمرض لا يزال غامضا بالنسبة لهم، لم يفلح البيطريون بتحديده بشكل جازم أو تقديم العلاج الملائم له، ما تسبب لهم بسيل من الخسائر بدء قبل عام ونصف ولم تنته فصوله بعد.

وتصاب الخراف بحركات لا ارادية وعدم مقدرة على الاتزان وهي مؤشر لاصابتها بمرض خطير تفقد معه القدرة على الوقوف والاكل وصولا الى الهزال التام فالموت.

اكثر من ثلاثة وعشرين رأسا من الماشية نفقت لدى المزارع سعد بني عودة وهو من قرية طمون في اقل من عام ونصف الاعراض هي ذاتها والنتيجة ايضا لا تختلف، لكن المرض لم يشخص ولم يتمكن الاطباء بعد من وصف العلاج الصحيح الشافي لها حسب قول المزارعين الذين اعربو لـ معا عن قلقهم.

مشكلة مرض الاغنام ونفوقها ليست مشكلة حصرية في مزرعة معينة فما تعانيه الاغنام هناك يشتكي منه المزراعون لظهوره في اغنامهم في اكثر من مزرعة في بلدة طمون، سكاي كيسنك ونقص السيلينيوم والتكسوبلازما واكياس دهنية على الدماغ كلها امراض قيل انها السبب الذي يقف وراء نفوق المواشي هناك من قبل اطباء دائرة البيطرة.

ورغم ان مربي الاغنام قاموا بتقديم العلاجات لمواشيهم وفقا للتشخيص لكن الموت لم يتوقف بل استمر ليشمل كافة الفئات العمرية لتلك المواشي.

ومع استمرار الخسائر والموت بين المواشي والعجز حتى اللحظة عن ايجاد العلاج الشافي لها دعوات من قبل المزارعين لجهات الاختصاص للتحرك بشكل اكثر جدية لمعالجة الموضوع والوصول لسبب المشكلة حتى لو اقتضى الامر الاستعانة بخبرات ومختبرات خارجية او اتاحة المجال على اقل تقدير امام المزارعين للقيام بذلك من خلال تسهيل الاجراءات اللازمة لذلك.

وما يخشاه المزارعون هناك ان يكون سبب المشكلة الحقيقي هو اصابة مواشيهم بمرض السكريبيا او جنون الغنم كما حذرهم بعض البيطريين وهو مرض ينتقل من المواشي الى البشر ليصابوا به ويحتاج لتحرك سريع من قبل الجهات المختصة لحسم الامر واتخاذ الاجراءات اللازمة ان صح ذلك.

بدوره عقب الدكتور عماد مكركر مدير عام الخدمات البيطرية في وزارة الزراعة بالقول إن المرض ليس غامضا لا للمزارعين ولا للاطباء البيطريين، فهو مرض معروف تاريخيا للمربين ولكل من يعمل في المجال البيطري، وللتذكير فهو حالة مرضية تسببه الدودة الشريطية التي تعيش في امعاء الكلاب وتنتقل الى الاغنام من خلال الاتصال المباشر مع الكلاب المريضة (الحاملة للدودة الشريطية) ، وهذا المرض موجود ويسجل سنويا في كافة المحافظات وليس في بلدة طمون فقط.

واضاف بأنه يسميه المزارعون الدوران وهو ناجم عن انتقال بويضات الدودة الشريطة عبر اعشاب المرعى الى الاغنام مسببة يرقة على شكل كيس مائي في دماغ الاغنام وظالذي ينجم عنه عوارض عصبية كما هو ظاهر في الصور المنشورة اعلاه، والعلاج الوحيد لهذا المرض هو تجريع الكلاب بالعلاجات الطاردة للديدان على الاقل مرتين سنويا، و ان انتشار هذا المرض له علاقة بمستوى الوعي لدى المزارع كون ان عدم اعطاء جرعات وقائيه لكلاب المزرعة والسيطرة على الكلاب الضالة . وهذا يتطلب مكافحة الكلاب الضالة من قبل كافة الجهات المعنية وبشكل خاص البلديات و المجالس المحلية.

وحول مرض السكريبيا (الرعاش) أوضح د. مكركر ان هذا المرض لا ينتقل للبشر ولا علاقة بما يعانيه قطيع المزارع في بلدة طمون. راجيا من الاطباء البيطريين حكوميين كانوا او من القطاع الخاص بأن لا يزودوا المزارعيين البسطاء بمعلومات مغلوطة عن مرض الاكياس المائية ومرض السكريبيا، املا منهم التواصل مع الادارة العامة للخدمات البيطرية في وزارة الزراعة لتزويدهم بالمعلومات العلمية اللازمة حول الموضوع.



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 05:09
الظهر 12:44
العصر 04:15
المغرب 06:57
العشاء 08:20