لعنة الجفاف الاخضر تجتاح مناطق واسعة من اثيوبيا
لعنة الجفاف الاخضر تجتاح مناطق واسعة من اثيوبيا

الإثنين | 15/08/2011 - 11:20 صباحاً

 

ترتبط كلمة " جفاف" بصور أرض ظمآنة وسهول جرداء وهو الموقف الذي تواجهه الدول الأفريقية الساحلية المسطحة مثل الصومال وجيبوتي حاليا. هناك نوع آخر مختلف من الجفاف-الجفاف الأخضر-وهو موجود في الأراضي العليا من إثيوبيا، هو الآخر يتسبب في نقص المؤن الغذائية والمجاعة، لكنه لا يبدو واضحا للوهلة الأولى. منطقة دوبا شرقي إثيوبيا، تبدو مزدهرة لكن سكانها لا يجدون حصادا، هذا هو ما يسميه الخبراء "الجفاف الأخضر".

يقول ميليس أووكي من برنامج الأمم المتحدة العالمي للأغذية في أديس أبابا:" كل شيء يبدو أخضر..لكن لا يوجد شيء يصلح للاستهلاك الآدمي". ما ينمو بشكل أساسي هناك هو النباتات شديدة الاحتمال التي لا تحتاج سوى قليل من الماء، مثل الحشائش وأشجار الطلح- الأكاسيا-ذات الأشواك، والأشجار النفضية-التي تسقط أوراقها بين الفصول-والصبار والأحراش والشجيرات. يقول أووكي "لكن الناس لا تأكل الأشجار". لا شيء صالح للأكل ينمو هنا لأن مزارعي إثيوبيا أنهكوا أراضيهم بالاستغلال الجائر لفترات طويلة للغاية. طوال عقود كان الفلاحون يزرعون نوعا واحدا من المحاصيل، ما استنزف المواد العضوية المغذية من التربة وأدى في النهاية إلى تآكل الرقعة الزراعية، بعد أن اختفت طبقات التربة الخصبة.

"إذا لم تعط الأرض فرصة للراحة والتجدد .. تقول التربة في مرحلة ما ..كفى". الاذرة والاذرة البيضاء هي المحاصيل الأساسية في دوبا. والاعتماد على زراعة الاذرة وحدها على سبيل الخصوص يضعف خصوبة التربة كما انه يؤثر على احتمالات زراعة بدائل وفرص التنوع البيولوجي. آثار التغير المناخي حاضرة أيضا، ومن ثم فإن تلك العوامل مجتمعة تكون كارثية في الأعوام التي يقل فيها هطول الأمطار كعامنا هذا. يقول أحمد بكير مزارع في الأربعين من عمره وأب لطفل في الثامنة ، وهو يتطلع للحقول والتلال التي تغطيها الأحراش الكثيفة :" محصولي من الاذرة اصابه التلف تماما". كل شيء يبدو أخضر اللون لكنها خضرة زائفة، وفيما كان بكير يتحدث بدأت السماء تمطر.

يقول خبير برنامج الأغذية العالمي ميكونين تكليب مشيرا إلى محصول الاذرة "الجفاف لا يعني انها لا تمطر مطلقا..بل يهطل المطر إما متأخرا للغاية أو مبكرا للغاية أو أن يهطل في مواعيد غير منتظمة..(ومن ثم) لا تنمو الحبوب بالشكل المناسب..إنها صغيرة للغاية وملتوية لذا يضيع المحصول". هطل المطر بنمط غير مختلف هذا العام في المنطقة التي ترتفع عن سطح البحر بنحو 1600 متر، وهو ما أدى إلى أسوأ موجة جفاف يشهدها القرن الأفريقي منذ ستين عاما. ويقول تكليب"موسم المطر القصير الذي نطلق عليه اسم ميهير والذي من المفترض أن يبدأ في (آذار)مارس لم يبدأ حتى (أيار) مايو"..بينما بدأ موسم المطر الطويل أو بيلج، منتصف (تموز) يوليو بدلا من أوائل (حزيران) يونيو".

يقول بكيري ، إن سوء التغذية أصبح مشكلة تعانيها قريته بالفعل نتيجة لذلك، وأضاف أن منظمات الإغاثة الدولية وزعت أغذية بالفعل لكن بكميات غير كافية. فاقم الانفجار السكاني من ضراوة المشكلة، مع تزايد الأفواه الجائعة التي يجب سدها. الموت جوعا لم يهدد هذه البقعة من إثيوبيا بعد، ذلك أن المواطنين يمكنهم الحصول على الطعام من المناطق المجاورة التي تحظى بمحاصيل أوفر.

لكن الموقف قد يصبح منذرا-كما هو الحال في الصومال-إذا ما امتدت يد الجفاف لتنال من مساحات واسعة من أراضي البلاد في وقت واحد. ساعتها لن يكون أمام السكان بديلا سوى النزوح والعيش في مراكز الإيواء بحثا عن مساعدات غذائية عاجلة.

 

منقول عن صحيفة القدس العربي

 



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 05:09
الظهر 12:44
العصر 04:15
المغرب 06:57
العشاء 08:20