المشرق نيوز / احمد السماك

"موازنة الأجسام" هو فن فريد عالمياً يمارسه الشاب محمد العوضي (18 عام) من قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل منذ أحد عشر عام .  

وفكرة هذا الفن هي تثبيت الأجسام بطريقة غير مألوفة، كتثبيت التلفاز بشكل مائل فوق زجاجة دواء لا يتعدى طولها عشرة سم .

"الموازن الفلسطيني"  كما يُطلق على نفسه أشار خلال حديثه الخاص مع "المشرق نيوز" إلى أنه شاهد هذا الفن بالصدفة على موقع التواصل الاجتماعي"الفيسبوك"، ثم بدأ يتعلمه بمفرده من خلال اليوتيوب .

وقال العوضي :" بدأت في المدرسة كنت أضع الأقلام فوق بعضها البعض، فوجدت شكلها جميلا، وبالصدفة رأيت في موقع التواصل الاجتماعي  في نهاية سبتمبر العام الماضي ، صورةً لصخور على شاطئ البحر موضوعة فوق بعضها بشكل جميل".

وأضاف:" أعجبني منظر الصخور، وذهبت في اليوم التالي إلى شاطئ البحر، وبدأت أجرب بحجارة صغيرة، ونجحت بعد عدة محاولات من الفشل، فأخذت بعض الصخور إلى المنزل، وظللت أمارس هذا الفن لمدة أسبوع، ثم أصبحت أثبت الأحجار بشكل يصعب تصديقه".

وكان العوضي يتدرب كل يوم مدة أربع ساعات؛ لتطبيق ما يشاهده من مقاطع جديدة لـ فن موازنة الأجسام .

وتابع :" بدأت أنشر صور الأجسام التي أقوم بموازنتها على "الفيسبوك" في نهاية العام الماضي، ولاقت إقبالاً واسعاً "، واستدرك :"  وجدت أشياء جديدة بإمكان مُمَارِس هذا الفن أن يستخدمها، مثل : وضع الكرسي الصغير (الإسكمبلة) فوق عنق زجاجة الماء، فقمت بتجريبها، ونجحت بعد ساعتين من المحاولة، وفرحت لما زبطت أكتر ما تتخيل".

وعن كيفية موازنة الأجسام، يوضح العوضي أن لكل جسم نقطة ثقل وارتكاز، فيقوم بتثبيت الجسم بناءً على هاتين النقطتين .

وأفاد بأنه لجأ إلى هذا الفن لأنه رواده على مستوى العالم هم بالعشرات فقط، كما أنه الأول في فلسطين .

وأردف :"تطورت بعد موازنة الأحجار إلى أجسام أخرى، والآن أقوم بموازنة أي جسم، كما أني أقوم بتعليم الناس بعض الحركات اللازمة لهذا الفن".

وعن الصعوبات، قال لـ "المشرق نيوز" :"تعرض للإحباط من الكثيرين، وكنت أسمع دائما مقولات مثل: إنت بدك تنجح، إنت بدك تجيب حاجة جديدة".

كما يعاني العوضي من عدم وجود مرجعية علمية يعود إليها عندما يريد أن يوازن أجساما جديدة .

وأضاف :"أرى أن قدراتي الحالية تؤهلني للوصول إلى العالمية، كما أطمح أن أمثل فلسطين في المحافل الدولية".

 تجدر الإشارة إلى أن العوضي يقطن في حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة، الذي تعرض لدمار هائل في الحرب الإسرائيلية الأولى على غزة عام 2008/2009، وسقط من سكانه عشرات الشهداء والجرحى .

ويعاني أصحاب المواهب في قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل منذ أحد عشر عام،  من الإهمال الحكومي، نتيجة الانقسام الفلسطيني  بين حركتي فتح وحماس منذ أحداث الرابع عشر من يونيو/حزيران .

اضغط هنا لمشاهدة الفيديو