خاص طقس فلسطين
تقرير: فداء داوود- قلقيلية
القادم لمدينة قلقيلية وفي شهر اكتوبر بالتحديد ما إن يدخل المدينة حتى يشتم رائحة عطور محلية ، صنعت بأيدي فلسطينية ،عطور تحدت برائحتها جدارا فاصلا عنصريا  يطوق المدينة من كافة الجهات ، معلنة بذلك صمودها واصرارها على البقاء ، إنها رائحة الجوافة أو كما أطلقت عليها الشعوب اللاتينية( التفاح الاستوائي ) ، فأنت تستطيع أن ترى هذا التفاح في المناطق الاستوائية ولكنك ما إن زرت هذه المدينة حتى ترى أنها وضعت بصناديق مغلفة وبكميات كبيرة، كتب عليها (منتج فلسطيني) .

لقد تميزت مدينة قلقيلية عن غيرها من المدن بمناخ استوائي عالي الرطوبة  يعمل على توفير جو ملائم لهذه الثمرة الحساسة فأرضها خصبة ومياهها عذبة ووفيرة، ولكنها كغيرها لم تسلم من وحشية الاحتلال وممارساته غير المشروعة من سلب للأرض وقلع للمحاصيل وعن هذه التفاصيل حدثنا رئيس بلدية قلقيلية عثمان داوود قائلا:" الجوافه تاريخ قديم في قلقيلية زرعت في الماضي وقلعت بسبب الاجراءات الاسرائيلية، فقد عزل الاحتلال ما يقارب ال7500دونم زراعي ،لا يسمح للمزارعين بدخولها الا بتصاريح خاصة يمنحها الاحتلال، ولكن فيما بعد أصبحت عند المواطن ثقافة وخبرة في زراعتها فزرعت حوالي 70 ألف شجرة عدا عن ذلك فلا يكاد يخلو بيت في قلقيلية من زراعة هذه الشجرة لتستفيد نحو 800 عائلة من العمل في الجوافة"

ويقام على أرض حديقة بلدية  قلقيلية في كل عام مهرجانا (للتفاح الاستوائي ) لعرض هذا المنتج الذي اخذ يحرك اقتصاد المدينة المحاصرة بعد انقطاع دام ثلاثين عاما فقدرت الصادرات بحوالي 3ملايين دولار.

وكنا قد تحدثنا مع منسق المهرجان السيد محمد نزال فقال :" إن هذا المهرجان يأتي دعما للمنتج الفلسطيني الذي حصد جهودا أثمرت عن تصدير المحصول  إلى المملكة الأردنية الهاشمية، ونعمل جاهدين لأن تكون الجوافة منتجة لأكثر محصول ممكن في السنوات القادمة ولن يقتصر تصدير الثمرة الى الأردن فقط ،بل نسعى إلى وصولها لكافة الأقطار العربية ،وقد تم الاتفاق مع المملكة العربية السعودية وقطر على تبني الفائض والذي يبلغ حوالي 15%من نسبة المنتوج".

 رامي الجدع حد المزارعين المشاركين في المهرجان فقال :" ان مساحة الأراضي المزروعة والمنتجة للجوافه في قلقيلية تبلغ حوالي 1500 دونم تقريبا ونعمل على إضافة هذه المساحة بنحو 500 دونم ستكون منتجة خلال عامين اما الدونم فيتسع بنحو 40-45 شجرة تقريبا."

وتعد الجوافة الثمرة الأعلى تركيزا بمضادات الأكسدة التي تمنع تلف الخلايا الجلدية كما تحافظ على جمال البشرة ونضارتها ، ويضيف خبير مصري أن الجوافة ثمرة صديقة لمرضى السكري  كما تحتوي أيضا  على مادة (الليكوبين )التي تحمي من الإصابة بأمراض السرطان.

من الجدير بالذكر أن أصل الجوافة مكسيكي وأمريكا اللاتينية ودخلت الى مصر في زمن محمد علي باشا في العام 1825 ومن ثم انتقلت عبر القوافل التجارية الى فلسطين بعد ذلك.