السعودية من أكثر بلدان العالم شحا في الموارد المائية.. وأعلاها استنزافا لها
السعودية من أكثر بلدان العالم شحا في الموارد المائية.. وأعلاها استنزافا لها

الأربعاء | 22/06/2011 - 08:55 صباحاً

 
في وقت تعاني فيه السعودية من شح في الموارد المائية، يتجاوز معدل استهلاك الفرد السعودي من المياه جميع المعايير الدولية، حيث يبلغ معدل استهلاك الفرد قرابة 286 لترا يوميا، مما يجعل الشعب السعودي واحدا من أكثر شعوب العالم استنزافا للمياه.

وكشفت دراسة حديثة، أن الفرد السعودي يأتي ثالثا في معدلات استهلاك المياه بعد المواطن الأميركي والمواطن الكندي، في الوقت الذي تتمتع فيه أميركا وكندا بوفرة في المياه العذبة الصالحة للاستخدام، على عكس السعودية التي تعتمد بالدرجة الأولى على تحلية المياه المالحة من البحر الأحمر والخليج العربي.

واستنزفت السعودية خلال الـ30 عاما الماضية، أكثر من 460 مليار متر مكعب من المياه، بحسب وزارة المياه والكهرباء، في ظل محدودية الموارد المائية في البلاد، حيث اضطرت السعودية إلى توفير قرابة 60% من حاجياتها المائية عبر تحلية مياه البحر على الساحلين الغربي والشرقي.

وتعد المشكلة المائية مشكلة عالمية يعاني منها بلدان كثيرة على المستوى العالم، حيث لا تشكل المياه العذبة في العالم أكثر من 3% من مجمل مياه العالم، في حين أن ثلثي هذه النسبة توجد على هيئة جليدية في القطبين الشمالي والجنوبي، أي أن المياه العذبة في العالم لا تتجاوز 1% من مياه العالم، ولا تتوزع هذه الكمية بشكل منتظم، حيث تعاني مناطق كثيرة من الجفاف وندرة المياه فيها، وتشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى أن الاستهلاك المائي العالمي قد تضاعف 6 مرات خلال 95 عاما منذ 1900، في ظل تزايد التعداد السكاني في العالم، ويعيش ثلث سكان العالم الآن في بلدان تواجه أزمة بالمياه.

في حين يستنزف القطاع الزراعي لوحده، أكثر من 85% من المياه، فيما تتوزع الـ15% الباقية، في الأغراض البلدية والصناعية وغيرها من الأغراض المختلفة، الأمر الذي يجعل قضية الاستهلاك الزراعي للمياه هي الحقل النموذجي الذي يمكن أن تتوجه إليه الحكومة السعودية في شأن تقليل وترشيد استهلاك المياه.

وفي حين تعد مياه البحر المحلاة المصدر الرئيسي في البلاد للتزود بالمياه، تأتي المياه السطحية والجوفية إلى جانب مياه الصرف الصحي المعالجة، لتشكل بقية الموارد المائية، إلى جانب مشروع الملك فهد لحصد وخزن مياه الأمطار والسيول، الذي يأتي واحدا من أبرز الحلول المبتكرة لتوفير كميات وافرة من المياه في البلاد.

وكانت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، قد كشفت على لسان محافظها بداية العام الحالي، أن السعودية تنتج حاليا نحو 17.4% من الإنتاج العالمي في صناعة تحلية المياه المالحة عبر 27 محطة تحلية قائمة على الساحلين الغربي والشرقي، تبلغ الطاقة الإنتاجية الإجمالية لها 2.8 مليون متر مكعب يوميا.

وأكد المهندس فهيد الشريف، محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، استمرار المؤسسة في إنشاء المزيد من محطات التحلية على سواحلها سواء فيما يخص محطات التحلية أو خطوط نقل المياه المنتجة وأضاف الشريف أن ندرة الموارد المائية تعد من القضايا المهمة والملحة التي تواجه كثيرا من الدول العربية والتي شهدت في العقدين الماضيين نموا سكانيا صاحبه نمو متسارع في مجالات متعددة من التنمية الاقتصادية والاجتماعية مما جعلها تتجه لتوفير المياه لتلبية احتياجاتها البلدية بشتى السبل ومن ذلك خيار تحلية المياه كخيار استراتيجي حتى أصبحت صناعة التحلية من أهم الصناعات.

وتصنف السعودية، كواحدة من أبرز الدول القاحلة، لعدم توافر أنهار أو بحيرات، مع ندرة في الأمطار وعدم انتظامها، مما جعلها تعتمد على أسلوب تحلية المياه، حيث اعتمدت هذا الأسلوب منذ عهد الملك المؤسس، حيث قام الملك عبد العزيز باستيراد أول محطة تحلية للمياه لتوفير الماء للحجاج القادمين عبر ميناء جدة، نظرا لأن المنطقة الغربية من أكثر مناطق البلاد شحا في المخزون المائي.

وتشكل المياه المحلاة عبر محطات التحلية المنتشرة على ساحلي البحر الأحمر والخليج العربي، ما يقارب 60% من مجمل الإنتاج اليومي من المياه، مما يجعل مياه البحر المحلاة المصدر الأول لإنتاج المياه في السعودية.

وتشهد السعودية في الوقت الراهن، إنشاء محطة رأس الزور لتحلية المياه المالحة والطاقة الكهربائية، والتي تصل طاقتها الإنتاجية في المرحلة الأولى إلى أكثر من مليار متر مكعب من المياه المحلاة مما يجعلها المحطة الأضخم من نوعها على مستوى العالم، في بلد يعتمد بالدرجة الأولى على تحلية المياه المالحة لتوفير المياه الكافية للأغراض المختلفة.

منقول عن الشرق الأوسط



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:30
الظهر 12:37
العصر 04:17
المغرب 07:16
العشاء 08:45