شاهد على مجزرة الشجاعية.الظاظا:لم يخرج من الحي وهدم منزله على راسه.."تعال أبوك عايش" اعادت له الحياة
شاهد على مجزرة الشجاعية.الظاظا:لم يخرج من الحي وهدم منزله على راسه.."تعال أبوك عايش" اعادت له الحياة

الثلاثاء | 12/08/2014 - 08:05 صباحاً

في الشجاعية سجل التاريخ الفلسطيني مجازر اقترفها جيش الاحتلال الاسرائيلى بحق المدنيين والأبرياء والنازحين في هذه المنطقة ، والتي بدأ فيها أول دخول برى للقطاع والذي سرعان ما انسحب فيه من المنطقة بعدة قتلى في صفوفه ومئات الشهداء من سكان المنطقة .

سميت مجزرة الشجاعية باسم صبرا وشاتيلا الثانية بعد تمثيل نفس المشهد من نفس القتلة ولكن بمكان أخر داخل فلسطين ، جثث وأشلاء ملقاة في الشوارع لأطفال ونساء ورجال ومسنين وساحات من الدماء هنا وهناك،  وبيوت دمرت على رؤوس قاطنيها، سيارات محترقة بينها مركبات إسعاف، أشجار اقتلعت وحجارة أعمدة من الخرسانة والباطون تملأ الشوارع ، ولشدة الدمار لم يعد يميز المواطن بيته عن بيت جاره إلا بعلامات بسيطة دون الحاجة للبحث تحت الركام لان الدمار شامل هناك .

وبصعوبة قامت سيارات الدفاع المدني وشاحنات البلدية بتوسيع الطرق في شارع النزاز وإزالة ركام المنازل إلتى عطل الحركة داخل الشارع الرئيسي ، لتسهيل حركة الطواقم الطبية والاغاثية والمواطنين داخل هذا الحي الذي اعدم بشكل كامل .

وخلال تجولنا داخل هذا الحي الذي صدمنا من مشهد الدمار بداخله ، جذبني منظر المسن توفيق الظاظا " 70 عاما " الذي يجلس مقابل منزله المدمر ، ويتأمل برفقة أحفاده وأبنائه منزله الذي بناه من عرق جبينه وجبين أبنائه لينتهي به الحال للدمار وعدم صلاحيته للسكن .

لنكتشف بعد ذلك أن الظاظا هو الوحيد الذي تبقى في منزله بعد نزوج أبنائه وسكان الحي من منازلهم في شارع النزاز ، ورفض المغادرة من منزله حفاظا عليه ، ويقع منزله ثاني منزل بعد الشارع العام الشرقي المواجه للأسلاك الحدودية الشرقية .

الظاظا سكن هذه المنطقة قبل عشرة سنوات ، وعايش لحظات مجزرة الشجاعية بأم عينه كما أفاد ، وقال لدنيا الوطن " رفضت الخروج من المنزل ليكتب الله السلامة لي وعمر جديد بعدما شاهدت المجزرة بأم عيني ، ففي تاريخ 14 من الشهر الماضي جلست في منزلي وحيدا وتشاهدي ألاف المرات عندما شاهدت الموت بعيني ،حيث القصف العشوائي والطائرات والدبابات والاستطلاع  وإطلاق النار باتجاه منازلنا ، واضطررت للنزول من منزلي والاحتماء بالبلكونة الغربية من المنزل على الأرض ، وخلال تواجدي كنت أشاهد الصواريخ التي تنطلق نحو منازلنا ومنازل الجيران ويتساقط الركام على راسي ".

يوم كامل عاشه الظاظا تحت نيران القصف الاسرائيلى فشاهد كل المنازل التي دمرت بالقرب من منزله ، وهاجر أبنائه من المنزل أربع مرات ، حيث أصيب كل مرة منزله بإصابة جزئية إلى أن وصل للإصابة القاضية له في الحرب على الشجاعية وأصيب المنزل بشكل كامل أدى لتدميره وعدم صلاحيته للسكن بعد ذلك .

رحمة الله كانت تحيط بالمسن الظاظا ، حيث نجا بأعجوبة من هدم المنزل على رأسه كباقي المنازل ، وأصيب منزله بشكل كامل في الطوابق العلوية ، وبدأ الأمل يدق إلى قلبه بعد أذان الفجر بعدما سمع  صوت منادى ينادى عليه في الشارع أمام منزله ، ولم يجيب تخوفا من أن يكون المنادى هم جنود الاحتلال .

وبعدما دقق السمع في صوت المنادى ليكتشف أن المنادى هو ابنه جاء باحثا عن أبيه ، والذي فقد الأمل أن يكون على قيد الحياة بعد هذا الدمار والقصف ، وبعدما اطمئن إلى صوت ابنه أجابه بصوت عالي  " تعال أبوك عايش " ، لتبدأ الأحضان بينهم بسلامة الوالد وبعد أن كتب الله له حياة جديدة ليخرج من بين الركام ليروى تفاصيل هذه المجزرة إلى العالم ليكون شاهدا على الاحتلال الاسرائيلى .

ونظرا لعدم قدرة الظاظا على المشي ويعانى من عدة  أمراض ومصاب بجلطة تعكز على ابنه  ليساعده رجال الدفاع المدني وصولا لسيارات الإسعاف التي نقلته لمنزل ابنته في منطقة البلتاجي .

ولم ينسى الظاظا حتى ألان المشاهد التي شاهدها بعد خرج من منزله وصولا  للشوارع الآمنة  في شرقي حي الشجاعية ، حيث قال لمراسل دنيا الوطن " لم أشاهد مثل هذا الدمار في حياتي ، خرجت من منزلي متخطيا ركام عدة منازل من الجيران لاتفأجأ بان الشارع كله مدمر وليس بامكانى المشي على قدماي لكثرة الركام المتواجد في الشارع وإعدام المنازل والأحياء كاملة " .

 وفى مجزرة الشجاعية سجل اكبر عدد للشهداء في يوم واحد من أيام الحرب على قطاع غزة ،واكتظت ثلاجات الموتى في مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة بعشرات جثث الشهداء، ما أضطر إلى وضع جثث شهداء آخرين على الأرض ، فيما تم انتشال عشرات الشهداء الآخرين بعد أيام من استشهادهم تحت أنقاض منازلهم .

ولم ترحم قذائف الاحتلال وطائراته التي شاركت بالمجزرة سائقي الإسعاف الذين حاولوا التقدم لانتشال الشهداء وإسعاف الجرحى ، رغم التنسيق المسبق مع اللجنة الدولية لمنظمة الصليب الأحمر، ما أدى إلى استشهاد ضابط إسعاف بعد تدمير سيارته بالكامل ، وإصابة عدة شبان من العاملين في طواقم الدفاع المدني الذي تواجدوا في المكان منذ بداية العدوان على المنطقة .

وقد توجه  ألاف المواطنين الناجين من المجزرة إلى بيوت لأقربائهم ربما تكون أكثر أمنا، بينما آخرون ذهبوا إلى مراكز الإيواء في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، والى مدارس حكومية لعدم استيعاب مدارس الوكالة للزيادة في أعداد النازحين.

وسيبقى التاريخ شاهدا على هذه المجازر التي اقترفت بحق الشعب الفلسطيني والتي تكررت عدة مرات في خزاعة شرق خانيونس وشرقي مدينة رفح .

 

 



المصدر: دنيا الوطن



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:12
الظهر 12:36
العصر 04:17
المغرب 07:27
العشاء 09:00