مرة واحدة افقد الاحتلال الاسرائيلي في غارة جوية، 42 عائلة مكان سكنها بعد ان دمر برجا سكنيا يحوي اثنان واربعين شقة...صاروخ تحذيري تبعه بدقائق أربعة صواريخ اطلقتها طائرة حربية من طراز "اف 16 " حولت برج الظافر4 ابرز الابراج السكينة في قطاع غزة الى كومة ركام حاله كحال العديد من البيوت التي دمرت في الشجاعية.

البرج دمر وسط ذهول من ساكنيه والجيران، فالبرج الذي وقف شامخا منذ العام 1996 بعد عامين من قدوم السلطة الفلسطينية الى غزة أصبح ركاما.

وتلقى بعض من سكان البرج اتصالات هاتفية من المخابرات الإسرائيلية تبلغهم بضرورة اخلاء البرج تمهيدا لقصفه، ونظرا لعدد السكان الهائل وحالة الرعب التي اصابت السكان هرب البعض وبقي البعض الاخر لا يدري ماذا يجري.

المواطنة "ام علي" احد الساكنين افزعتها حالة النفير التي شاهدتها من نافذة المنزل، وهروب السكان الى مكان اكثر امنا، وتساءلت عن السبب الذي كان يدفع الناس للهرب ولم تجد اجابتها في المنزل المقابل لها او المجاور فقد اخلي الجميع...

وتتابع:"طرقت باب الجيران في الطابق حيث اقطن فلم يفتح لي احد عدتي الى منزلي وجعلت الباب مواربا لعل احدا يأتي ويخبرني ماذا يحصل"، مضيفة :"حتى جاء احد سكان البرج يتفقد ان البرج خاليا من سكانه ويقول لها:"يلا يا خالتي ام علي هاتي هويتك واطلعي بدهم يقصفوا البرج".

ثوان مرت كلمح البصر كان البرج خاليا من سكانه يترقبون مصيره غير متوقعين ان التدمير سيكون كليا.

ابو ناجي الجعفراوي رئيس مجلس ادارة البرج اكد  أن عددا من السكان تلقوا عدة اتصالات هاتفية تطالبهم باخلاء البرج تمهيدا لقصفه، مؤكدا ان عملية الاخلاء تمت بشكل سريع وتفقد كل جار جاره حتى تأكد الجميع ان كل سكان البرج بسلام ولم يتبق احد عالق في البرج.

ويقول:"نجحنا في اخلاء البرج وتجنيب المواطنين أي خسائر بشرية".

ويعتبر برج الظافر 4 احد الابراج التي كان يقطن بها عدد من عائلات قيادات حركة فتح كــ "روحي فتوح، ونظمي مهنا، وغازي الجبالي، وإبراهيم ابو النجا" وغيرهم الكثير الا ان معظمهم ترك البرج في اعقاب احداث الانقسام في العام 2007.

الدكتور معين رجب الخبير الاقتصادي اكد ان تدمير برج الظافر 4 في غزة يأتي ضمن ما تسعى اليه اسرائيل وهو الحاق اكبر ضرر بالمدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم وثرواتهم والحاق الاذى والضرر بحيث يتذمر السكان وينقموا ويتراجعوا عن تأييدهم للمقاومة .

وقال رجب:"اسرائيل بتدميرها لبرج يحوي عشرات العائلات مرة واحدة افقدتهم كافة ثرواتهم وممتلكاتهم واحتياجاتهم وجعلتهم في مأزق شديد يبحثون عن الماوى".

المحلل السياسي اكرم عطا الله اعتبر ان تدمير برج سكني كبرج الظافر رسالة شديدة اللهجة من الاسرائيليين تفيد انهم مستعدون لتدمير غزة بذريعة ان لها مطلوبين ولاحقتهم، مبينا ان هذه الذريعة تبيح التدمير والقتل في غزة.

واشار عطا الله ان الهدف التدميري للبرج هو بث الرعب والخوف في نفوس الفلسطينية وكوي الوعي لديهم حول قدرة المقاومة في حمايتهم.

معا