وقع مساء يوم أمس الأربعاء انفجار قوي على قرص الشمس المواجه للكرة الأرضية ، حيث صنف الانفجار من الدرجة x.1 وهو من أقوى الانفجارات خلال الفترة الأخيرة بعد هدوء نسبي شهدته الشمس. وتؤدي مثل هذه الانفجارات في العادة إلى قذف غازات حارة تسمى البلازما الناتجة  و تصل هذه المقذوفات التي تتكون من جسيمات مشحونة كهربائيا وأشعة غير مرئية إلى كوكب الأرض على شكل 3 نواتج ، حيث  ان أول ما حدث بعد الانفجار مباشرة يوم أمس الأربعاء هو ازدياد في الطيف الكهرومغناطيسي للشمس وكان تأثيره على شكل تشويش على الاتصالات الراديوية في أمريكا الشمالية والجنوبية مساء الأربعاء.

وأدى هذا الانفجار إلى تسريع جسيمات بروتونات وإلكترونات ،  بحيث أصبحت ذات طاقة عالية جدا، وهي وصلت إلى الأرض بعد ساعتين من الانفجار، وهذا هو الناتج الثاني من الانفجار، ويتلخص خطرها على الأقمار الصناعية، فاصطدامها بالأقمار الصناعية قد يعطلها مؤقتا أو بشكل دائم كما أن هذه الجسيمات تشكل خطرا صحيا على رواد الفضاء والمسافرين في الطائرات في المناطق الشمالية القريبة من القطب، إلا أن شركات الطيران راقبت ذلك، وأبعدت طائراتها عن تلك المناطق أثناء هذه العاصفة.

ومن المتوقع أن يصل  الناتج الثالث والرئيسي من الانفجار إلى الكرة الأرضية يوم غد الجمعة، وهو عبارة عن مادة الشمس نفسها، بحيث تقذف الشمس كمية هائلة من مادتها وهي عبارة عن غاز مؤين ويحتوي على مجالات مغناطيسية، وعندما تصطدم هذه الكتلة بالأرض فإنها تسبب اضطرابا في المجال المغناطيسي الأرضي، وبالتالي تتأثر البوصلة بذلك، وتتسبب بتكون تيارات كهربائية في خطوط الضغط العالي لشبكات الكهرباء، مما قد يزيد الحمل الكهربائي على الشبكة وتؤدي إلى انقطاع التيار بل وحتى قد يحترق المحول الرئيس للشبكة، ويظهر وقتئذ الشفق القطبي.

ولكن  هذه المخاطر  محصورة في المناطق القريبة من الأقطاب، مثل شمال أوروبا وشمال آسيا وشمال أمريكا، أما في فلسطين والمنطقة العربية فإننا في مأمن من هذه التأثيرات بسبب الغلاف المغناطيسي الأرضي.فالغلاف الجوي الأرضي يحمينا من الناتج الأول والغلاف المغناطيسي يحمينا من الناتج الثالث،والغلافين الجوي والمغناطيسي يشتركان في حمايتنا من الناتج الثاني.

وتنحصر المناطق المتأثرة في المناطق الواقعة بالقرب من الأقطاب. ويبقى الاحتمال الوحيد لتأثرنا في فلسطين و المنطقة العربية هو أن تتسبب العاصفة إذا كانت قوية جدا  بتلف إحدى الأقمار الصناعية الهامة، إضافة إلى تشويشها على أقمار الملاحة الـ GPS أو التشويش على ترددات الراديو أحيانا.

ولا يزال قرص الشمس المواجه للأرض يحتوي على أكثر من 4 مناطق  نشطة مرشح لأن يحدث فيها إنفجارات قوية خلال الأيام القادمة.