عظم الله أجركم!!! ..بعد تدني مستوى المياه بشكل غير مسبوق ... عين الفشخة تواجه الموت البطيء
عظم الله أجركم!!! ..بعد تدني مستوى المياه بشكل غير مسبوق ... عين الفشخة تواجه الموت البطيء

الأحد | 10/06/2012 - 02:03 مساءً

 تمر عين فشخة الواقعة على الشاطئ الشمالي الغربي للبحر الميت، والتي تعد من أهم مناطق البحر الطبيعية وأكثرها جمالا- تمر بعملية تآكل وتدمير بيئي وجمالي خطيرين، وذلك بسبب العمليات المرتبطة بهبوط مستوى البحر الناتج أساسا من استنزاف المصانع الإسرائيلية للموارد الملحية الطبيعية في البحر، علما بأن هذه المصانع تستنزف سنويا أكثر من 250 مليون متر مكعب من مياه البحر الميت؛ إذ أن برك التبخير التابعة للصناعات الإسرائيلية في البحر الميت مسؤولة عن أكثر من 40% من مقدار الهبوط في مستوى المقطع الشمالي من البحر، ما أدى إلى تدمير القيم والثروات البيئية الكامنة فيه. 
وتحوي منطقة عين فشخة مئات الينابيع والتدفقات المائية التي يبلغ إجمالي المياه التي توفرها 60-70 مليون متر مكعب سنويا؛ ما يجعل المنطقة أحد أهم مواقع الينابيع في فلسطين التاريخية.  وتقسم محمية عين فشخة إلى تجمعين رئيسيين من الينابيع:  شمالي وجنوبي.  وقد تطور في المنطقة تنوع غني من النباتات والكائنات الحية؛ وذلك بسبب تداخل الظروف المناخية الصحراوية والتركيز الهام لمصادر المياه والثروة النباتية.
ونتيجة هبوط مستوى سطح البحر الميت، أخذ خط الشاطئ يبتعد عن المحمية، كما بدأت تتكشف طبقات أرضية، تجري في أعماقها قنوات جريان مائية، إثر جريان المياه من المحمية أو الجريان الناتج عن الفيضانات.  وتتسبب هذه العمليات في تغيير مواقع انبثاق الينابيع؛ ما يخلخل مجمل نظام الجريان المائي في المنطقة؛ سواء فوق الأرض أو تحتها.  وما حدث حتى هذه اللحظة، أن بعض الينابيع جفت وبعضها الآخر "انحرف" اتجاهها، بسبب الشاطئ الآخذ بالابتعاد.
وبما أنه من غير المتوقع أن يقف هبوط مستوى البحر في السنوات القريبة القادمة؛ فستتواصل التغيرات الحاصلة في داخل المحمية.  وسيبتعد جزء كبير من المحمية عن شاطئ البحر، وفي المقابل، ستزداد ظاهرة القنوات المائية في الأعماق والتي ستتراجع نحو الخلف باتجاه المحمية وفي داخل منطقة الينابيع والمساحات النباتية.  في المحصلة، ستنكمش المساحات النباتية وسيحدث ضرر إيكولوجي وجمالي خطير.  ومن المرجح أن تتحد القنوات العميقة بالأخاديد الواسعة، كما أن جزءا من منابع الجداول قد تنحرف إلى داخل تلك الأخاديد.   
ويعد النهب والاستنزاف الإسرائيلي لمياه حوض نهر الأردن، السبب الرئيسي لتدمير البحر الميت، وجفافه وتلوثه، علما بأن مستواه ينخفض بما معدله 1 – 1.5 متر سنويا. يضاف إلى ذلك، أن البحر الفريد من نوعه الذي يعد المنطقة الأكثر انخفاضا في العالم، يعاني من تدفق يومي لكميات هائلة من المياه العادمة الإسرائيلية من مناطق القدس والسفوح الجبلية المحيطة بالبحر؛ ما يفاقم تدهوره البيئي.
ومن المعروف أن استمرار هبوط مستوى سطح البحر الميت، وبالتالي التغييرات المتواصلة في موقع خط الشاطئ، ناتج عن شح المياه المتدفقة إلى نهر الأردن وروافده، نظرا للنهب الإسرائيلي الضخم لمياه بحيرة طبرية وسائر المصادر المائية المغذية للنهر، وبالتالي، المغذية للبحر الميت.

 

منقول عن مجلة افاق البيئة والتنمية



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:18
الظهر 12:36
العصر 04:17
المغرب 07:23
العشاء 08:54