جنون التصاريح
جنون التصاريح

الإثنين | 22/06/2015 - 09:35 صباحاً

منذ أن أعلنت إسرائيل نيتها تقديم تسهيلات للفلسطينيين في الضفة وغزة برزت حالة غير مفهومة من الرضا الفلسطيني على التسهيلات الاسرائيلية , وأعلن التجار ورجال الاعمال "غضبهم" من تلك التسهيلات التي تُعتبر سياحة داخلية لصالح الخزينة الاسرائيلية .

لم تكُن حالة الرضا الفلسطينية (الشعبية) طبيعية وعادية بل كانت مُبالغ فيها وكم الطلبات التي قُدمت لمكاتب الارتباط تفوق التصوّر وتزيد الحالة غير المفهومة غموضاً ما يستدعي تدخلاً وطنياً سريعاً .

اعلنت بعض المصادر الامنية الفلسطينية انّ مستويات عليا قررت رفض التسهيلات الاسرائيلية لما فيها من ضرر على الاقتصاد الفلسطيني , سرعان ما انفضّت "السيرة" وعادت التسهيلات من جديد  الى الواجهة دون ان تتمكن الجهات السيادية من منعها او وقفها .. او حتى الحد منها .

بعد اعلان التسهيلات الاسرائيلية نفّذ مجموعة من الشباب عملية اطلاق نار ضد مستوطنين في احدى المستوطنات المجاورة لرام الله , وبعد يومين قام احد الشبان من بلدة سعير بالخليل بطعن جندي اسرائيلي واصابه باصابات خطرة .. فكانت الطامة .

مجموعة من التغريدات الدخيلة على ثقافة الشعب الفلسطيني هاجمت منفذ عملية القدس واعتبرت انّ طعنه لجندي من جنود الاحتلال ستحد من التسهيلات الاسرائيلية والتصاريح الممنوحة لفلسطينيي الضفة .!

اما في الخليل فقد نشر احد الشبان صوراً لعملية "حرق" للعلم الفلسطيني بسبب عدم منح حارقي العلم تصاريح زيارة وسياحة لاسرائيل ضمن حملة التسهيلات الاسرائيلية .

الشاب فادي العاروري مصوّر وناشط شبابي معروف شنّ جهوما على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ضد من قام بكتابة "بوستات" مسيئة لمنفذ عملية القدس .

العاروري قال في تغريدته :"عشان تعرفوا مجتمعنا لوين وصل

عشان تعرفوا بس ! شوفوا هالحثاله شو كاتب" وأرفق العاروري صورة لما كتبه احد المغردين ضد عملية القدس ومنفذها .

وفي تغريدة أخرى كتب العاروري :"عادي جداً .. صرنا في زمن ساقط الناس بتسب اللي بيعمل عمليات .. بتحكي عنهم جواسيس .. وبتبرر انه رامي ليفي احسن من الفلسطينية .. هو زمن كله بالشقلوب" ووافقه عدد كبير من المعلقين والمتابعين لصفحته .

تغريدة اخرى لاحدى الناشطات على الفيسبوك اثارت جدلا واسعا ايضاً حيث اعتبرت العملية التي نفذها مواطن من الخليل معتبرة ان العملية لم تحرر فلسطين ولم تعترف اسرائيل بحق اللاجئين .. ولم ولم ., الخ (التغريدة مرفقة) .. الغريب ان اكثر من مائة شخص كانوا معجبون بما كتبته المذكورة.


اما معلق على احدى البوستات اثار استفزاز رواد التواصل الاجتماعي فقد دعا بعدم الرحمة على شهيد القدس معتبرا ان ما حدث هو لمنع اهل الضفة من التصاريح !.

والمستغرب ان بعض الاعلاميين دشّن صفحته لمتابعة التغريدات الرافضة لعملية القدس فنقل عن احدى السيدات قولها :"مشاركة من مواطنة اصرت اصرارا ان انشر ما كتبته

سيد معاذ ياريت انك تحكي للناس انه هلا مو وقت مشاكل مع الجيش الاسرائيلي وما صدقنا على الله ناخد تصاريح نشم هوا ونصلي بالقدس ،،، بتمنى من الكل انه يستفيد من فرصة التصاريح وما يصير اي مشاكل مع الجيش حتى نعيش بهدوء"

مغرد آخر اسمه مصطفى بدر كتب على صفحته على الفيسبوك توصيفا للحالة الجماهيرية الفلسطينية وربطها بما اسماه جنون التصاريح قائلاً :"من سنوات قليلة وأنا بحاول أقرأ في علم النفس الإجتماعي (سيكولوجيا الجماهير) على قدر المتاح أمامي, وبقلك إنو الجماعة في حالة وعيها بتكون كالفرد في حالة اللاوعي يعني بتحكمهم العاطفة, والجماهير ما بتحفزهم العقلانية بقدر ما بتحفزهم إثارة تخيلاتهم وأحلامهم."

واضاف :"في الزمانات وحتى زمن قريب كان أي جهد ضد الإحتلال مهما كان بسيط يحرك عواطف وتخيلات الناس في سبيل تحرير فلسطين الي كان حلمهم (مهما بانت استحالتو), وكان أي عمل من هالأعمال بعتبروه مهما كان بسيط إنو خطوة كبيرة في الطريق لتحرير البلد من الإحتلال. في الفترة الأخيرة صار عنا ظاهرة مثيرة للإشمئزاز, حلم إنو فلسطين تتحرر تلاشى قدام إشي إسمو "جنون التصاريح", أبطالها شرائح كثيرة ابتداءاً من الحالمين والطموحين بالعمل في مطابخ وورش بيت شيمش, وانتهاءاً بالحالمين بقضاء عطلة صيفية ممتعة على شط تل أبيب أو عمل رحلة تسوق في كنيون المالحة.

"جنون التصاريح" هذا والي مستعدين إنهم يبرروه بإنو "الرباط في المسجد الأقصى" (وركزوا إنها بين علامات تنصيص "") صار جزء من مبادئهم الي لا يمكن التنازل عنها, ومستعدين يضربوا كل إشي بعرض الحائط في سبيل إنو يدافعوا عنو ويحمو تصاريحهم, ومستغرب كيف صارت ناس من أبناء الشعب الفلسطيني تسب شهداء وتدعوا عليهم لأنهم ما تنازلوا عن حلمهم القديم."

واردف :"زمان كنا مع كل خبر عن عملية ننبسط أكثر من بسطتنا يوم العيد, وفجأة صارت ناس ناقمة عالعمليات والي بسويها, ومش بعيدة زي ما في لاجئين لليوم ماسكين مفاتيح بيوتهم ع أمل إنهم يرجعوا يكون في ناس ماسكين مايوهاتهم في انتظار السماح إلهم بالروحة ع شط تل أبيب.

طبعاً كثير ناس عكس الي حكيتو, ومستنية بفارغ الصبر توخد تصريح حتى تصلي بالمسجد الأقصى وتقف بوجه المدّ الإستيطاني, وهي الشريحة الي ما أبدت ردة الفعل المقرفة الي شفناها عند بعض الناس."

فهل تكون ثقافة "جنون التصاريح" كما وصفها احد الكتاب هي المسيطرة على المشهد ؟ ام انّ تلك الآراء والتغريدات لا تعبر عن مجتمع كامل ويقتصر التفكير فيها على مروجيها ومدعّيها ؟

لا خلاف .. فقد نقل احد متسوقّي متجر "رامي ليفي" انه شاهد قياديين فلسطينيين يتسوقان "بضاعة رمضان" من المتجر .. والغريب انّ احدهما يُعتبر رمزاً لحملة مقاطعة البضائع الاسرائيلية .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: دنيا الوطن

 


 



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:27
الظهر 12:37
العصر 04:17
المغرب 07:18
العشاء 08:47