أهالي بلدة كانجيكسوجواك في كيبك بكندا يذهبون إلى مدى بعيد لتنويع نظامهم الغذائي الذي يرتكز على لحوم الفقمة، إذ يخوضون مغامرة تحت بحر من الجليد خلال فترات المد والجزر في موسم الربيع المعتدل لجمع بلح البحر.

في هذا السباق مع الزمن لا يتوفر أمام الأهالي سوى نصف ساعة للبحث في هذه الكهوف المؤقتة قبل أن يندفع المد مرة أخرى. وفي الخارج يبقى شخص لمراقبة تحركات المد والإبلاغ عن ضرورة الخروج من الكهف، ولكن صوته المرتفع وصيحاته التحذيرية لا تصل أحيانا عندما يعم صوت الصدى المنبعث من جراء سقوط الصخور الجليدية.

في حالة المد والجزر ينخفض الجليد الذي يطفو على البحر ليصل إلى 12 متر فوق السطح، فيبدأ الأهالي مهمتهم الخطيرة بالحفر للوصول إلى القاع الذي تحول إلى نفق. العالم تحت هذا البحر من الجليد، غير مستقر خاصة وأن هذه الصخور الجليدة لم تعد مدعومة بالمياه ويمكنها ان تنهار في أي وقت.

هذا هو المكان الوحيد في العالم حيث يكون المد والجزر عال لدرجة تمنح الأشخاص الجرأة للمغامرة تحت البحر المتجمد.

في هذا القاع الذي كانت تغمره المياه يجد الأهالي ما يبحثون عنه، بلح البحر، هو كل ما يتمنوه.

عند الوصول إلى القاع لا يتبقى أمام الأهالي سوى بضع دقائق لجمع ما أمكنهم من بلح البحر والخروج بسرعة، فاندفاع المد قوة لا يمكن صدها.

عند سماع صدى المياه وهي تقترب للعودة إلى القاع يهرع الصيادون خارج الكهف ورغم نجاحهم في الهرب إلا أن الجليد يهتز بين أرجلهم ليسبب لهم الرعب.

جميع الأهالي سمعوا عن قصص صيادي بلح البحر الذين لم يخرجوا من الكهف في الوقت المناسب، وقضوا مدفونين تحت الصخور الجليدية، ولكنهم مع ذلك يصرون على مواصلة التقليد الذي توارثوه عن أجدادهم الأوائل.